من المعروف أن العمل الدبلوماسي يُعد من المهن المهمة والحساسة ، وذات متطلبات لها أنظمة وقواعد سلوكية ويجب التركيز عليها والالتزام بها اثناء التعامل مع الآخرين خارج البيت ، والتصرف وفق معايير محددة بدقة ورهافة وأناقة وشفافية ، حتى على صعيد تناول الطعام و في كيفية استعمال أداة الطعام في حضور الغرباء ، فإلى هذه الدرجة صارمة القواعد والأنظمة السلوكية التي يجب أن تتوفر عند الدبلوماسي سواء كان مبتدءا أو محترفا ومتمرسا ، طبعا ناهيك عن هيبة الحضور وكارزيما الوجود على صعيد هذا التعامل الدبلوماسي سواء مع الغرباء أو مع المراجعين ..
فيجب على الدبلوماسي أن لا يكون مسلكيا صارما ومتعاليا طاغيا ومغلق أبواب مكتبه أمام الآخرين ، ممن يطرقون بابه ، حتى لا يثير الاستهجان والاستنكار والنفور والقيل والقال ( ونحن هنا نتحدث عن الحالة العراقية الخاصة ) ، ولا منفتحا بسيطا لحد السذاجة والعزف على الربابة !! ، و فاتحا باب مكتبه الدبلوماسي لكل من هب و دب ، و مستقبلا أو مصاحبا هذا وذاك من الباحثين عن الآبهة والأضواء والفخفخة الفارغة ..
وقد لاحظنا في الآونة الأخيرة : أن بعض السفراء العراقيين يتمتعون بالصفة الأخيرة ، على الرغم من نواياهم الحسنة ومساعيهم الحميدة في تقديم العون والمساعدة للجاليات العراقية ، الأمر الذي جعلهم عرضة و هدفا مباشر أما للاستغلال الرخيص والمبتذل أو للهجوم والاستسخاف أو التشهير بهم ــ طبعا ــ على الإنترنت ، لغاية في نفس يعقوب ، أو ربما بدوافع عنصرية أو طائفية وحسابات ونوايا أخرى و كثيرة !!..
( وبسبب ذلك أُطيح بكم سفير وقنصل بسكين قيل وقال وبتشهير كنصل منجل ) !!..
إضافة إلى أن التعامل مع الشخصية العراقية ( طبعا هنا لا نقصد التعميم ) ، تلك الشخصية الجامحة والازدواجية والرافضة والمتمردة دوما ، بل والمتقلبة دائما بين رأي و أخر ، و بين موقف و ثان خلال لحظات وثوان !! ، والمتأرجحة كبندول الساعة بين مشاعر محبة وطيبة مفرطة بسرعة برق ، وبين أحاسيس عداء شديدة وضارية في لحظة برقية أخرى !! ، فكل هذا يحتاج إلى تثقيف متواصل و دراسات كثيرة في علمي الاجتماع والنفس والدراية العميقة والمستفيضة بنفوس العراقيين !!، لكي يفلح المرء ــ لا سيما إذا كان دبلوماسيا ــ في التعامل مع هذه الشخصية الاستثنائية والمتطرفة في كل شيء ، حتى يحظى بشيء من الرضا والقبول من عنده !!..
يعني ........
وبدون دخول في تفاصيل أوسع وأعمق فلنكتفي بالقول اختصارا واختزالا :
ــ الحر تكفيه الإشارة !! ..
مقالات اخرى للكاتب