للديمقراطية نكهة خاصة لايشعر بها الا أولي الألباب الذين ماإن مارسوها وعايشوها حتى بدأ البنيان يزهو ويعلو وتتباهى بها الأوطان. وقد أنعم الله علينا وعلى بلدنا بالديمقراطية التي لم تبقي علينا لاأخضر ولايابس لأسباب واضحة وأكيدة ولانقاش في ذلك.
دورة انتخابية مرت ليسلم فخامة رئيس الوزراء الى حكومة فخامة رئيس الوزراء المنتخب حديثا، وهكذا هي اليوم تدور وتدور وتدور ولايمكننا ايقاف العجلة الا اذا نوينا على ذلك، هكذا اذن نحن جميعا نتجه للامام نحاول ونسعى ونثابر وكذلك اولئك الذين حصلوا على أصواتنا فوصولوا الى المنصة.
لسنا بسياسيين ولكن من دون شك وبعد أن اصبح في العراق أكثر من خمسين قناة عراقية تظهر النشر السياسي على حبال البرامج بكل مستوياتها، بدأنا نقرر ساعطي صوتي لهذا وساعطيه لذاك وأهتم بهذا واراقب إداء ذاك، وفعلا وقع الاختيار على فخامة السيد العبادي والذي بدأ مشواره بناء على سلفه الذي عاش ثمانية أعوام من القهر والاضطهاد السياسي والذي على اساسه نجح المالكي في كسب أصوات الشعب وخسارة أصوات الكتل، وأخيرا مسلسل داعش الذي جاءت بها أمريكا وحلفائها من العراقيين ليغيروا ديموغرافية العراق فتم تحييد المسيحين وحفظت كرامتهم وأرغم اليزيدين على ذوق شتى أنواع القهر وتهديد الكرد في ديارهم ناهيك عن أبناء الجنوب الذين هم مشروع الاستشهاد العراقي سواء أن كانت المعركة في الدار أو عند الجار.
وهاهي تدور الدوائر ليأتي فخامة جديد يحاول أن يطهر عيوب فخامة سابق ويعدها عدا ويحسبها حسابا، وكل يوم يخرج علينا قرار جديد لايهم من يذهب ضحيته وانما المهم أن يشعر الكل بالتهديد، وهكذا تستمر الأمور الى الوراء! متي يأتي من من ينظر الى الأمام؟ يافخامة الرئيس لاتجعل يومنا الى الوراء وإترك المناظرات مع أقرانك من الذين وصلوا بك الى الذي انت فيه! فانكم معا سوية ولاتنقسم ! لأنه سيأتي من سينقسم عليك! وذلك ليس ببعيد بل قريبا جدا بعد اربعة سنوات.
اربعة سنوات ستمر وينتظر الكل لينقض على المناصب مثلما يحدث الأن يافخامة الرئيس! هل هذا هو النظام المتطور والجديد ! وهل هذا هو الاسلوب الناجع، وقد يظن البعض انها الناجح! لا ليس هكذا ابدأ، فدول العالم المزدهرة لم تبدل شعبوها بل غيرت انظمتها واجراءاتها وطريبقة تطبيقها! لقد دخل الامريكان العراق واعلنوا عن 55 صورة مطلوبين للعدالة! وأنت سيادة الرئيس تبدل في كل يوم 55 شخصا وتضع الملايين في طابور الشك! إن كان سيعفون أو ينقلون أو يحدث معهم مالايتوقعه الا الله سبحانه وتعالى! ليس هكذا فخامة الرئيس تحقق المراد، الا اللهم لديك اشارة من اولئك الذين لهم السلطة على الارض والسماء ، وماعلينا الا أن ننفذ وماعليهم الا ان يقولوا!
فخامة رئيس الوزراء فتح الباب للجميع ليهيئوا انفسهم بعد اربعة سنوات لاستلام السلطة! فخامة الرئيس سيعود نظام كتابة التقارير وتسقيط الشخوص! سيادة الرئيس العراق في ورطة والعراقي بدأ لايدري كيف يجب أن تدار الأمور! وهنا لاأقصد أمور الدولة! لا أبدا، بل شؤون وأمور حياتنا اليومية! فنحن في حيرة من أمرنا، فخامة الرئيس. لاتنقسموا، لاتنقسموا فلا يجدي ذلك الى الى ضعفنا فخامة الرئيس.
مقالات اخرى للكاتب