Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فيصل وعرش العراق ونسبة 96% وتزوير التاريخ!!
الأحد, أيار 4, 2014
خضر عواد الخزاعي

باديء ذي بدأ يجب القول أن الدولة العراقية التي أنتجتها الأرادة البريطانية بعد القضاء على ثورة العشرين في العام 1920 وألجام الحركة الوطنية من خلال تعريض رجالها لشتى صنوف التنكيل من أبعاد ونفي وحبس وقتل ومطاردة وقدمتها يوم 23 آب 1921 بصيغة المملكة العراقية قد ولدت مشوهة وبطريقة قيصيرية لم يفلح مبضع كوكس ولا المس بيل في مداوات جروحها وظلت ملتهبة ومتقيحة على الدوام وكانت على الدوام منتجة لولادات أخرى أسوء .
وعندما تكون المقدمات سيئة ومغلوطة فمن المؤكد أن النتائج ستكون سيئة فبعد وصول بيرسي كوكس الى العراق وإلى ميناء البصرة بالفاو يوم 1 تشرين الأول 1921 لم يكن في أستقباله شخصية واحدة ممن عرف عنهم بوطنيتهم وأخلاصهم لقضية العراق بل أن ثلة من الرجال الذين حضروا لأستقباله كانوا من اكثر المناهضين للحركة الوطنية ورجالاتها وثورة العشرين وهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي الذي انشد بين يديه قصيدته التي افتتحها :
عد للعراق واصلح من ما فسدا وابثث به العدل وامنح اهله الرغدا
وكان أيضاً حمدي الباججي المعروف عنه شدة بغضه وكرهه للحركة الوطنية ورجال ثورة العشرين والذي كان مشهورا عنه حرصه على اظهار ميوله الطائفية والذي قام بألقاء كلمة هاجم فيها ثورة العشرين ورجالها متهماً أياها بأنها لم تكن ثورة وطنية عراقية خالصة يقول الباججي ( يؤسفني جداً ان تؤدي حماقات الرجال العرب إلى ازعاج الامة البريطانية في مهمتها المشرفة لقد أرتكبت هذه الاعمال بسبب احلام لايمكن تحقيقها من جهة ولسبب مصالح شخصية من جهة اخرى ان الحركة الحالية – يقصد الثورة – ليست عربية خالصة انما هي حركة يختلط بها عنصر اجنبي كان مع الاسف الشديد ناجحاً الشهرة والثروة والدماء العربية لمنفعته الخاصة من اجل اضعاف مركز بريطانيا العظمى في بلاد أخرى ) المصدر: علي الوردي ( لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء السادس ) ص11 .
وبالأضافة إلى هؤلاء كان في المقدمة طالب النقيب نقيب أشراف البصرة والذي عرف عنه أيضاً موقفه المناهض لثورة العشرين وكان يعمل بالضد منها منذ رجوعه إلى العراق في تموز 1920 وكان جل طموحه هو أن تبوء الصدارة والقبول عند البريطانين ويظهر لهم أنه رجل العراق القوي بلا منازع لكي يمنحوه عرش العراق بعد ذلك والذي تصفه المس بيل ( .. ويجب ان لاننسى ايضاً انه عديم الضمير تماماً ولكن مصالحه ومصالحنا واحدة ) المصدر : ( رسائل جرترود بيل ) ص 149 .
هذه نماذج من النخبة التي أستقبلت بيرسي كوكس معتمد بريطانيا الجديد للعراق والتي أملت عليه بعض التصورات عن الوضع العراقي الداخلي وما يجري فيه والظاهر أن كوكس نفسه أيضاً كان أعد للعراق أجندة تختلف تماماً عن سابقه ارنولد ولسن ولم يلبث طويلاً بالبصرة حتى قام برحلة في جنوب العراق شملت الناصرية والعمارة والقرنة وقلعة صالح للتداول مع رؤساء العشائر والوجهاء حول مهمته بالعراق ولم يهتم برأي المدن الثائرة والتي كانت تفرض سيطرتها على مناطق شاسعة من العراق واقامة بها حكومات محلية لادارتها بل أن جعبته كانت تحمل الكثير من الترتيبات التي يراها هو وساسة بريطانيا مناسبة لأوضاع العراق الجديد بعيداً عن الركون إلى حكمة ومشاورة الرجال الذين كانت لهم أدوار مهمة في مسيرة العراق آنذاك بعد أن أتم المندوب السامي السير بيرسي كوكس طبخة تشكيل الحكومة العراقية في 25 تشرين الاول 1920 برئاسة عبدالرحمن النقيب تفرغ لطبخة اخرى أهم وهي أختيار وتنصيب ملك على عرش العراق .
