تحولت ساحة التحرير الى ساحة حرب مدججة بانواع مختلفة من الاسلحة . من اجل خنق التظاهرة الجماهيرية والاجهاز عليها في المهد , قبل ان تكبر وتتعاظم بالجموع الجماهيرية الغفيرة والصاخبة . وهذا دليل ساطع وقوي , ويشير بشكل ثابت الى بواعث الفزع والرعب , في قلوب وعقول سادة المنطقة الخضراء , وخوفا من ان تشتعل شرارات الاحتجاجات الشعبية وتمددها الى المدن والساحات العراقية , الساخطة على تردي الخدمات والامن , وانهيار الوضع الامني الحالي , سيكون له كوارث دموية , بدأت تظهر على الواقع الفعلي والملموس , بالسيارات المتفجرة التي تحصد المواطنين الابرياء كل يوم , ولهذا تحولت ساحة التحرير بأمر من السلطان الطاغي , الى ثكنة عسكرية ضخمة , من المدرعات العسكرية , الى قوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية ومكافحة الشغب , الى قوات السوات سيئة الصيت والسمعة , في ضبط مخارج ومداخل منطقة ساحة التحرير , واغلاق المحلات ومنع المواطنين من الاقتراب من المنطقة , بقوة التلويح بالارهاب , وتطويق المنطقة بطوق عسكري محكم , كأن انقلاب عسكري وقع في منطقة ساحة التحرير , ومنع وسائل الاعلام والصحفيين من الاقتراب من المنطقة , وطوقت المجموعات الشبابية , التي افلتت من الاجراءات العسكرية , ووصلت الى ساحة التحرير , وتهديدهم بالقوة بالخروج من الساحة , وإلا سيكون الاعتقال والبهدلة مصيرهم , وبالفعل اعتقلوا بعض الشباب , للخوف والترويع , بالتلويح باستخدام السلاح , رغم ان شباب الاحتجاج , كانوا يحملون الورود والزهور ويهتفون ( نفديك يا عراق . يا جيش يا سور الوطن , لاتصير ويه الظالم ) لقد سقطت ورق التوت , وبانت عورة الحكومة وقادئها المفدى ( نيرون العصر ) , بالتبجح زورا وبهتانا بالديموقراطية وحقوق المواطن العراقي , وحرية وحق الرأي والتعبير , واحترام مواد الدستور العراقي , وبان بشكل مكشوف الاسلوب الدكتاتوري في التعامل مع الشعب , في القمع والارهاب , والخوف كل الخوف من سماع صوت الشعب , ومن غليانه الشعبي وحالة التذمر القصوى , من الاوضاع التي تنذر بكارثة دموية ستحرق وتدمر البلاد , بينما سادة منطقة الخضراء يتنعمون بالجنة والخيرات الوفيرة والامان المحصن , فيما الشعب يغوص في ظلام دامس , وانسداد الافق بالانفراج , والغيوم الملبدة بالسموم تحوم فوق العراق , ان الشرارة التي اشعلتها ساحة التحرير , ستكبر وتتعاظم حتى تصل الى النار الحارقة , التي ستحرق لكل من كفر بالعراق وجلب المصائب والمحن , وان ساعة العقاب , رغم الاجراءات الارهابية والبوليسية , لن تنفعهم ستحل ساعة العقاب لامحالة , ويوم القصاص العادل اقترب اكثر من اي وقت مضى , ولن ينجوا من المصير المظلم الذي ينتظرهم , رغم تبجحهم بالقوة والجبروت , ومليارات الاموال التي نهبوها وسرقوها من ضلع الشعب , ان احذية الجندرمة الانكشارية , لن تنقذهم من يوم الحساب , والتاريخ يعلمنا ايها المغفلون والمتكبرون , اين صدام والقذافي وزين العابدين وعبدالله صالح وحسني مبارك , , واي مصير انتهوا اليه , , ان فعلهم الشنيع في ساحة التحرير وصمة عار وشنار ستلحقهم حتى في لحودهم , قبل ان يصيبوا بعقاب الله , مما حطموا وخربوا البلاد , وسفكوا الدماء , بسياستهم الطائشة والخطيرة . ان الشعب فقد صبره , وها هي شرارات الجماهيرية تلوح في الافق , لقد طفح الكيل وتعدوا الحدود والمنطق والعقل , ولم يعد السكوت مخرجا لطريق الخلاص , ان صوت الشعب سيدوي عاليا , ليصل الى منطقة الخضراء , وان الفرج قريب , وان جحور وحفر ومجاري الصرف في منطقة الخضراء لن تنجيهم من حساب الشعب.