حين كانت الانظار تتجه صوب استعدادات اتحاد كرة القدم العراقي لعقد اجتماعه التاريخي الهادف الى تحديد الموقف النهائي من قضية عملاق الالفية الثالثة المدرب البرازيلي ( زيكو ) الذي تزامن مع مشهد ضوء مشع في سماءمحافظة واسط في يوم ( 12/12/2012 ) ،بوصفه يوما مميزا في مفكرة التاريخ الانساني الذي يبدي فيه كثير من الناس تخوفهم من نهاية العالم حتى بات الأمر يعرف بـ ( ظاهرة 2012 ) بالاستناد إلى أساطير وأقاويل عدة ،لعل أبرزها ما ذكرته حضارة ( المايا ) ،اعلن المجلس البلدي في قضاء الزبير ( 18 كم غربي مدينة البصرة ) عن ظهور اعداد كبيرة من العناكب الصغيرة بشكل مفاجئ وغريب في عدد من مناطق القضاء مثل الدريهمية والشهداء والحي العسكري ،حيث فوجئ الناس بظهور هذه المخلوقات في شوارع هذه المدن وفوق سطوح المنازل ،اضافة الى ما علق من بعض أنسجة شباكها بأعمدة خطوط نقل القدرة الكهربائية ،ما أثار قلق واستغراب السكان المحليين .ولان قضاء الزبير الذي تشكل مساحته أكثر من نصف مساحة محافظة البصرة يعد أهم اقضيتها ؛بالنظر لوجود اغلب المنشآت النفطية والصناعية الكبيرة في جنوبي البلاد ضمن حدوده الإدارية ،اضافة إلى ارتباط ناحيتي سفوان التي تشكل المنفذ البري الوحيد بين العراق والكويت ،وأم قصر التي يتربع على ارضها أكبر ميناء عراقي للأغراض التجارية ،حري بالحكومة المحلية توجيه الجهات المعنية لبحث وتحليل حيثيات هذه الظاهرة بالاستناد إلىالاثار التي يحتمل ان تكون قد تركتها الاسلحة والقذائف من مخلفات الحروب على بيئة المحافظات الجنوبية ،اضافة إلى ما ظهر من احداث مشابهة في البصرة وبعض هذه المحافظات خلال المدة الماضية .إن ما ظهر من مشاهدات غريبة اصبحت في عداد الظواهر التي لم يألفها السكان في مناطق البلاد الجنوبية مثل ( تمساح الديوانية ) الذي اثار الذعر في نفوس ابناء المدينة و( سيب السماوة ) الذي اضر كثيرا بمواشي بعض العوائل والزم افراد الاسر على التناوب في الحراسات الليلية و( افعى سيد دخيل ) التي تسببت في غلق بعض المدارس وموت كثير من الفقراء وتهجير بعضهم بعد تضرر حيواناتهم ،اضافة الى مخلوقات البصرة الغريبة التي ظهرت تسير امنة في شوارع مركز المدينة ،تلزمنا جميعا بضرورة البحث العميق في اسباب ظهورها بهذه المرحلة بالذات ؛خشية أن يظهر علينا من يدعي أن عناكب الزبير خرجت سعيا في الضغط على اتحاد الكرة بشان تمديد عقد البهلوان ( زيكو ) او للتنديد بـ ( حضارة الياما ) .وإلى حين ظهور نتيجة الفحوصات المختبرية وخلاصة تحقيق الحكومة المحلية حول العناكب ،الا يحق للجمهور ان يسال فيما اذا كانت العناكب تحمل في تواجدها المريب مخاطر قد تشكل ضررا على صحة الانسان وسلامة البيئة ؟ .وهل ان التشوهات الخلقية التي ظهرت في بعض مناطق جنوبي البلاد التي لم تسلم منها حتى الحيوانات يمكن النظر اليها بمعزل عن التلوث الاشعاعي الذي سببته العمليات العسكرية ؟ .واخيرا الا يحتمل ان تتأثر سلوكيات الكائنات الحية بآثار الاشعة الناجمة عن الاسلحة والقذائف الحربية ؟ .
في امان الله اغاتي .
مقالات اخرى للكاتب