في 11 اذار 1921 ترأس ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطانية الجديد مؤتمر القاهرة للنظر بمستقبل العراق وباقي المستعمرات البريطانية وحضره من العراق كلاً من جعفر العسكري وزير الدفاع ونوري السعيد وزير الخارجية وساسون حسقيل وزير المالية في وزارة عبدالرحمن النقيب بالأضافة إلى المندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس والجنرال هالدين قائد القوات البريطانية بالعراق ومس بيل سكرتيرة المندوب السامي ولقد تقرر في هذه المؤتمر أن فيصل بن الحسين هو الشخص المناسب لعرش العراق .
أما بالنسبة لفيصل بن الحسين فهو فيصل بن الحسين بن علي الهاشمي 20) مايو 1883 - سبتمبر( 1933) ثالث أبناء شريف مكة حسين بن علي الهاشمي وأول ملوك المملكة العراقية (1921-1933) وملك سورية (مارس 1920- يوليو 1920) ينتمي إلى أسرة آل عون الهاشمية ولد في مدينة الطائف وتربى مع إخوته بكنف أبيه حسين بن علي الهاشمي وفي رحاب البادية درس فيصل الابتدائية مع أخويه علي بن حسين ملك الحجاز فيما بعد وعبد الله الأول ملك الأردن فيما بعد، حيث تعلموا اللغة التركية قراءة وكتابة وقد نشأ مع البدو ليتعلم فصاحتهم وشجاعتهم ويتدرب على حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة وتعلم أيضا الفروسية والقتال بالسيف والبندقية وبعد اعلان والده الثورة على الاتراك في حزيران 1916 قاد فيصل الجيش العربي الشمالي وحطم خط سكك الحديد الحجاز بمساعدة عميل الاستخبارات البريطاني لورنس حيث تم له طرد العثمانين من مكة والمدينة والطائف وينبع والعقبة لتخل قواته دمشق في اكتوبر 1918 ويشكل بها أول حكومة عربية برئاسة علي رضا الركابي وبعدها اعلن المؤتمر السوري العام في 8 اذار 1920 أستقلال سوريا تحت أسم المملكة العربية السورية وبموجب اتفاقية سايكس – بيكو في مايو 1916 ألتي قسمت غنائم الدولة العثمانية بين المنتصرين بريطانيا وفرنسا أصبحت سوريا ولبنان من حصة فرنسا فزحفت الجيوش الفرنسية صوب دمشق وقامت بتوجيه انذار غورو الشهير في 14 يوليو 1920 وبعد معركة ميسلون الشهيرة بين الجيس الفرنسي وبقايا الجيش العربي والمتطوعين العرب بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة دخلت القوات الفرنسية دمشق في 24 تموز 1920 ليغادر بعدها فيصل سوريا باتجاه حيفا وثم الى جنوب ايطاليا ليقيم هناك لغاية أن تم استدعائه إلى لندن من قبل وزير خارجيتها اللورد كرزن وعرض عليه عرش العراق لكنه كان متردد في بداية الامر كون المؤتمر العربي في سوريا والذي أكثره من العراقين كان قد رشح شقيقه الامير عبدالله لعرش العراق لكنه بعد أعلان قرارات مؤتمر القاهرة وافق بذلك مشترطاً أخذ موافقة اخيه عبدالله ووالده الشريف حسين ولقد مهد الأتفاق الذي تم في مؤتمر الصلح في فرساي في فرنسا بين فيصل وحاييم وايزمان رئيس المنضمة الصهيونية على التمهيد لتقديم تسهيلات لهجرة اليهود إلى فلسطين وتوفير الحماية لهم واتخاذ جمميع الأجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917 وبالفعل تمكن تشرشل وبمساعدة لورنس من اقناع عبدالله بالتنازل عن عرش العراق لأخيه فيصل مقابل وعود بمنحه أمارة شرق الاردن .
