Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحُسَين وجيفارا
الأحد, تشرين الثاني 3, 2013
امين يونس

 

الصراع المُحتدِم بين المبادئ من جهة والإنتهازية من جهةٍ أخرى .. قديمٌ قدم الإنسان ، وسوف يبقى هذا الصراع موجوداً .. إذ كما يبدو ، أنه جزءٌ من طبيعة الحياة نفسها .. فلكي يبرز شخصٌ مبدئي شريف ، ينبغي ان يوجد شخصٌ آخر غير مبدئي وغير شريف ، حتى يُستطاع المُقارنة بينهما . والتأريخ يزخر بالكثير من الأمثلة ، التي دفع فيها " المبدئيون " حياتهم ثمناً ، للتمسُك بالقِيَم التي يُؤمنون بها ، أو على الأقل تَخّلوا طوعاً عن مباهج الحياة وإغراءات المال والجاه والسُلطة . ولكن المُلفِتْ ، وعلى مدى التأريخ ولغاية اليوم .. أن عَدد هؤلاء المتمسكين بالمبادئ والقِيَم .. قليل ، بل قليلٌ جداً مُقارنة بالطرف الآخر ، أي الإنتهازيين من كُل الأصناف : أي المُتلونين والمتاجرين بشعارات الوطنية والقومية وراكبي موجة الدين السياسي والطائفية والمُدّعين والمُنافقين والهاربين من أول مُواجَهة والمنبطحين والمُنشغلين بِجمع الأموال بِطُرقٍ مشبوهة وغير شرعية وخائني الأمانة ... الخ . 
في العديد من المُفترقات ، قديماً وحديثاً .. يُخّيِر الحاكِمُ المُستبدُ ، الأسيرَ أو المُعارِضَ .. بين أن يتخلى عن ما يُؤمن به من مبادئ ويُعلن ذلك على الملأ ، فينجو .. أو يتعرض الى العقوبة والتضييق والمُحارَبةِ أو رُبما الموت . 
وذاك الرسول " محمد بن عبد الله " يرفض عَرض شيوخ وأثرياء قُريش ، بالتنازل عن ما يدعو إليهِ ، مُقابل حصوله على الجاه والسُلطة ، يرفض ، حتى لو وضعوا " الشمس في يمينه والقمر في شماله " .. وذا حفيده " الحُسين بن علي " ، لا يقبل التراجُع عن ثورته ، رغم تَخّلي الناس عنه وتَركه وعائلته وحيداً ، ولايقبل العودة الى دياره ذليلاً ، وفّضلَ الشهادة على ذلك . ورغم ماكنة الإعلام الديني والمَذهبي والقومي والعشائري ، طيلة قرونٍ طويلة .. التي أضافتْ وشطَبَتْ وتدخلتْ حسب هواها و حّورتْ وهّذبتْ وزّيفتْ وطّعمتْ الحوادث بالكثير من الخيال ، فأنه ، لا جدال في عبقرية مُحّمد ، ولا في قُدرة الدين الذي دعى إليهِ ، على الإنتشار والديمومة لحد يومنا هذا .. ولا جدال أيضاً في مبدئية الحُسين الفّذة وشجاعته وتضحيته .
وفي العصر الحديث ، هذا " يوسف سلمان أو فهد " ورفاقه ، يستنكفون التنازل عن معتقداتهم ، مُقابل العفو عنهم .. وفّضلوا المشنقة على الخنوع . وذاك أيضاً " حسين الرضي أو سلام عادل " .. يبصق في وَجهِ سّجانه ، الذي إقترحَ عليهِ تقديم البراءة ، ويدفع حياتهُ ثمناً لمبدأيته . وهاهو " تشي جيفارا " يترك السُلطة والمنصب والراحة في كوبا المُحّرَرة ، ليُحارِب الفاشية والمُستبدين أينما كان في أفريقيا وأمريكا اللاتينية .. دفاعاً عن المُستضعفين ، حتى قُتِلَ مرفوع الرأس .
.........................
الأمثلة أعلاه ( رغم إختلاف الأزمان وتبايُن الأفكار فيما بينهم ).. تجمعهم صفة مُهمة ، ألا وهي أنهم كانوا مبدئيين ، لم يُساوموا على حساب مُعتقداتهم التي آمنوا بها .. وكذلك لم يُناضلوا من أجل مكاسب وإمتيازات شخصية ، ورفضوا كُل المُغريات وسطوة المال وجذب السُلطة ورفاهيتها .. وضّحوا بحياتهم في سبيل الآخرين وفي سبيل المُعتقدات والمبادئ .
........................
الكثير الكثير من المُتحدثين اليوم ، بإسم مُحّمد ، زوراً وبُهتاناً .. لاينتهجون ما دعى إليه من مبادئ الرحمة والعدالة والإنسانية .. بل يحملون رايات التعصُب والتشدُد والفُرقة ، مُستخدمين إسم الله ومُحّمد في القتل والذبح والتنكيل . والكثير الكثير من مُدّعي حُب الحُسَين ، اليوم ، منافقون يعملون بالعكس من ثورته ضد الظُلم ، ويستغلون إسم عليٍ والحُسين ، من أجل مآربهم الدنيئة والحفاظ على السُلطة والإمتيازات والضحك على ذقون البُسطاء . 
والكثير من الذين كانوا منتمين للتيار الشيوعي والإشتراكي ، تَبَينَ انهم بعيدونَ كُل البُعد .. عن مبادئ فهد وسلام عادل وجيفارا .. مُفّضلين الحياة السهلة والمُريحة ، وباعوا المبادئ بأبخس الأثمان .
..........................
ليسَ المطلوب من الجميع ، ان يكونوا الحُسين أو جيفارا .. ولكن على الأقل ، إحترام الذات ، يتطلب التَحّلي بِقدرٍ معقول من المبادئ الرصينة وعدم الحياد عنها .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47181
Total : 101