منذ عام 1990 وتحديدا منذ ان فرضت الامم المتحدة الحصار على العراق بقرارها المرقم 661 ألصادر بتاريخ 6/اب/1990 بسبب غزو الكويت ..استمر هذا الحصار حتى 2003 سنة جريمة احتلال العراق .
اي ثلاثة عشر عام حصار لم تعرف البشرية مثيلا له راح ضحيته اكثر من مليون طفل عراقي بريء .
الذي اريد من هذه المقدمة الصغيرة ..ان ابين للقارىء او المتلقي ان شعب العراق ومنذ زمن طويل تعود ان يخرج من ازمة ليدخل ازمة غيرها وغالبا ماتتصاعد قوة الازمات بمرور الزمن ..وها نحن ندخل السنة الثالثة عشرة بعد العام 2003 ولم يتحسن الحال قيد انملة بل ان الازمات تفاقمت وزاد عديدها بل تحول حالنا من دولة مؤسسات الى غابة كبيرة ..لا تسمع فيها الا اصوات جعجعة السلاح والانفجارات والحرب والقتل والخطف وغيرها من المصائب.. وخير تشبيه لهذا الحال هو الغابة …القوي فيها يأكل الضعيف ..مع الفارق بجمال الطبيعة فالغابة بقعة من الارض كثيفة الاشجار والثمار ويسود اللون الاخضر طبيعتها بالكامل وتشق ارضها جداول مائية تضيف على جمالها جمالاً اما ارضنا التي يسكن بها الانسان فهي عبارة اسمحوا لي ان اسميها دولة الموت والسرقات.
اذن مجموعة من الازمات ..الاحتلال ..العصابات ..الطائفية ..المليشيات رعاة لصوص ..تهجير ..وقتل ..الحرب.. رواتب مقطوعة ..افلاس … ..وغيرها وغيرها.
أزمة جديدة
اما اليوم ازمة جديدة يتداولها الاعلام بكثرة ..انها سد الموصل وما يشكله من تهديد على سلامة مدن عديدة من الغرق ..وبين حقيقة احتمال انهيار هذا السد العملاق وما سينتج عنه من كوارث …وبين من ينكر هذه الحقيقة ..علينا نحن المتابعين ان نستسلم للاحتمال الاول والتنبيه على خطورة هذه الكارثة لو تحققت لاسمح الله ..وندعو من خلال اقلامنا الى معالجة هذه الازمة ..حتى لو تطلب الامر التوجه للمجتمع الدولي لطلب الاعانة والمساعده لمعالجة الاضرار التي اصابت السد ببركة الاحتلال والحكومات الرشيدة التي تعاقبت على حكم العراق بعد العام 2003..بعيدا عن كل الاحتمالات ..
فان اتوقع ان كان في هذا الامر شيء من الحقيقة ان تقوم الولايات المتحدة بتبني هذا الموضوع والاشراف على معالجة الشقوق في السد ..مقابل فاتورات مالية تشكل اضعاف اضعاف حقيقة ماينفق عليه من مبالغ مالية…فالعراق بقرة حلوب لامريكا وغيرها ..بين كل فترة زمنية واخرى .يكون للولايات المتحدة الامريكية حضور متميز مادام في ذلك المئات من الملايين من الدولارات …فهي لاتكتفي ببيع الاسلحة والتدريب وبيع العجلات والمصفحات الجديدة والمستعملة بل انها تسعى لخلق الازمات او التربص لها لكي تحقق منها مبالغ طائلة ….علما لو كان للعراق رجال دولة حقيقيون ..لحملوا الجانب الامريكي كل تلك التداعيات وغيرها باعتبارها الدولة التي احتلت العراق وهي سبب رئيسي في تدميره. ..ولكن الجماعة لا يستطيعون تعكير مزاج سيدهم وسيد سيدهم ..