انا من العراقيين، الذين لم يباركوا فوز ابن المؤسسة العسكرية العتيدة عبد الفتاح السيسي في الانتخابات المصرية الاخيرة، ولم استنكر ايضاً، رغم ميلي "النسبي" لحمدين صباحي، ولكن، حتى لو فاز المدني والقومي الاشتراكي صباحي، لم اكن لأفتح فمي، او اكتب حرفاً هنا، لأنه في النهاية شأن خاص بالمصريين انفسهم، وهم الاقدر كشعب واعي وحي ان يختاروا رئيس دولتهم. 
لكن ان يعلن مقدم وصاحب فكرة اقوى وأمتع برامج الترفيه الناطقة بالعربية وقف برنامجه، هنا لن اتكلم فقط، بل أعلن تشاؤمي، بأعتباري معجب كبير بباسم يوسف، وفريقه المحترف. 

ولخوفي من الاشاعات، تحركت للتأكد من الخبر، باسم يوسف الشجاع، دعا الى موتمر صحفي في مسرحه وأعلن وقف برنامج "البرنامج" بشكل نهائي.
باسم كان واضحاً "انا تبهدلت، تحقيقات مع النائب العام وحملات تشويه، وهو مجرد برنامج ساخر ترفيهي، غير سياسي، كفاية علينا كده".

ربطي توقف البرنامج بنتائج الانتخابات المصرية، واضح جداً، هناك تيار شعبي لايرحم من لا يقدس الحاكم، -صاحب فضل تخليص البلد من الاخوان المسلمين- وسينصب المشانق لمن يستمر بتجاهل هذا الرفض، باسم لم يساير، تمرد، وفرض شروطه على كل المحطات، بكلف انتاجية عالية وافكار عبقرية لم يسبقه اليها اي برنامج عربي، لكنه "حسبها صح"، من سيستطيع ان يقف امام رفض -وربما غضب- 25 مليون ناخب انتخب عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر التي تسير اليوم بأتجاهين، الاول، العودة الى كنف الحاكم العسكري، القوي، الحازم، والعطوف، مع تحديثات وإضافات بسيطة على شخصيات عبد الناصر والسادات ومبارك، والاتجاه الآخر، ان تعمل الماكنة الاعلامية المحلية الهائلة وفق مايراه صاحب الرتب والجزمات الثقيلة!
المحصلة، اننا لن ننتظر الجمعة القادمة، من اجل سماع الدكتور الاخصائي في جراحة القلب المفتوح والاعلامي وزملائه الموهوبين، وهو يسخر من مصر وقادتها واعلامها واوضاعها المتخبطة، لن تنصب الاراكيل وتزدحم مقاهي القاهرة والاسكندرية وغيرها، من اجل انتظار ساعة عرض البرنامج، ولن نبقى نتغنى بقفشاته المضحكة من الجمعة الى الجمعة..