مُعظَم المُزارعين، يَضعون تِمثالا مَصنوع مِن القَشِ والخَشَبْ، خَوفا عَلى المَحصول مِن الطُيور، ضنّاً مِنهُ إن هذه الفزّاعة قَد تُخيف الطيور، وتَفنن البعضُ وجَعَلها تَتَحرك بِفعل الهواء، لِتهرُب الطيور مِنها، ظنّا منها أنها شخص اعتيادي.
يَوم يتلوه يوما آخر، ونبقى نحسب الأيام، وقَد قاربت حياتنا على نهايتها، ولم نعش كحال الدول الآمنة، التي تفكر عوائلها في أي دولة تقضي العطل والتصييف، في أوربا! أو شرق اسيا! ونحن لا نكاد نحصل على قوت يومنا، ولا ينفك يومٌ إلاّ وقد سمعنا، أو رأينا انفجارا بسيارةٍ مفخخةٍ، أو عبوةٍ ناسفةٍ، هنا أوهناك .
طِوال السنواتِ العشرِ الماضية، بقي السياسيون يضحكون على ذقون المجتمع العراقي، من خلال وعود فارغة، ولم يتحقق شيء من تلك الوعود! التي تطرق المسامع، بأننا سنعمل، ولا عمل! وسنبني، ولا بناء! وسنطرق بيد من حديد، وظهرت تلك اليد مصنوعة من الخشب! بل اخف من ذلك، فأموالنا ضاعت بيد السّراق الذي امنوا العقاب من القانون لأنه مشترك معهم لا محالة، وإلاّ لماذا لا تتم المحاسبة! مقاولات مشبوهة لمشاريع وهمية، وما أكثرها! وكثيرون هم ألفاسدين، والقانون عاجز عن محاسبتهم، لانه مشمول بالسرقة، والسياسيون بودقوا ألقانون، حسب ما يريده ألحاكم، وسَيَسُوهْ وجعلوه اضْحوكة لِباقي ألدول، والمنظمات الدولية وضعت العراق في خانة نحسد عليها، وفي مصاف الدول العشر الاولى بالفساد.
بناء الدولة لا يتم عن طريق ألكلام، بل عن طريق الخطط الإستراتيجية، ألمحسوبة وفق التخطيط المحسوب ألنتائج، لأفضل الشركات ألعالمية، والتي تخشى على سمعتها، وتعمل وفق اعلى مستوى من التكنولوجيا والعلم الحديث، وتطمع بأن تنال اكثر من مشروع.
الحارس الذي تولى المسؤولية، اثبت انه كان كالفزّاعة، والذي كنّا نرتجي منه حمايتنا، سلّمنا بيد الارهاب لقمة سائغة، نتيجة استفراده بالقرار، وتهميش الآخرين، وآخر فلتة من فلتاته، سقوط الموصل! وما تبعه من خسائر بشرية ومادية، اضافة للتضحيات التي قدمناها في سبيل ارجاع وسنقدمها لهذه المدن، ولا ننسى اهمال جانب تسليح القوات العراقية، اِذ بقي الاعتماد على امريكا التي خذلته، وكان الاجدر به الذهاب لكل الدول، وشراء السلاح، بدل هذه الخسائر بالأرواح والأموال .
مقالات اخرى للكاتب