المهم هو من جاء بهم وحافظ عليهم و على كراسيهم …فهو يحلب ببقرتنا بطريقته …وهم يحلبون بها بلصوصية مستوحاة من جامعة علي بابا..؟؟صدقوني ستنتهي ازمة سد الموصل قريبا جدا المهم الصكوك موجودة ((وسجل يحسين ..ابار النفط موجودة وطز باجيال العراق)). اريد ان اعود بذاكرتي وذاكرتكم الى الوراء قليلا …فبعد نجاح ثورة الضباط الاحرار التي انهت العهد الملكي في جمهورية مصر العربيـــــــة عام 1952 كان من اوائل اهتمام حكومة الثورة بناء السد العالي لشعور هؤلاء الضباط الوطنيين باهمية بناء السد لاهميته الزراعية والاقتصادية وتوفير الطاقة الكهربائية ..وتحرك المسؤولون المصريون انذاك على البنك الدولي وامريكا وبريطانيا من اجل توفير المبالغ اللازمة لبناء هذا السد.. وجرى الاتفاق على ان يقوم البنك الدولي بدفع نصف كلفة البناء وتتحمل بريطانيا وامريكا النصف الاخر من هذه الكلفة ..الا ان هاتين الدولتين الاستعماريتين والبنك الدولي نكثوا تعهدهم بحجة ان الاقتصاد المصري لا يستطيع توفير وتسديد مبالغ البناء …ولكي يتم ابتزاز مصر فرضوا على الحكومة المصرية شروطاً قاسية منها اقامة علاقة سلام مع اسرائيل…على أن يتم منح مصر مبالغ كلفة البناء بعدها الا ان عبد الناصر والضباط الاحرار رفضوا تلك الشروط واعلن في خطاب له ماحصل في تلك المفاوضات للشعب المصري ودعاهم الى شد الحزام من اجل بناء السد رغم انف الامريكان والبريطانيون والبنك الدولي …والتف الشعب مع حكومته وتم بناء السد وحققت مصر انجازاً كبيراً يصب في خدمة الزراعة والصناعة وانتاج الطاقة الكهربائية وانعاش الاقتصاد المصري …!!الشاهد من هذا الاستعراض ..لقد حصل العراق على عائدات مالية هائلة من جراء بيع النفط للاعوام 2010 ولغاية 2014 …الم يكن بالامكان لو كان هناك رجال دولة لهم ارتباط وطني ببلدهم وشعبهم ..تخصيص مبالغ لبناء سد بديل لسد الموصل يتمتع بامتيازات وتكنلوجيا حديثة وبالامكان الاستفادة منه في تحقيق خدمات اخرى ..لخدمة الزراعة والصناعة والكهرباء ؟؟؟علما ان كلفة اكبر سد مائي لايكلف 6مليار دولار بمشاركة ايدي عاملة ومهندسين عراقيين مختصين…نعلم أن العراق يعيش حالة افلاس شديدة نتيجة انخفاض اسعار النفط ولكن الا يجدر بسياسي الدولة في السلطتين التشريعية والتنفيذية التبرع بهذه الكلفة من ((حسابهم الخاص)) لتحقيق انجاز عظيم للعراق ويضعون لأنفسهم بصمة للتاريخ قد تخفف النقمة الشديدة التي يحملها الشعب ضدهم ..لقد شيدت تركيا 14 سدا على نهري دجلة والفرات ..لحسابات اقتصادية وسياسية مقبلة ..
وهكذا تفعل اليوم ارتيريا ببناء سد النهضه على نهر النيل لحسابات اقتصادية وسياسية ايضا …فلناخذ العبرة من هاتين الدولتين لخدمة العراق وشعبه …قبل ان ندفع اضعاف هذه الكلف لامريكا وغيرها ..ليس لبناء سد جديد وانما لاستمرار صيانة سد الموصل خلال السنوات المقبلة …فهل سيأخذ الامر بالحسبان ..أم ينطبق علينا البيت الشعري..
لقد اسمعت لو ناديت حيا
لكن لا حياة لمن تنادي.
مقالات اخرى للكاتب