Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قِصَّالة.. قصة قصيرة بقلم/ د. محمد تقي جون
السبت, كانون الثاني 4, 2014

 

 

 

 

 

 

 

تعريف:

القِصَّالة: (بكسر القاف وتشديد الصاد) كلمة نحتُها من (قصة) و(مقالة) لانها مكتوبة بروح القصة وأسلوب المقالة.

مقدمة:

في احد ايام عبد الكريم قاسم صدر القانون المدني العراقي الذي يتضمن حقوقاً للمرأة غريبة عن الإسلام؛ فلا يعاقبها اذا زنت برضاها، ويعاقب من اغتصبها بلا رضاها. كما انه يمنحها حضانة الاولاد اذا طلقت الى سن (18) سنة. علماً ان القرآن يقول (والزاني والزانية...). وحضانة الإسلام تختلف عن هذا القانون؛ جاء في (الوسيلة، لابي حمزة الطوسي) (فاذا فطم الابن، وأسبعت البنت (بلغت سبع سنين)، أو تزوجت الام، أو فسقت، وكان الاب غير فاسق كان أولى بالحضانة).

المتن

كان سعود ودوداً جداً، يشتري الضحكة والفرحة بفلوس ويسميهما (حبل السعادة الوثيق). وحين كان صغيراً زار احد اقاربه (العجوز) فوجده يقوم بطقس اجتماعي غريب، وهو مراقصة زوجته (العجوز ايضاً) بعد كل عشاء! فسأله عن سر ذلك أو سببه فأجابه: نريد أن نعيش السعادة بلا قيود. فاعجبته الفكرة، ومع ما يمتلكه من استعداد وفهم فطري للسعادة، قرر أن يطبق ذلك مع زوجته مستقبلاً، عندها سيباسمها ويفارحها ويراقصها فيشد حبل السعادة الوثيق الذي اضاف له قريبه فتلة الى فتلتيه.

ولم يدر في خلده، وهو في دعة البلاهة وهدوء الغرّة، ان القانون العراقي سيصبح خنجر خاصرة، وعدواً مرافقاً، وقاتلا نهائياً له ولسعادته.. هناك وبعد حين ولات حين.. شاهده بأمٍّ عينيه بمخالب صقر، وأنياب تمساح، وفم قرش، ورهاب أسد.. ففاض عليه ثوبه وصار يسحله طويلا ثقيلاً ويفكر جدياً بنزعه والهرب بعيداً.

(ابتسام) زوجته الاولى..أحبها لانها بكر قلبه.. وقرر أن يباسمها ويفارحها ويراقصها كما اضمر تلك الانفعالات والافعال طويلاً ليعيش معها السعادة واقعا طال انتظاره.. ولكنها... أبلعته شفتيه، وجففت فرحته، وكسرت يديه ورجليه، فما قضى سني زواجه العشر الا كما قضى الامام علي مدته بالثورات والفورات.. فبدأ عقله ينضج سلباً بتعرفه على خفايا المجتمع الذي تكشف له انه تحكمه عادات وسلوكيات لا تجتمع مع الله ودينه.. قضت عليه بشكل تام، فهو لا يستطيع معها تحسس الحياة بشكل صحيح، وطلب السعادة ما وراء المستحيل بسنوات ضوئية. لذا هو يرزح متأخراً عن الشعوب.

واستيقظ ذات جمعة على فراشها الخاوي ولعب أطفاله الممددة الهامدة على الارض، وقلق يغلي كالقدر واحزان لا تطاق.. لا يذكر لزعلها وتركها البيت سوى سبب سخيف جداً هو بالاحرى حجة.. وتذكر ان عمته (امها) اوصتها (الزلم ما ينطون وجه بس العين الحمرة) و(كثرة الزعل تؤدب الرجل) فادار وجهه الى القرآن قائلاً (وين جعلنا بينهم مودة ورحمة من هذه النصائح).. ولكن هذه النصائح غير الموجودة في اديان الله الثلاثة كانت موجودة في المجتمع وابهر آيات قرآنه الوضعي!!

لقد نسي موضوع البسمة والفرحة والرقص بعد العشاء، بل صار يفكر بما دون ذلك بكثير: أن يعيش هدوء البيت الكاذب ويرى ابناءه يلعبون حين يعود تعبان من العمل. وارجعها بغرامة ثم كثرت المرات والغرامات وصار معها الى حافة الطلاق اللابدِّي.

أخبره المحامي أنه سيحرم من اولاده حتى يبلغوا سن (18) سنة (عندها سيردهم اليه القانون بالقووووووة!!) و(ماذا سيبقى منهم لي بعد 18 سنة بعيدين عني) تمتم مع نفسه وقد فار فيه القلق وسطـَره الحزن.. (دار عليه) الاربعة: زوجته والقانون والقلق والحزن. فتذكر شعر لوركا (على الرغم من انه من آل كامبريو ولكن لأنهم اربعة فقد استسلم) وفي سرحانه وذكر الاربعة قارن بين (لوركا) و(العباس (ع)) (عباس طب المشرعة.. طب وكتله اربعة) ثم قام وخطا خطوات في الغرفة جيئة وذهاباً.

