اعلم انك تقف وحيدا منذ اكثر من 36 يوما تحت المطر من أجل ربيع عراقي،تذهب ليلا الى بيتك،وتعود في الصباح الى ساحة التظاهر كاي عامل مسطر جعلته القسمة السودة ان يقلّب الوجوه التي ربما اشتركت في قطع خبزته من البيت،ربما من اجل الخلاص وربما من اجل ان تتذوق نكهة الفراولة بطعم التظاهر،انا مثلك تذوقت طعم المرّ منذ اكثر من مائة عام ومازلت اتظاهر بالرضا مع أن بي غضبا يحرق خيام التظاهرات في العراق أجمعها،التظاهر ياأخي السني،الذي يتشرف بسنّيته كما يتشرف الشيعي بشيعيته، أن نقف لنسمع أصواتنا لأي حكومة عراقية أوحتى حكومة هندية،أرفع لافتة أقول فيها أن حقوقي مغتصبة مثل فلسطين التي باعها من باعها وجئنا نطالب بماء وجوههم في نضالنا المزيف المغلّف بالشعرات الفارغة والعنتريات التافهة،أعلم ان خروجك المتأخر وضع النقاط على الحروف أخيرا،خروجك الى ساحات عزكم وكرامتكم اصدر شهادة وفاة لكل سياسي منافق مثّلكم لسبب بسيط:انه اشترك في حكومة ترفضونها انتم وتعدونها خارج نطاق الوطن،وطنكم انتم الذي تريدونه للسنة،وهذا حقكم المفترض فضلا عن وجود حقوق للشيعة وللكرد وللتركمان وباقي اخوّة الارض العراقية،مع كل حقوقكم التي طالبتم بها عليك اخي السني العراقي الذي خرج منذ اكثر من شهر على ارض الانبار وصلاح الدين وسامراء والضلوعية وغيرها الكثير،عليك ان تحترم حقوقي مادمت تطالب بحقك افواه الشيوخ واصوات القائمة العراقية جميعها،البرلمانيون هربوا الى اوطانهم الثانية بعد ان نجحوا فيما فشلت به اميركا واسرائيلنتصور اخي السني انهم استطاعوا ان يفرّقوا بيننا نحن الذين تربت لحومنا على طحين الحصة التموينية لاحد عشر عام عجاف.
اخي السني المتظاهر: اعلم لو ان الحكومة الشيعية(بس بالاسم) لو أشعلت(العشرة شمع) لم ترض وانت تجلس هناك وحيدا الا من أمل ينبض بعراق تجد فيه نفسك كما احلم انا بعراق يحقق لي حلمي،احلامنا واحدة تملك نفس الزمن،لكن الارض لها لغة ثانية ليس باستطاعة اي منا ان ينكرها،انا ادّعي أني احبك،وانت تدّعي انك تحبني،وهذا الحب لايساوي(قشرة موز)،ليس بالحب وحده يطالب الانسان بحقوقه،منذ زمن بعيد تعلّقت عيوننا بفتاوى الفقهاء،وليس اخطر من السياسي اذا تديّن ومن رجل الدين اذا اصبح سياسيا،تماما مثلما اصبح السياسي تاجرا بعد ان كان من المعقول ان يصبح التاجر سياسيا،لكنها الشخصية العراقية القلقة التي يجب تعريتها من الشوائب.
اخي السني: انا الشيعي ضحية ظروف لم تترك بي اثرا لحسن الظن بأحد،لهذا حينما افكّر ان صداما آخر سوف يولد على ارضي فأول ما اذهب اليه:سوء الظن،انت تتصور انك خسرت الحكم لاخيك الشيعي لمجرد ان رئيس الحكومة شيعي،مع العلم ان اغلبية الوزراء هم من عرب السنة وسنة الكرد،لكنك تملك عينا لااملكها،انت تنظر الى الهدف الابعد وانا انظر الى الهدف القريب،لهذا عيوننا اصيبت بقصر النظر،شيوخكم يتكلمون بالنَفَس السني ولاتقولوا لهم اننا عراقيون اولا واخيرا،واذا تكلم شيعي بهذا الخطاب هجم علينا التافهون وقالوا انتم طائفيون!،مرة ينسبنا بعض السياسيين الى اننا عملاء ومجوس وصفويون ووووو،ومرة يتهموننا بالتفرقة العنصرية(هاي امنين اجت ماادري!؟) حتى وصل الامر بدعيّ طائفي ان يطالب بقطع نهر الفرات من اجل ان تعاد مسرحية قتل الحسين ع للمرة المليون،لااخفيك فينا من يملك من العصبية القومية مايملك الكثير من السنة،وهذا حقهم،حين يتوزع الوطن يمنة ويسرة تجد الانسان يلجا الى الجدار الاخير الذي يتصور انه يحميه: طائفته وعشيرته بينما يبقى الوطن في اخر السلّّّم الوظيفي لديه.
انا مثلك اخي السني،تحمّلت من الضيم مالايستطيع قلم ان يشرحه لك،تحمّلت الزنازين واغتصاب نسائي وقتل خيرة شبابي على يد طاغية بعضكم مازال حتى الان يحن اليه ويرفع صورته وكل مايعيده الى الحياة حتى لو لزم الامر الى ان يقف فوق قبره ويهوّس: الله يخلي الريس الله يطوّل عمره،وهو بذلك تناسى ضيمي وحزني وقتل علمائنا ورجال ديننا،انتم لحقكم من الظلم الشيء القليل قياسا الى ما لحقني ايام النظام المباد،مع كل هذا لا اشعر بالغضاضة حين اقول ان فيكم من تحمّل من ظلمه الشيء الكثير،لكنها بداية ليست طيبة ان تريدون اسقاط النظام الذي اجتمعت كل الدنيا على ايجاده بيننا في فرصة نادرة لانستطيع ان نتصور اننا نستحقها مرة ثانية.
اخي السني المتظاهر في الانبار:لك الحق باقامة اقليم سني اذا وصلت حد اليقين في ان النظام الموجود الذي اوجده سياسيون سنة وشيعة وكردا وتركمانا وووو،ولنا ان نقول اننا نفكر مثلكم في اقليم يحفظ النوع الكمي لنا كشيعة،نبقى اخوانا في هذه البقعة الجغرافية التي ولدنا فوقها ولا غضاضة ان صرخت بالجميع: كفى فسادا وكفى ظلما وكفى تفرقة وكفى هتافات فارغة تساهم في اشعال فتنة طائفية لوحدثت لاسامح الله لاحترقت انا وانت فيها اخي السني الذي يقف وحيدا منذ اكثر من 36 يوما تحت المطر من أجل ربيع عراقي ليصبح العراق صورة ثانية مما يحدث في سوريا،كل ذلك من اجل ارضاء نزوات بعير قطر وعاهر السعودية وطركَة اردوغان وغيرهم الكثير.
تقبل محبتي واحترامي لك.
مقالات اخرى للكاتب