امست واصبحت السنتين السابقة والجديدة على دماءنا ، ليعم اللون الأحمر من جديد ، ليس لون الاحتفال بالكرسمس ، وانما لون الدماء والاشلاء المتناثرة من بقايا اجساد ابناء وطني ، لقد كان احتفالاً بهيجاً مليئاً بالصراخ والآلام ، فأنقسمنا الى نصفين الاول محتفلٌ مبتهج لا يعلم بآلام ابناء شعبه ، والاخر احيا ليلة رأس السنة بين بقايا أحبته وشهداءه
الخروقات الامنية والتفجيرات الاخيرة التي ضربت السنك وبغداد الجديدة ومدينة المظلومين ( مدينة الصدر ) وباقي مدننا العزيزة ، تعكس حقيقتين أساسيتين ، الاولى ان داعش بات ككريات الدم الحمراء ، تسري بين أوردة المجتمع ، وما لم يكن هذا الجسد يملك مناعة حقيقية تجاه التطرف فلن يستطيع التخلص منه ، فالخلايا اخطر ممن يعلن عداءه الصريح ، لان عملياته تكون اكثر ضرراً وتأثيراً وعمقاً في نفوس الناس ، اما الحقيقة الثانية فهي الفشل الامني المتراكم ، الذي لم يتم معه انتهاج استراتيجية واقعية للتعامل مع هذه الخروقات
استمرار ادارة مناصب الحكومة بالوكالة هو امر خطير جداً ، يعكس الحالة الحكومية المترنحة والتي تفتقد الى ابسط الرؤى لإدارة المناصب ، وخصوصاً الامنية منها ، بقاء شخص واحد يدير هذه الوزارتين اضافة الى منصبه كرئيس للوزراء هو منحى دكتاتوري لا يختلف عن سابقه سوا في الخطاب ، واما السلوك والمخرجات فتتطابق انطباقاً تاماً ، وكأن اجهزة حزب الدعوة تشابه اجهزة ( ابل ) تختلف الاشكال بينما النظام والجوهر واحد ! ، يتلخص في السيطرة على اكبر قدر ممكن من السلطة وأدواتها ، وبهذا يكون انتقاد الكتل السياسية وتحميلها مسؤولية الانتكاسة الامنية الاخيرة والتفجيرات هي حيلة ليتم تشتيت انتباه الجمهور ، كي ينطبق المثل الشعبي ( ضاع ابتر بين البتران ) ، لعدم إلقاء المسؤولية على المقصر الفعلي ، نتيجة التشتت الذي يعاني منه المجتمع جراء سياسات التجهيل التي تُمارس ضده من حزب السلطة واتباعه المخلصون ! .
مقالات اخرى للكاتب