لم تسقط الموصل, بسبب البطولات الزائفة, التي تصنعها قنوات الفتنة, لرعاة البقر, القادمين من جحور التخلف, وانما بسبب الفشل, والفساد, وألتآمر والصفقات المشبوهة من تحت الطاولة, وألاخفاق في أدارة المؤسسة العسكرية بشكل صحيح, والتماهل في تسليح الجيش, وحرص البعض على عدم تسليح العراق, كل تلك, ألاسباب لابد أن تعالج, لتعود الحياة للمؤسسة العسكرية, فهي سور العراق, الذي لابد من ترميم ما يلحق به من تصدعات, حتى تعود الجرذان الى مخابئها في صحراء الجزيرة العربية.
في أروقة المؤسسة العسكرية, الفساد ألاداري, الذي تقف ورائه حيتان ضخمة تبتلع ألأخضر واليابس, وتهدف للتربح على حساب البلاد والعباد, فقد قدم القاضي رحيم العكيلي, أكثر من دليل على وجود, ما يعرف بسرايا ألاشباح التي تتعلق بالصحوات, فأكد على أن هناك ما يقارب 14 مليار دينار, تذهب هدراً على أنها مخصصات لمتطوعين, ليس لهم وجود على أرض الواقع, فهم مجرد أسماء على الورق, هذا من جانب, ومن جانب آخر, توجد ظاهرة تعرف بنصف الراتب, وهي أن يدفع الجندي نصف راتبه, لمن هو أعلى منه رتبة من بعض, ضعاف النفوس من ضباط أو قادة, فيمكث في المنزل, ولا يلتحق بالوحدة العسكرية, ويكتفي بنصف مرتبه.
أما على صعيد التسليح, فالعراق شهد قبل أشهر, فضيحة عرفت بصفقة ألأسلحة الفاسدة, جرى الحديث عن تورط بعض المسؤولين في أتمامها, وبعد أن أتضحت أبعادها للرأي العام, تم ألغاؤها في اللحظات ألاخيرة, ولم تحصل تطورات على صعيد تسليح الجيش, فالمعارك الاخيرة مع الجماعات المسلحة, بينت أن هناك نقصاً واضحا في تسليح الجيش العراقي, فألاخلاص وحده ,لن يساعد الجندي في مواجهة العدو, فلا بد أن يمتلك سلاحاً, بعض الساسة في الدولة العراقية, أكدوا ان بعض الدول تقف في وجه تسليح العراق! خشية أن تمثل تلك ألاسلحة ,تهديداً تجاه بعض المكونات وألاقليات أو تجاه دول الجوار!
هذا الحديث, يمثل عذرا أقبح من ذنب فالتسليح, ليس بالضرورة أن يكون لغرض الهجوم, بل هناك تسليح دفاعي, فلماذا بقيت محاولات تسليح العراق خجولة, ولم تغطي حاجة الجيش؟ كما أن العراق دولة حرة تتمتع بسيدة مطلقة, ولا أحد يملك حق التدخل في أدارة ملفه ألامني أو تسليحه, فلو رفضت دولة أن تبيع السلاح للعراق, من الممكن التعامل مع دول تمثل بدائل مناسبة كمصادر لتسليح الجيش العراقي, فلماذا لم يتم التحرك تجاه تلك الدول؟
ما يحدث آلان في غزة, يبين الكثير من المفارقات, فيما يتعلق بتسليح العراق, فحماس منظمة لا تمتلك قدرة ومقومات دولة بحجم العراق, فكيف لها أن تمتلك أنواعاً من ألأسلحة وصلت لمعاقل الكيان الصهيوني؟ رغم ما يعرف بالقبة الحديدية التي يستخدمها الجيش الصهيوني, ورغم أن حماس منظمة تتمتع بأمكانات محدودة, وهي محاصرة أيضاَ؟ هل يعقل أن حماس لها حرية أستيراد ألاسلحة, أكثر من العراق صاحب السيادة؟ أم العراق لم يحصل على السلاح لغاية في نفس يعقوب؟
ما تمتلكه منظمة حماس, أسلحة روسية الصنع, البعض منها تستخدمه لأول مرة, والبعض ألاخر صواريخ سبق وأن أستخدمتها سابقاً, فتتراوح اسلحتها ألتي أخترقت منظومة الدفاع الصهيونية, التي تعرف بالقبة الحديدية, بين صواريخ مالوتكا الخفيفة, وبين صواريخ من طراز 107, وصلت لقلب مستعمرات هعسترا, وصوفا, وأيزر, فكيف وصلت تلك الصواريخ, لحماس المحاصرة, ولماذا لم يحصل العراق على السلاح الكافي للدفاع عن نفسه؟
مقالات اخرى للكاتب