في 1 حزيران أبرقت الحكومة البريطانية إلى فيصل تطلب منه التوجه إلى العراق وأعدت له الطراد البريطاني نورث بروك ليقله إلى العراق بحراً وكان يصحبه من العراقيين يوسف السويدي وعلي جودت الأيوبي والسيد محمد حسن الصدر والسيد علوان اليلسري والسيد نور الياسري وبعض من حاشيته وتحرك الطراد في يوم 12 حزيران 1921 باتجاه البصرة حيث وصلها في الساعة الثالثة والنصف عصر يوم 23 حزيران 1921 وأقام ليلته في بيت المتصرف أحمد الصائغ وفي اليوم التالي أعدت له وليمة حضرها جمع من وجهاء البصرة وشيوخها وشعرائها وأرتجل فيصل كلمة بالمناسبة أفصح فيها عما كان يدور بفكره ولأظهار بعض المحاباة للحاضرين حيث قال ( وأني أصرح لكم بالنبي وآله ليس لي أي طمع شخصي وأنما اعمل طمعاً في خدمة هذه البلاد ابتغاءاً لوجه الله تعالى وأني لأرغب أن أرى في المقامات العالية غيري من تجمع عليه الأمة ) المصدر: ( الحقائق الناصعة ) فريق مزهر الفرعون ص 528 . 
ولم يلبث بالبصرة إلا يوم واحد توجه بعدها إلى الحلة برفقة فيلبي وكورناليس وكان أستقباله فيها مخيباً للآمال حيث لم يكن في محطة القطار سوى المتصرف ومعاون الحاكم البريطاني كما يذكر علي جودت الأيوبي في مذكراته ومن الحلة توجه مع حاشيته بالسيارات إلى النجف وكربلاء حيث قام بزيارة مرقد الامام علي رضي الله عنه وبيوت بعض العلماء وفي المساء أقيمت له مأدبة عشاء كبرى في بيت عباس الكليدار وفيها ألقى الشيخ باقر الشبيبي كلمة لم تلاقي الأستحسان من قبل فيصل واعتبرها موجه ضده حيث أختتمها الشيخ الشبيبي بهذه الكلمات ( لايمكن ان نسلم ثمرة جهودنا الطويلة واتعابنا المريرة إلا بيد أمينة مخلصة تحرص على أستقلال بلادنا ومصالحنا واهدافنا القومية والوطنية ) المصدر: ( ابطال ثورة العشرين ) عبد الشهيد الياسري ص 350 .
بعد النجف توجه فيصل إلى كربلاء وهناك ايضاً لم يكن أستقباله بمثل ما تمنى وكان فاتراً حيث أدى مراسم الزيارة لمرقدي الأمامين الحسين وأخيه العباس عليهما السلام ثم غادر إلى طويريج ومنها إلى الحلة ثانية .
في هذه الأثناء لم تكن هناك من صفة رسمية للأمير فيصل لكن تشرشل وزير المستعمرات القى كلمة في مجلس العموم وضح فيها أنه ليس في نية الحكومة فرض الأمير فيصل حاكماً على العراق وأن هناك آليات ستتخذ لأختيار حاكم للعراق منها أنتخاب مباشر أو انتخاب جمعية عمومية لكنه يدعم ترشيح فيصل لحكم العراق ( ليس في النية أكراه الشعب على أختيار حاكم مخصوص وستطلق الحرية التامة في البحث والأفصاح عن الرأي سواءاً كان ذلك في أنتخاب الحاكم أو انتخاب الجمعية العمومية وقد أبلغت حكومة صاحب الجلالة البريطانية الأمير فيصل أنها لاتعارض في ترشيحه ) المصدر: ( تاريخ الوزارات العراقية ) عبدالرزاق الحسني ج 1ص 33 .
وصل فيصل إلى بغداد في الساعة السادسة من مساء يوم 29 حزيران 1929 في محطة قطارالكرخ وأعد له أستقبال حافل من بلدية بغداد وبأشراف المندوب السامي البريطاني كوكس وقائد الجيوش البريطانية هالدين وأصطحب إلى مقر أقامته في القشلة في الدار التي كانت مقراً للوالي العثماني وبدأت الوفود ننرى أليه مهنئة كما تذكر المس بيل في رسائلها وكان من بينهم كالعادة الشاعر صدقي الزهاوي وفي اليوم التالي قام بزيارة الكاظمية وأدى الزيارة للضريح المقدس ثم توجه إلى دار السيد محمد حسن الصدر ودار عبد الحسين الجلبي ثم قام بزيارات إلى جامع الأمام أبي حنيفة وجامع الشيخ عبد القادر ودار الشيخ عبدالرحمن النقيب وفي 11 تموز 1921 وفي جلسة مجلس الوزراء قدم عبدالرحمن النقيب أقتراحاً يدعو فيه إلى المناداة فورا بفيصل ملكاً على العراق بشرط أن تكون حكومته دستورية نيابية ديمقراطية مقيدة بالقانون ووافق المجلس على هذا القرار .
