يلهو شبان سعوديون ، خاتمة لهوهم كانت إحراق ثعلب وهو حي . وضعوه في قفص حديد وسكبوا عليه النفط واحرقوه وهم في نشوة يضحكون . تلقف داعش الفكرة ، أعجبته وهو الباحث عن طرق الموت الغريبة والمقززة ، مثلما يبحث الأسوياء من البشر عن ابتكار علاجات ومبتكرات وتكنولوجيا تخفف ألام البشر وتسعدهم . لقد جرب داعش كل طرق الموت ليخيف خصومه ، جرب القتل ذبحا ورجما ورميا من بنايات شاهقة وقتلا برصاصات في الرأس .
ما المانع ان يطبق فكرة الحرق حتى الموت وليكن الضحية ابن دينهم على قاعدة ابتكروها :الأقربون أولى بالحرق وكان الطيار الأردني الشاب معاذ الكساسبة . قالت داعش في بيان حرق الطيار الأردني إنها تريد ان تشفي الصدور ، مثلما شفيت صدور وملئت بالحبور وجوه السعوديين اللاهيين بحرق الثعلب!!.
أي صدور حقد تشفى بدخان الأجساد ورائحة شواء بشر وحيوانات أحياء والتلذذ بابتكار طرق جديدة للقتل !؟. ربما قالوا : إنها تمعن في بث الرعب بصفوف من نعاديهم ، لكنهم اخطئوا الحساب مثل كل مرة .
من السعودية خرج فكر داعش ومنها أهم كوادره ومنها يأتيه المدد بأفكار طازجة للقتل .
لقد حرقت نيران داعش وهي تحرق جسد الطيار الاردني الشاب قلوب اغلب العراقيين ، لاننا ذقنا اجرامهم واكتوينا بنارهم ، ولَم نتطلع لنرى هذه النيران والجرائم تمتد لتحرق اجساد اخوة لنا ، ولو انهم امعنوا في دعمهم لمن يقتلنا ،
لكن حصل الذي حصل تغمد الله الطيار الكساسبة بواسع رحمته .
"رب ضارة نافعة" مشاهد الطيار الكساسبة وهو يحترق ستهزم داعش وأعوانه على الساحة الأردنية على الأقل ، لقد خسر داعش بفعلته أهم ساحة كانت بمثابة الناصر والمعين واللسان المدافع عنه .
ستختفي كل المهرجانات المؤيدة لداعش ، وسرادق العزاء التي تقام لقتلاه من الأردنيين وتوزيع الحلوى لانتصاراته .
لا احد ينكر ان نسبة كبيرة من أبناء المناطق التي سيطر ويسيطر عليها داعش ، كانوا مهيئين نفسيا لاستقبال داعش ، وكانوا يعملون على ذلك لنأخذ الموصل مثلا . كم من أبناء الموصل من هللوا واحتفلوا بسيطرة داعش على مدينتهم كم نسبتهم الآن بعدما طاولتهم جرائم داعش ؟.
المثل ينسحب على الأردنيين ، نسبة كبيرة جدا من الأردنيين مع داعش ، كانت وما زال بعضها ، لا جديد في ذلك ، لان اغلب الأردنيين وبعض العرب يتغنون بجرائم داعش بحق العراقيين تحديدا ، لكن بعد ان احرق داعش الطيار الأردني وهو حي .
هل من احد يجرؤ على مناصرة داعش والترويج لأفكاره وجرائمه مثلما كان الكثير من الأردنيين يفعلون ؟ .
الأردنيون وهم يحترقون بنار داعش هل سيتعظون ؟.
هل ستتعظ الحكومة الاردنية وتكف عن مناصرة ممثلي دواعش العراق وتمنع عقد مؤتمراتهم على اراضيها وبتنسيق مخابراتها ؟.
هل ستمنع المخابرات الاردنية التيارات السلفية الجهادية وهي تصول وتجول وتجند وتجمع الاموال وترسل المقاتلين للعراق وسوريا علنا ؟.
هل ستتعظ الكثير من عشائر محافظات معان واربد والكرك من مناصرة والمجاهرة بتأيد داعش بعدما غدر داعش بولدهم ؟.
ما لنا إلا قتالهم والصبر ، جرائمهم الشنيعة التي ستكون الفيصل كي تتركهم حواضنهم ، عندها ستنكشف ظهورهم لمن ينوي قتالهم .
من سيسهم إسهاما حقيقيا في هزيمة داعش هي داعش نفسها بتكرار إجرامهم بحق اقرب الناس إليهم وحواضنهم
وأفضل أخلاق الرجال التَّصَبُّرُ
مقالات اخرى للكاتب