يعتبر العمل المؤسساتي واحدا من أنضج الانظمة الادارية في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حيث لايصل الى مناصب تأتي باصوات المواطنين إلا اولئك اصحاب السيرة الذاتية المفعمة بروح الاكاديمية ومخزون الخبرات الكافية لتجعل من منصبي الأمين والمحافظ ذا عقلين يتم وزنهما بالذهب إن لم يكن بالفكر. تبدل الامين على أعقاب حلقات الاستجواب البرلمانية التي تابعها الجمهور ليعرف الى أين يريدون بنا! ليأخذ البرلمان العاطل عن العمل تماما وقتا وحينا من الزمن العراقي الذي في كل لحظة منه تكلفنا نفسا زكية لطفل او شيخ او امرأة او بطلا يفدي نفسه! ليقبع اولئك البرلمانيون في أمن ووقت يتناحرون فيه! تبدل الأمين مبروك لكم. تبدل المحافظ بعد جلسات مناقشة وحوارات وبعد أن جازف العراقون بارواحهم من أجل الوصول الى صناديق الاقتراع وتبدل المحافظ!! ليأتي المحافظ! وتسمتر الحياة بحلة جديدة وبوجوه جديدة. كان أولها إننا الان بدأنا نعرف من المحافظة بأن المحافظة غير مسؤولة عن التجاوزات! لتبدأ حملة تجاوز جديدة منظمة في كل بقعة ومساحة وفضاء في بغداد. بينما ينعم أصحاب المناصب الجديدة في نعيم المنصب! أولهما بالتعيين والثاني بالانتخاب! تنتحر بغداد بكافة أحيائها! شوارع رئيسية يتم تنظيفها! وأزقة في الاحياء تنخرها التجاوزارت والعشوائيات! ناهيك عن النفايات التي تنتشر كالحدائق أمام البيوت وفي المتنزهات! مالذي يريده هؤلاء اصحاب المناصب؟ ولماذا هم في المناصب؟ ومن أجل ماذا جاءوا؟ وماذا يريدون ن وراء بقائهم في المنصب! تبا لكم انها بغداد! انها بغداد التي تنحني لها الدنيا! ماأن ذكر التاريخ الا وهي العروس، وماأن ذكرت مملكة الا وكانت تاج على رأسها! وماتحدثوا عن ثقافات الا وكانت حضارة بينها! مالكم بالله عليكم تتركوها هكذا وأنتم ترصدون مليارات الدنانير لتدفعوها الى أناس لايؤدون الواجب ولايرتزقون خيرا! الشتاء قادم والنفايات في كل مكان!! والارصفة مصادرة! والعشوائيات في كل مكان بشكل منظم! الانتخابات على الابواب وهذا سيجعلكم تسكتون وتسكتون! وسؤالي لكم! لقد ذكر التاريخ بغداد مرارا وتكرارا! لكنه لم يذكر يوما أنها اصبحت مرتع للنفايات والعشوائيات إلا في زمانكم! تبا انها بغداد! هل ستتركوها تموت؟
مقالات اخرى للكاتب