زف قائد طيران الجيش العراق بشرى تدمير اكثر من 130 عجلة من مجموع 700 لتنظيم داعش الفارين من منطقة الحصي و البو هوى المحصورة بين عامرية الفلوجة والحبانية وجزيرة الخالدية . الخبر اثلج قلوب الشرفاء من أبناء الشعب العراقي ورسم الفرحة في الوجوه , ولا سيما ونحن نقترب من نهاية شهر رمضان الكريم , وهكذا كان الخبر بمثابة "عيدية" لنا بعد ان بشر الدواعش بان غزوة رمضان ستصبغ شوارع مدننا بدماء الصائمين . رمضان كسر ظهر داعش وجعله يهرب من المدن الواحدة تلو الأخرى مثل الفئران بعزيمة وشهامة ورجولة القوات المسلحة بجميع صنوفها والقوات الداعمة لها.
الشيء الغريب في تفاصيل تدمير الرتل ان عدد العربات المدمرة ومن شارك في تدميرها ومن اين أتت وكم هو عدد قتلى داعش أصبح محل تساءل وحيرة وأربتاك لمتابعي هذا الخبر النادر. سبب هذا الارباك والحيرة هو اختلاف المصادر , وكان من المفروض بخلية الاعلام الحربي والتي اثبتت جدارتها في تغطية اخبار انتصارات القوات العراقية في الفلوجة ان تكون المصدر الرئيسي لهذا الخبر و بالتالي تنهي حيرة المراقب .
كما ذكرت ان العدد الأول للرتل كان 700 عربة , ثم يأتي مجلس عامرية الفلوجة ويعلن ان الرتل كان يضم قرابة 250 عربة محملة بمسلحي داعش . الفرق بين الرقمين 450 عربة , وهو فارق كبير . اما عمليات الانبار فقد أعلنت عن تدمير 450 عجلة بواسطة القوات الأمنية و مقاتلي العشائر بأسناد من طيران الجيش والقوات الجوية . هذا الرقم أكده أيضا قائد شرطة محافظة الانبار اللواء هادي ارزيج والذي قال انه تم صد اكبر هجوم لداعش على ناحية عامرية الفلوجة , مبينا انه تم تدمير 450 عجلة للتنظيم وقتل من فيها. ثم يأتي السيد حيدر العبادي ويعلن ان 700 عربة عدد مبالغ فيه ولا يمكن التصديق به واصفا المعلومات " بالإشاعات والعمل الدعائي المدروس الذي يهدف الى تضخيم وتهويل قدرات تنظيم داعش". ولكن السؤال ان من اذاع خبر 700 عربة هو قائد طيران الجيش! فهل , لا سمح الله , اصبح قائد طيران الجيش من انصار داعش يعطي الأرقام الكبيرة لتضخيم قدرات داعش ؟ نترك الجواب الى قائد طيران الجيش.
وان عجبت من هذا التضارب الفظيع , فسوف تتعجب اكثر عندما تقرا اعلان البيت الأبيض والذي جاء فيه ان طيارين اثنين من التحالف رصدا قافلتين كبيرتين يبتعدان عن الفلوجة و نفذتا ضربات ضدهما , حيث ضربت و دمرت الأولى اكثر من 150 عربة بينما دمرت الثانية اكثر من 50 عربة. الخبر الأمريكي لم يعترف لا من بعيد ولا من قريب مشاركة طيران الجيش العراقي والذي اعلن عنه قائد طيران الجيش ! فمن نصدق قائد طيران الجيش ام البيت الأبيض الأمريكي؟ هذا مع العلم ان قائد طيران الجيش ذكر ان 20 طيارة عراقية اشتركت بتدمير الرتل , بينما يقول البيت الأبيض ان طائرتين من التحالف شاركتا بتدمير الرتل بدون الإشارة الى مشاركة الطيران العراقي .
ولكن زير الدفاع السيد خالد العبيدي رفض تصريح السيد العبادي و الذي قال فيه ان عدد العربات المدمرة كان عدد مضخم وغير معقول . السيد العبيدي صرح قائلا لقد " قمنا اليوم بزيارة قاعدة الحبانية في محافظة الانبار , والتقينا بالطيارين اللذين استهدفوا يوم امس(الأربعاء 29 حزيران) رتل داعش قرب عامرية الفلوجة " , مبينا انه " تم استهداف 688 عجلة للتنظيم و مقتل المئات من عناصره" , وهو رقم مطابق لرقم السيد قائد الطيران العراقي . السيد الوزير حتى طالب السيد العبادي بترقية الضباط الذين استهدفوا الرتل. هل تلاحظ معي حجم الاختلافات بالأرقام و التصريحات و القوة التي دمرت الرتل ؟ اعتقد ان هناك خلل واضح في توصيل المعلومة للمراقب وعلى المعنيين الانتباه الى هذا التضارب في التصريحات . المؤسسة العسكرية مطالبة بتوضيح الخبر للمواطن العراقي , وترك الموضوع على الغارب بدون توضيح سوف لن يخدم المؤسسة الأمنية التي استطاعت فرض احترامها وهيبتها بعد ان أراد الأعداء السوء بها .