أزمة الخطاب..
"ثلاثة أشياء تكشف جوهر المرء؛ السلطة والمال والخمر"...
منذ البداية, سعى حزب الدعوة إلى السلطة, وقد حصل عليها عندما تنازل له الآخرين, ثم تطوّر السعي إلى تشبّث مثير للسخرية. ذلك التشبّث كان يُبرّر تحت يافطة (الإستحقاق الإنتخابي) رغم عدم توفره في جميع الحالات.
لقد كان الدعاة لا يمثّلون سوى هامشاً بسيطاً من الخريطة السياسية منذ زمن المعارضة ولغاية 2010, وهذا جعل متبنياتهم مجهولة, ولعل من أغرب تلك المتبنيات فكرة تمّثيل (إرادة السماء) وهذا ما عبّر عنه المعمم حسين الشامي بعد إنتخابات 2009 ومن على شاشة قناة آفاق إذ قال: "إنّ وصول الحزب للسلطة وفوزه في الإنتخابات هو جائزة إلهية"..!
العبارة أعلاه تثبت إنّ الحزب عبارة عن منظومة جاهلة توقّفت حركة العقل بين صفوفها على مقطع تاريخي يعود إلى الخلافة والكنيسة, وبالتالي فأنّ الغاية هي السلطة, مع سلب الحق بالإعتراض على أي تقصير, بأعتباره إعتراضاً على (أمر الله)..!هذه هي فلسفة الحكم بالنسبة للدعاة؛ إما الإنتخابات فما هي سوى وسيلة لبلوغ الغاية (المقدسة). فنمطية الخطاب الذي يمتاز به الدعوة, تشير إلى خلل أساسي يعكس إفتقاره إلى أي مشروع أو فكرة عن الدولة وطريقة إدراتها, والسلطة كشفت ذلك الجوهر المريع والمخزي في بنيوية الحزب الذي مازال يكابد في سبيل إكمال مسرحية الدجل السياسي!..
مقالات اخرى للكاتب