في العهد الملكي الغابر ، يذكر ابناء شعبنا من الرعيل السياسي الاول ، التظاهرات التي انطلقت في العراق منددة برئيس الوزراء نوري السعيد والسياسي العراقي المعروف صالح جبر .
كان السبب هو الاتفاقيات الجائرة التي وقعها نوري السعيد وصالح جبر مع الحكومة البريطانية والتي تقيد العراق وتمنح بريطانيا حق استثمار البلاد في حربها العدوانية التي تشنها في العالم .
وكان الشعار الشهير الذي تصدح به الجماهير نوري السعيد القندرة صالح جبر قيطانه .
ورغم اننا لانريد العودة الى التاريخ واستلهام دروسه ، ولكن لا بأس من التذكير باحداث مرت في تاريخنا السياسي لاستنباط ما يساعدنا على ايجاد حلول لبعض ما يواجهنا اليوم من اشكالات سياسية عسى ان نعثر على حلول تقدم بلسما للمشاكل العويصة التي يعيشها شعبنا .
مثار هذه المقدمة ما عرضته احدى القنوات التلفزيونية من مقابلة على الهواء مباشرة مع مسؤول الامن القومي السابق موفق الربيعي ، الذي اعترف ان اخاه عبد الامير باقر سرق مبلغا من المال وهرب ، وهو كان بدرجة مدير عام بدائرته التي يرأسها ، والان يريد اعادة المبلغ والاستفادة من قانون العفو الصادر حديثا والعودة الى مكانه وكاننا لا رحنا ولا جينا .
ان هذه الحادثة ان دلت على شيء ، بالاضافة الى ماعرض في مجلس النواب مؤخرا من ادانات بالسرقة ونهب المال العام، وفضائح تزكم الانوف ، ابطالها رجال الدولة في الحكومة والبرلمان والوزارات ، فانها تدل على عمق الفساد الذي ضرب اطنابه في مفاصل السلطة ، وسقوط قطرة الحياء الاخيرة من وجوه القوم الذي يحكمون البلد ، والذين فاقوا قوم لوط باثامهم ، فمتى يقتص الله منهم جراء ما اقترفوه من جرائم ؟
ومتى تنتبه المرجعيات الدينية الى اعترافات هؤلاء بالسرقة ، وهم يرتلون صبحا وعشية قوله تعالى : والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما ... ، نحن لا نطلب قطع الايدي اليوم ولكن الا يحق لنا ان نطلب تجريدهم من ثرواتهم التي سرقوها من افواه اليتامى والمساكين ، وعزلهم عن مناصبهم كما عزل الخلفاء الراشدين عمالهم الذين سرقوا وعاثوا باموال المسلمين فسادا ، واول الخلفاء الامام علي ع الذي لم ينافق ويسكت بل أصرّ على عزل معاوية عن ولاية الشام رغم المشورة بابقائه و التي سمعها من ثقاته ، فابى ان يرضخ للفساد من اجل ان يؤمن استمرار خلافته .
اين المرجعيات الدينية واين القضاء الذي نسمع به ولا نراه ، لانرى له صدى في جميع السرقات التي تتناهب الميزانيات الفلكية و لا يحكم على الفاسدين الذين يحولون المليارات ، والذين باعتراف وزير المالية ، احدهم فقط حول ستة مليارات دولار ونصف مليار .. ما شاء الله .
وبما ان اعتراف موفق الربيعي جاء على لسانه جهارا نهارا في قناة تلفزيونية مرئية وما زال التسجيل موجودا على موجات الاثير ، ندعو القضاء الى احالة المدعو واخيه الى التحقيق والحكم عليهما باسرع وقت قبل ان يهرب الثاني ايضا مثلما هرب الاول .
وندعو الجماهير الى التظاهر امام دار موفق الربيعي واعادة الحياة الى الشعار الذي رددته الجماهير ايام نوري السعيد وصالح جبر ، ومطالبتهما باعادة المنهوب من اموال الدولة والشعب وتشكيل لجنة جماهيرية باسم لجنة من اين لك هذا لتحاسبه واخيه على ما سرقا ونهبا مادام القضاء نائما نومة اهل الكهف .
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .
رابط موفق الربيعي
https://www.youtube.com/watch?v=OxwjjZlFLeg
مقالات اخرى للكاتب