حكاية لطيفة عُشت احداثها منذ نعومة أظفاري بين عائلة أم جاسم وأبو جاسم يسكنان بالقرب من سكني منذ سنوات مثالان لطيب العلاقة واحترام أواصر الزوجية برغم ضيق اليد وضعف الحال يعيشان في قمة السعادة , لم نسمع صوت تذمر أو أشكالية حال يوما أبو جاسم منذ الصباح الباكر يغادر منزله ليعود لهم بعد غياب الشمس , سنوات من العمر مرت على هذه الشاكلة , فجأت مرض أبو جاسم بمرض عضال نُقل على أثره للمستشفى بجلطة دماغية أصابته أقعدته الفراش بضعة اشهر , لم تتمالك ام جاسم نفسها وهي ترى رفيق دربها وحلم صباها بهذه الحالة مسجى يبادلها النظر دون ان يكلمها تذرف الدموع وتنزوي بعيدا خجلة من الضيوف الذين يحيطون به , قرر الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية له , بمبلغ مالي كبير لاتستطيع العائلة توفيره , تبرع بعض ميسوري الحال من اقاربه وجيرانه ألاّ ان المبلغ لايكفي وضعت ام جاسم صرتها في جلست عائلية ضمت إخوانه وابناءه واقاربه امامهم قائلة هذا من خير ابو جاسم والآن يوم سداد دينه , أُجريت العملية بنجاح ليعود أبو جاسم لسابق عهده وأيام حياته, هذه الحكاية ذكرتني بما في بلدي الآن تجري احداثه وهو يمر بعجزا ماليا كبيرا في ميزانيته نتيجة لسؤالتخطيط وضعف المتابعه والتخبط في الأجراءات وتداخل الصلاحيات والضبابية في الصرف وهبوط سعر النفط والحرب المستمرة مع داعش والرواتب الكبيرة التي يتقاضاها البعض من ساسة العراق وضعت البلد في دوامة العجز المالي واختلال ميزان الصرف تسبب بتعطيل الكثير من المشاريع المهمة التي تنوي الدولة إقامتها , ندور حول بعضنا البعض ونحاسب انفسنا بضمير لم يمت وبروحية العراقي الأصيل والمدافع الحريص ونسأل النفس كيف الخلاص من هذا المأزق ؟؟ نعم هكذا يكون الأنتماء والتمسك بتراب الوطن الحل بسيط جدا وبين ايادينا فالكثير أغترف بهمجية وبعيدا عن محاسبة الضمير اموالا من ميزانية الدولة وتحت مسميات ليوظفها في حسابات خاصة بعيدا عن عين الرقيب في دول العالم تنوعت مشاريعها بين ابراج عاجية عالية ومصارف مالية وعمارات سكنية وملاهي ليليه واسواق مركزيه وشقق ومدن العاب بل ذهب البعض ليشتري نوادي رياضيه وأسهم من شركات عالمية ودور سكنية والكثير باع وظائف ورتب وفضائيين ومقاولات وقومسيونات وعضوية نواب ومجالس محافظات ووزارات وتجارة السحت الحرام ومارس الخطف لرجال اعمال وقتل العلماء واصحاب شأن وباع لوحات تسجيل وتمرير صفقات .. وعاش في بذخ السلطة وترف المميزات والقائمة طويلة , ساعة التوبة حانت وغسل العار جاء ونظافة اليد أتت لنراجع الذات ونحاسب النفس بذلك , الوفاء شجاعة والأيثار ميزه والأقدام أبداع فما الذي يمنعنا ان نأتي بأموال هذه المسميات التي ذكرناها و استحوذنا عليه زورا وبهتانا و نضعها امام قادة البلد ونقول لهم هذه الأموال من العراق وتعود للعراق مثلما غرفنا منه في ساعة خيره لابد من ان نقف له في ساعة عسرته وفرصة للتخلص من براثن الفساد وتطهير النفس من وساوس الشيطان , (صرة ام جاسم ) حان وقت فك عُقدتها لتضع الدواء على الداء. ويشفى البلد من فايروس مرضه ونعلن التوبة امام محراب البلد بنفس طاهرة زكية .... أستبعد ذلك فالشيطان تلبس بهم وروحية الشر سكنت في اعماقهم
مقالات اخرى للكاتب