لست عسكريا ولا سبق لي ان عرفت الفريق مهدي الغراوي ، ولكني تابعت المقابلة التي ظهر فيها على قناة البغدادية الفضائية ، واستمعت الى اقواله ، وعدت بالذاكرة الى الانجازات التي ذكرها والموثقة في احداث السنوات السابقة والتي اطلعنا عليها جميعا ولا سبيل الى تجاهلها مثل احداث الفلوجة التي شارك فيها الغراوي ومعارك الجزيرة وغيرها .
كان الفريق مهدي الغراوي كما ذكر يحترق من اجل العراق ويحارب كقائد مقدام في جبهات القتال ولكن القادة الاعلى منه لم يكونوا بمستوى المسؤولية ، فخانوا مواقعهم وتركوا مرابضهم و رباياهم .
هربوا باتجاه اربيل ومن ثم بغداد ، و لا نعلم هل تم ذلك بارادتهم ام باوامر اعلى منهم ، ولكن كما نفهم ابسط اصول الضبط العسكري هو وجوب ان يحافظ القائد على موقعه ولا يغادره، بالضبط مثلما توجب القوانين على قبطان الباخرة ان لا يغادر باخرته حين تغرق الا بعد انقاذ اخر راكب ، وهو ما حدث للباخرة الشهيرة تيتانك وقبطانها الذي بقى في كابينة القيادة وغرق مع الباخرة مفضلا الموت على عار الهزيمة .
وهو عكس ما حدث لقبطان الباخرة الايطالية التي رست عند الشاطئ الايطالي فهرب قبطانها وترك الركاب يواجهون مصيرهم ، فمات العديد منهم ونجا اخرون ، ولذلك حكمت عليه المحاكم الايطالية بالحبس الشديد ، وكذلك ما حدث للباخرة المصرية ايضا والتي غرقت في البحر الاحمر وهرب قبطانها وطاقمها ولم يقوموا بواجبهم بشرف .
ان ما قام به قادة الجيش والشرطة في الموصل ، حين تركوا مواقعهم وهربوا باتجاه اربيل او بغداد او اي مكان اخر .. ما هو الا هروب من ساحة المعركة التي اقسموا ان يضحوا بحياتهم في الدفاع عنها ، ساحة الشرف التي لا شرف لهم بعدها ..
اما ترك الفريق مهدي الغراوي يواجه مصيره ، والانسحاب من المعركة فتلك جريمة يجب ان تحقق بها الجهات العسكرية والقضائية وتحسم الجدال الدائر حول هذه الهزيمة وتسليم الموصل الى عصابات داعش ومن لف لفهم من سقط متاع الصحارى والكهوف والمغارات النائية .
مقالات اخرى للكاتب