ومن المفارقات المضحكة التي جرت خلال حفلات الأستقبال التي أقيمت على شرف الأمير فيصل تلك التي أقيمت بالمدرسة الجعفرية في 9 تموز 1921 وفيها قام أحمد الشيخ داود باعلأن بيعة عامة من الشعب العراقي لفيصل ملكاً على العراق بطريقة مسرحية لاتليق بموقف كهذا كما ذكرتها جريدة دجلة في عددها الصادر في 11 تموز 1921 حيث أنه صرخ بالحاضرين هل تريدون غير سمو الامير ملكاً على العراق ؟ ثم التفت نحو الامير قائلاً أنهم يبايعونك .
بعدها اقام اليهود لفيصل حفلة في 18 تموز 1921 وفيها تم تقديم نسخة مذهبة من التوراة ولوح ثمين كتبت عليه عبارة من التوراة ( بارك يارب قوته ) وأخرجت له التوراة الأصلية من موضعها وهي لاتخرج إلا للملوك والعظماء وعندها أرتجل الامير فيصل كلمة قال فيها (أني لا أريد ان أسمع كلمة مسلمين ومسيحين وأسرائيلين فالعراق وطن القومية وليس فيه سوى أمر واحد هو أن يقال عراقيون فقط ) المصدر جريدة العراق في عددها الصادر في 19 تموز 1921 و لقد لاقت تلك الزيارة وما صاحيها من كلمات أستهجان الكثير من العراقين في حينه خصوصاً مساواته بين اليهود والمسلمين ثم توجه فيصل بعد ذلك إلى الفلوجة في 25 تموز 1921 ليلبي دعوة الشيخ علي السليمان شيخ مشايخ الدليم على الشاطيء الأيمن للفرات بين الرمادي والفلوجة وكان في أستقباله حشد كبير من العشائر ورؤوسائهم وأبدى فيها فيصل أرتياحه الكبير لما أعد له من أستقبال وحفاوة وفي ختامها أعلن علي السليمان مبايعته له ملكاً على العراق وقال له ( نحن نبايعك لأن بريطانيا قبلت بك ) كما ذكرت المس بيل في رسائلها الأمر الذي ادى إلى أستغراب فيصل لهذه البيعة التي كانت مقرنة بموافقة البريطانين وكان البريطانيون يراقبون مايحدث لفيصل بتلك الأيام بعين الرضا لانجاز وأنجاح مشروعهم بتنصيبه ملكاً على العراق فلقد حرص فيصل خلال جولاته ولقائاته مع الناس على أن يخاطب كل شريحة بكلمات توحيها اليه تقاليدهم ونزعاتهم السياسية والدينية كما يقول أمين الريحاني فكان يخاطب الشيعة بوحدة الأسلام والأخاء الأسلامي ويتلو على أهل السنة من صفحات العباسيين الذهبية ويخاطب الأقليات بأنه مقيم على مبدأ وحدة المساوات في الحقوق والواجبات بين رعيته على اختلاف المذاهب الدينية حتى أن الشيخ عبد الواحد الحاج سكر حين سأل عن سبب الذي دعاه وهو الرجل الشيعي على أن يطالب بفيصل ملكاً على العراق ؟ يجيب لكنه أي فيصل في أعماق قلبه شيعي .
