في ساحة التحرير ببغداد وفي غيرها من ساحات المحافظات يصرخ المتظاهرون المدنيون طالبين من الحكومة كشف حيتان الفاسدين  الذين سرقوا المال العام وافسدوا غيرهم من صغار الموظفين وهم ولا شك كثيرون تجدهم في الوزارات و في مختلف دوائر الدولة وكذلك في سوق الاوراق المالية والبنوك ولم تقتصر المظاهرات على المدنيين واحزابهم ومنظماتهم المدنية حسب بل تكاتف معهم وزادهم  قوة وعددا  واعتراضا  ووعيدا الصدريون الذين اخترقوا المصدات الحكومية قادمين من اشد المناطق والمحلا ت فقرا ومسغبة من امثال مدينة الصدر والشعلة والشعب وغيرها من مناطق ومحلات العاصمة الفقيرة الفاقدة لابسط اسباب العيش وكان هتاف الجميع   الذي شق به المتظاهرون عنان السماء هو  كلا كلا  للفاسدين فتشي عنهم ياحكومة اقبضي عليهم امنعيهم من السفر احجزي عليهم ادفعي بهم الى الجحيم الى القضاء لينالوا جزاءهم  ليكونوا عبرة لمن اعتبر فقد كانت هذه الاصوات الهادرة قد بدأت وامتدت ابان فترة حكم السيد المالكي  ولكنه وللاسف لم يصغ لذلك الهدير سمعا ولم يستجب لمناشدتهم وكل الذي فعله هو مزيدا من قطع الطرق والتقليل من عدد المتظاهرين بشتى الوسائل والطرق البوليسية ومع كل تلكم الاجراءات القسرية لم تمنع المتظاهرين من مدنيين وصدريين من السكوت او الاذعان والجلوس في بيوتهم صاغرين بل زادوا عزيمة وتصميما واستمرارا دونما خوف او وجل على الرغم من استشهاد واعتقال بعضهم واخيرا ذهبت حكومة المالكي غير مأسوف عليها,

   وعندما جاء الدكتور حيدر العبادي ليشكل وزارته استبشر المواطنون خيرا خاصة وان اول عمل قام به هو تحديه مجلس النواب والرئاسات الثلاث يوم اعلن على الملآ برنامج اصلاحاته المشهور ومسح هيبة السيدين نائبي الرئيس مما لفت نظر المرجعية الدينية التي ناشدته الا يتراجع وان يتقدم و يضرب الفاسدين بيد من حديد وهتفت له الجماهير الصاخبة في جميع المحافظات قائلة له ان امضي يا دكتور يا ريس يا معود لا تخف فنحن والمرجعية معك فلا يخوفنك احد او جهة ما ولا تنكس على عقبيك وابدأ بتنفيذ اصلاحاتك ولكن ويا للاسف اخذ صاحبنا يتراجع  خطوة اثر خطوة  مما جعل الكثير من المواطنين يندمون للوقوف الى جانبه حتى رئيس مجلس النواب راح يتقوى عليه ويتجاهله احيانا ولما بان ضعف موقفه قررت الجماهير الحاشدة من مدنيين وعلمانيين وصدريين  عبور الجسر واقتحام المنطقة الخضراء فانكسرت هيبة حكومته وانكسرت معها قنفة الدكتور سليم الجبوري وضاعت احذية بعض النواب الثمينة وبعد هذا الصخب الجماهيري وذاك الاعتراض الواسع على موقف العبادي وتراجعه عن ملاحقة الفاسدين خرج للعلن مرة اخرى امام الجماهير ليرتق الفتق الذي احدثه في برنامجه الاصلاحي مهاجما من اسماهم دواعش السياسة ويعلن باعلى صوته بانه يعرف الفاسدين فاوقع نفسه من حيث يدري ولا يدري في موقف حرج لا فكاك منه واصبح امام القضاء شاهدا لا تنفك ولا تتأخر السلطة القضائية عن طلب شهادته باعتباره الشاهد الاول الذي يعول على شهادته والسيد رئيس الوزراء بتصريحه وبقوله بانه يعرف الفاسدين  الزم نفسه  امام الشعب والرأي العام بكشفهم وما على هيأة النزاهة والقضاء الا الاسراع بالتحقيق مع المتهمين الذين عناهم فخامته  ليرتاح الشعب منهم ومن مساوئهم وحينئذ يغادر المتظاهرون ساحات التظاهر عندما يتأكدون من تحقق مطالبهم بكشف الفاسدين الذين سرقوا الدولة والشعب وجعلوا العراق بما اقترفوه من اثام وسرقات من افقر دول  العالم واخيرا لا اخرا لا  يصح ان يلقي العبادي الكلام على عواهنه ويمضي كصاحبه فقد اصبح واضحى وامسى كلامه حجة الزم نفسه بها والزم معه الجهات القضائية التي يجب ان تتحرك وتصدر  امرا بمنع سفر المتهمين بالفساد ممن اشار اليهم السيد رئيس الوزراء  ومعهم اولئك الذين شخصهم وزير الدفاع قبل ان يفلتوا ويلتحقوا باقرانهم قي اربيل والسليمانية وعمان والله يوفق العبادي ووزراءه الجدد في اصلاح الاوضاع فقد نفد صبر الشعب اليس للصبر حدود يا فخامة الرئــــيس؟