ودخل ابن عمه يستعجله.. كان يلبس (قاط الفرح) (طبعا بين اخر جملة وهذه الجملة سنوات.. وما أتفه الزمن واضيعه عندنا) ماذا يفعل لقد صار وحيداً بعدما طلق زوجته (بعد صراع مزمن) وذهبت بناته الثلاث في حضانة الام حسب القانون.. ماذ يفعل (يكتل ذبان؟).. حاول ان يلملم شمل البداية ويجد الصفر مجددا.. فانسجم اخيرا مع اصوات الهلاهل ووجوه البنات الضاوي مع الدبكات.

وبعد شهر العسل الذي ادرك بعد الفوات انه لعس او علس او سعل وكل تقليبات الخليل الفراهيدي التي هي غير العسل تماماً.. سمعت زوجته الاولى بزواجه (فشمرت الجهال عليه).. في مجتمع فيه الرجل (فحل التوت بالبستان هيبة) والقرارات كلها انثوية. جلست الثانية تحاسبه قائلة بجملة واحدة (لو آني لو بناتك).. ولكنه صار يؤجل هذا الحديث بفدية وجزية وضرائب ومكوس وغرامات لبعض سنوات.. وبقيت البنات (مسمار جحا) و(ونقطة ضعف قوية) حتى ملَّ وكلَّ.

قال لها: ألست تحبين الرسول؟ قالت نعم. قال: الرسول أوصى باليتيم وهؤلاء البنات بلا أم كاليتيمات. ألست تحبين الحسين. قالت نعم: قال: الحسين ربته أم العباس فربّي هؤلاء مع ابنائك. قالت: أحب الرسول والحسين ومع ذلك سأرمي بناتك كالكلاب في الشارع أو تطلقني.

أنجب من ابتسام ثلاث بنات، ومن مها ثلاثة أبناء..قالت له: اختر بين بناتك وابنائك. قال لها: كلهم أولادي. قالت انا نصفهم أولادي فقط ولا عليَّ بالنصف الثاني... هم ابناء ابتسام.

وفي صباح نام ليله (مضمضة) كما وصف الامام علي نوم الفرسان، صحا على صياحها المدوِّي، وهي كثيرة الصياح والصراخ وسلاطة اللسان حين تكلمه باحترام..فجاء مهرولاً.. قالت له: رأيتك في الحلم تتزوج! قال لها: الزواج في الحلم موت فعليك ان تحزني عليّ.. وان الزوجة في تأويل الحلم نعال؛ فاذا استبدل الحالم نعاله بجديد فهو سيتزوج. فقالت: (يعني آني نعال قصدك)؟! فبهت مشدوهاً وما صحا الا على وابل وسيل من احترامها المعهود.. فبدا كطفل يدفـّعه شخص كبير الى الخلف! وراحت تحزم حقائبها فكنست البيت كنساً. وقالت: لن ترى وجهي، واحلم برؤية الاطفال. وكان آخر العهد بها وهي تغادر المنزل بمساعدة أخيها الجاهز دوماً في امثالها.

جلس يحسب السنوات التي سيدفع فيها نفقة على اولاد بقي له منهم غرامتهم فقط: رنا عمرها 17 سنة ادفع لها سنة واحدة، وبلقيس 15 ادفع لها ثلاث سنوات، ووفاء 10 ادفع لها ثماني سنوات. الكارثة في ابناء مها: علي عمره 5 سنوات سأدفع له 13 سنة وابراهيم 3 ادفع له 15 سنة والاكرث عبد الله عمره 6 أشهر أطلع تقاعد وحضانته باقية.. واستطرد بصوت خافت ( بحساب عرب الشغلة متصرف..أولاد أدفع لهم لحساب غيري.. يتربون غير تربيتي ولدى امهات يعبونهم الحقد عليَّ، فيكبرون دون حب واحترام لي ولا حتى نشكرك على الصرف علينا.. وانا لا أحصل الا على ألم الفراق وسوء العاقبة.. والقانون اراه يسخر مني ويرفس الارض برجليه من شدة الضحك ويراني ابكي استسلاماً وضعفاً) (لا الشغلة متصرّف.. او كما يقول اخواننا المصريون متجيب فلوسها).

وفي فجر اعلنت الشمس قدومه، ذاب فيه الندى على اوراق الشجر، وانشدت البلابل فوق الغصون.. وقف ينظر من النافذة لحظات قبل ان ينزل حقابه التي رزمها من الليل.. ترك رسالتين: واحدة للقانون وواحدة لزوجتيه،. كتب في الاولى (خلصتُ من الاستقطاع). وكتب في الثانية (تربية الاطفال ومستقبلهم مسؤوليتك).

النتائج:

1- لم يكن عبد الكريم قاسم كما يظنه العراقيون؛ فاستيراده لقانون يخربط قرارات القرآن لا يدل على صلاحه.

2- ان المجتمع بحاجة الى توعية دينية، وعلى رجال الدين ترك السياسة الى الاصلاح الاجتماعي فهو مهمتهم.

3- ان المرأة العراقية تعيش عقداً لا حصر لها، تجعلها لا تستطيع الحفاظ على أنوثتها طويلاً.

ان تحديد الحضانة بعمر (18) سنة مجحف بحق الرجال ومخالف لتعاليم الإسلام، وعلى الحكومة العراقية أن تعيد النظر فيه وتطابق القرآن بتشريع جديد.

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38487
Total : 100