جوردن براون هو رئيس الوزراء البريطاني السابق من أصول سكتلنديه تولى رئاسة الوزراء من منتصف 2007 إلى منتصف 2010 و كان قبلها وزيراً للماليه لعقد من الزمن و هو المنصب الأهم في بريطانيا بعد منصب رئيس الوزراء. كان كجميع رؤساء حكومات بريطانيا في العصر الحديث نموذجاً للذكاء الفائق و النزاهه و الترفع و الزهد بالحكم.
كان من نتائج الإنتخابات البريطانيه العامه الأخيره إنها جاءت بمجلس عموم مُعَلَق حيث لم يحرز أي من الأحزاب الثلاث الرئيسه المحافظون و العمال و الديمقراطيون الأحرار الأغلبيه الكافيه ليشكل الحكومه بمفرده، وكان الديمقراطيون الأحرار بيضة القبان حيث إنهم بنوابهم يستطيعوا منح الأغلبيه لأي من المحافظين بقيادة رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون أو العمال بقيادة جوردن براون.
كما هو معلوم فإن المحافظين يمثلون اليمين و حزب العمال - بعد التغييرات التي أجراها توني بلير على فِكْرِه و سياساته - يمثل الوسط و الديمقراطيين الأحرار يمثلون يسار الوسط، أي إنه كما هو واضح فإن الديمقراطيون الأحرار أقرب للعمال منهم للمحافظين فكان المنطق يقود إلى إن الأقرب للتحقق هو إئتلاف بين العمال و الديمقراطيين الأحرار، وفعلاً كانت هناك مفاوضات بين الحزبين لتوزيع المقاعد الوزاريه بينهما، ولكن و لأن المفاوضات طالت لأكثر من ساعتين فإن براون إنسحب و رفض إتمامها و طلب من زعيم الأحرار " نيك كليغ " الذهاب للمحافظين للتحالف معهم وهذا ما حصل فعلاً و بناءً على إتفاق المحافظين و الأحرار تم تشكيل الحكومه الحاليه برئاسة كاميرون و كليغ نائباً له.
جوردن براون لم يَقُد بريطانيا إلى أذل و أنكر و أشنع هزيمه في التاريخ لجيش بكامل عديده و عدته و عتاده أمام عصابه من القتله المجرمين لا يزيد تعدادها عن 1000 مجرم و يتركها تسيطر على نصف مساحة بريطانيا، جوردن براون لم يَقُد على مدى 8 سنوات أفسد حكومه في تاريخ البشريه، جوردن براون لم يُقَرِب أقاربه و أزواج بناته و يدعمهم للفوز بمقاعد برلمانيه على حساب إفشال قيادات تاريخيه لحزب العمال، جوردن براون لم " يقشمره " نائبه و وزير كهرباءه ولم يستطع أن يوفر الكهرباء للبريطانيين بعد 8 سنوات عجاف من حكمه الفاسد رغم صرف أكثر من 21 مليار دولار بما يكفي ليس لسد حاجة " بريطانيا " من الطاقه فقط و إنما تصدير الفائض بما يزيد على 10 غيغا واط للخارج و مع ذلك لم يحتمل أكثر من ساعتين للإنسحاب من المفاوضات مع كليغ التي كانت ستقود حتماً إلى ترأسه للحكومه البريطانيه لأربع سنوات جديده.
هل تعرفوا السبب في زهد زعماء الغرب بالحكم، السبب لأنهم ينتمون لشعوبٍ حيه واعيه شجاعه لا تسمح لهم إن سولت لهم نفوسهم بأن يسرقوا سنتاً واحداً من المال العام و ليس عشرات و مئات مليارات الدولارات كما هي حال طغاة الشعوب الطايح حظها الجبانه المسكينه الغبره الثوله و إن أتت بهم صناديق الإنتخاب في إنتخابات مزوره من ألفها إلى يائها كما يعلم الجميع.
مقالات اخرى للكاتب