تقذف الجامعات العراقية سنويا عشرات ألاف من خريجات و خريجين من مختلف الفروع و الاختصاصات ، تقذفهم إلى الشارع ، ليتحولوا فيما بعد إلى أبطال " في انتظار غودو" لصموئيل بيكيت ، بدون أي أمل أو رجاء في التعيين أو الحصول على وظيفة لائقة تناسب اختصاصاتهم العلمية و التعليمية أو المهنية التي حصلوا عليها أثناء الدراسة ..
طبعا بعد جهود ومعاناة مضنية و طويلة ..
ليقعوا فيما بعد فريسة لأنياب اليأس و الإحباط و المنغصات النفسية ، و ذلك من خلال انتظار طويل و ممل و قاتل ، طبعا بلا جدوى :
إذ يوجد بين هذه الشريحة الكبيرة ممن ينتظرون منذ عشرين عاما ـــ من خريجات و خريجي الثمانيات من القرن الماضي ـــ لا زالوا ينتظرون فرصهم في الحصول على العمل و الوظيفة وهم على وشك الدخول مرحلة الكهولة و التقاعد..
ولكن بلا تقاعد ! ..
بينما الدولة ذاتها قد صرفت عليهم مبالغ طائلة ل
كي يكملوا دراساتهم في مرحلها المختلفة ..
و لكن المُثير و العجيب في هذا الأمر كله هو إهمال و نسيان هذه الشريحة المعانية من قبل الحكومة و البرلمان ، بل حتى من قبل المجتمع نفسه ، دون إثارة قضية الخريجات و الخريجين العاطلين منذ زمن طول ، كمشكلة مزمنة و ملحة بحاجة إلى حلحلة وعناية و اهتمام ، عبر إيجاد و طرح حلول و صيغ تساهم في إخراج هذه الشريحة الكبيرة من وضعها المحبط ومأزقها المأساوي ، و ذلك من خلال خلق فرص عمل ووظائف مناسبة ، إضافة إلى تقديم قروض وسلف بشروط سهلة و ذلك تشجيعا لروح الاستثمار و التجارة و المشاريع التنموية و تخفيفا من شدة البطالة ..