سابدأ من حيث انتهيت يازميلي الكاتب! في كل يوم يعيب علينا من يعرفنينا مالذي جنيتموه من عودتكم الى بلدكم ؟ ولماذا انتم مهلكين أنفسكم وأهلكم؟ اليس الافضل لكم ان تكونوا في مكانكم الذي نجحتم فيه؟ أنتم مجانين وقراركم بالعمل بهذه الصورة يعرضكم للتهلكة! أنتم تعملون مع من لايقدر! وهكذا تتوالى على حالنا اشد العبارات التي تجعلنا دائما نشعر بأن من يخاطبنا لايعرف معنى الوطنية! لقد أغرتني الديمقراطية وجعلت مني أسيرا لها! لم أكن من الذين يمدح لكوني أؤمن بالانظمة المتطورة وليس سبل وطرق إداء الاشخاص! ولما كنت واحدا من اولئك الذين ذاق طعم الديمقراطية الحقيقية وعرف معناها بل عاش في كنفها مايقارب عشرون عاما ورأى كيف يعيش الناس في ظلالها. كنت في كل يوم أردد " أتمنى أن يعيش أبنائي في بلدي العراق ولا يتركه مثلما فعلت" هكذا كنت أسعى في كل أيامي والتي كنت اخلق منها يوم مفعم بالعمل الذي أأكل منه خبزا وبالعمل الطوعي الذي كان يأخذ كل مايتبقى من يومي. مساحات العراق الفارغة شاسعة جدا وبحاجة الى من يعمل فيها بدون مقابل! لم أكن أعرف بأن الناس قد تغيروا وحتى أولئك اصحاب النظريات الفوق الانسانية للاسف خدعونا بل انكشفوا في اول امتحان! عزيزي ماجد الكعبي أشعر تماما بالقهر الذي تشعر به وأعرف ان الندم يأكل من عقلك وجسدك! بالرغم من اني لم التقيك في حياتي! ولكني اشاطرك واشاركك فيما ذهبت اليه جملة وتفصيلا! لم أكن يوما سليط اللسان لكي أخطئ في اختيار كلماتي! ولاأصدق في يوم من الايام أني سأشتكي أحدا حتى أولئك الذين يؤذوني، على أني دائما أعتمد حسن النية. ولكني وبعد كل ذلك الحين الذي تصورت خلاله أن الديمقراطية ستنقذنا وتعيدنا الى أوطاننا وتحر رقابنا من الطاغية، اكتشفت أننا للبيع! نعم نحن عامة الناس للبيع وبدون سابق إنذار! لايهم ماذا قدمت وماذا فعلت وكيف تفاعلت وماهي مواقفي! المهم أني للبيع!!!! الكل يعرف بأننا بني البشر خطاؤون! اليس هكذا يقولون، وفي وقت عصيب مثل هذا يمكن أن تباع وبسرعة البرق من دون حتى العودة اليك ليعرفوا حالك وأحوالك. تصور ياماجد بأن الاصحاء في بلدي يعانون فما هو حال من هم في الجانب الآخر وقد ضربهم العوز. تصور ايها الزميل الصريح والشجاع كيف يمكن أن نعلل قهرنا وندمنا وقد مر العمر الحقيقي للانسان! إن الأمل والتفاؤل يصنع للحياة حلة تجعلنا ننظر بايجابية ونبدأ باقتراح الحلول وهذه الأجواء لايصنعه الآخرين بالتأكيد. الندم ثقيل وخيبة الظن في الآخرين من الصعب تحملها لكوننا تعاملنا معهم لسنين وسنين وفي لحظة واحدة تكتشف انهم مجرد اسماء مخادعة لايهمها كيف تعيش واين تعيش ومع من تعيش؟ ماذا تأكل وكيف تنام؟ لايهمه وضع عائلتك ان كان اطفالك يذهبون لمدارسهم ام لا؟ لايهمه اطلاقا اذا سقط أحدنا في براثن القدر التي لاترحم! لايهمهم اطلاقا ان تيتم اطفالنا حتى! سحقا لكل اولئك المخادعون الذي ورثوها وهي في دمائهم سارية والانانية قد قد أغشت عيونهم وعميت تماما! فما بالك تخاطب أناسا لايبصرون! لايشعرون بنا وليس لهم معنا سوى مصالحهم الشخصية وقيمتهم هي فيما يكسبوه ولا فيما يعطوه!
مقالات اخرى للكاتب