كان أهم انجازات فيصل في تلك المرحلة التي سبقت تنصيبه ملكاً على العراق حصوله على بيعة الشيخ مهدي الخالصي في الكاظمية وكانت بيعة مشروطه أن يكون مصير وحكم فيصل معلقاً بيد الشيخ مهدي الخالصي كما ذكر الشيخ محمد مهدي الخالصي في مخطوطة مذكراته حيث يذكر الشيخ محمد بعد مقدمة طويلة يتحدث فيها عن فيصل ويصفه بأنه شخص مجسم للخداع والتزوير وأنه صنيعة الأنكليز وعاملهم وأجيرهم ضد المسلمين ثم يذكر الحوار الذي دار بين أبيه وفيصل ( يمكن ان نبايعك على أن تكون ملكاً على العراق مستقلاً منقطعاً عن أي سلطة أجنبية بأي أسم كان بحيث لايشوب أستقلال العراق أي شائبة مهما كانت فأن تم ذلك بقيت بالعراق ملكاً وإلا انصرفت وتركت العراقيين والأنكليز ويأخذوا ويبلغوا غايتهم فقال فيصل أني أبايعك على هذا الشرط ) ثم نسخت البيعة بأمر فيصل ونشرت في جرائد اليوم التالي ثم تم أستحصال بيعة أهالي الأعظمية في بيت ناجي الخضيري وبحضور رئيس البلدية علي الأعظمي ووجهاء المدينة ورؤساءالعشائر المحيطة بها ونظموا لأجل ذلك ثلاث مضابط بيعة وبعثوا بها لفيصل وفي مساء اليوم التالي بايعه اليهود المقيمون في الأعظمية في قصر يعقوب الجوهري وكتبوا لذلك أيظا مضبطة للبيعة ولقد أهتدى البريطانيون إلى هذا الحل وهو تنظيم المضابط والتوقيع عليها كحل أمثل للوصول إلى غايتهم ببتويج فيصل ملكاً على العراق حيث يقوم من ينوب عن كل بلدة أو مدينة أو مشيخة بعقد أجتماع ثم يذكر فيه مناقب فيصل ويسأل الحاضرين هل تبايعون فيصل ملكاً على العراق فيجيب الجميع نعم فتنظم مضبطة في ذلك ويؤخذ فيها توقيع الحاضرين وبدأت العملية من أواخر تموز وحتى السادس من آب 1921 ولم تلاقي دعوة التحضير لبيعة فيصل المحكمة من قبل البريطانين إلا القليل من المعارضة وخصوصاً في بغداد وتم قمعها بسهولة وهي محاولة السيد محمد حسن الصدر في الكاظمية لتعديل البيعة وربطها بالرفض التام للحكم البريطاني إلا أن فيصل وأدها في مهدها .
في 19 آب كانت جميع ألوية العراق أرسلت مضابطها إلى بغداد ماعد المنتفك وبلغ عدد المضابط التي تم ختمها وتنظيمها في بغداد 157 مضبطة بيعة كان أكثر من نصفها أشترط أن يكون الحكم مستقلاً وطالب بعقد المؤتمر الوطني خلال ثلاثة أشهر .
لواء البصرة 47 مضبطة لواء الموصل 68 مضبطة مايقارب نصفها جعل بيعته مقرونة بشروط حقوق الأقليات في كركوك تم تنظيم 20 مضبطة مؤيدة لفيصل و21 مضبطة رافضة له وفي لواء الدليم ( الرمادي ) كانت هناك 36 مضبطة بيعة 16مضبطة منها أشترطت البيعة ببقاء الانتداب البريطاني في لواء الحلة صدرت 41 مضبطة بيعة لكن 13 مضبطة منها أيظاً أشترطت البيعة ببقاء الأنتداب وفي كربلاء 28 مضبطة بيعة وفي لواء ديالى 41 مضبطة بيعة 
بعد أن أطمان البريطانيون لنتيجة ما خططوا له أعلن يوم 23 آب 1921 الساعة السادسة صباحاً في ساحة القشلة قرب برج الساعة يوم تنصيب فيصل على عرش العراق وكان يصادف يوم عيد بيعة الغدير (18 ذي الحجة ) حسب التقويم الهجري وقبل التتويج قرأ بيان المندوب السامي البريطاني كوكس والذي جاء فيه ( أن الأمير فيصل قد تم انتخابه ملكاً على العراق بأكثرية 96 بالمائة من السكان ) كما يذكر المؤرخ علي الوردي في سلسلته لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث الجزء السادس ص118 .
فهل حقاً أن 96% من الشعب العراقي أنتخبو فيصل ملكاً على العراق في زمن كان فيه 24% فقط من سكان العراق هم من المدن والباقي من البدو والريف فكيف تسنى لكوكس ومس بيل أن أن يجعلوا من هذا الشعب الذي خرج للتو من ثورة كادت أن تطيح ببريطانيا وكل عملائها بالعراق أن ينتخبوا صنيعتهم فيصل ؟ 
لتطوى صفحة من تاريخ العراق وتفتح صفحة اخرى لم يكن فيها فيصل إلا مطية أرادات ورغبات أستعمارية لم يكن هو فيها إلا حلقة صغيرة منفذة لتلك الأرادات والرغبات والمخططات .

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42563
Total : 101