ذات مرة .. أو يوم من أيام السبعينات من القرن ، حيث كنا شبابا يافعين وساخرين من كل شيء ، جرى الحديث بينا عن الطاغية صدام وعن جواربه التي يرتديها مرة واحدة ومن ثم يرميها أو بالأحرى يرمونها نيابة عنه إلى سلة الأوساخ ، فقال أحد الأصدقاء والذي كان يرتدي دوما جوارب مثقوبة وعتيقة بحكم فقره المزمن ـــ حاله في ذلك آنذاك كحال أغلب العراقيين ـــ بأنه لو يلتقي مع الديكتاتور الأرعن والبائد ، مصادفة ، سيترجاه طالبا منه أن يعطيه تلك الجوارب بدلا من يرميها في سلة الأوساخ ليهتف له هو بالمقابل ملوّحا بجوارب صدام :
ــ بالدم والروح أفديك يا صدام ..
وها أنا أتذكر ذلك الصديق الظريف والطريف ، وهو يخطر على بالي أثناء قراءتي خبرا عن" خرجية " رئيس الحكومة السيد نوري المالكي لهذه السنة والمثبتة في الميزانية الجديدة والبالغة (2.5 مليون دولار يوميا ــ هذا أن صح الخبر ) بطبيعة الحال نحن لا نعرف عما إذا كان السيد المالكي يرمي بجواربه يوميا إلى سلة الأوساخ بعد استعمال لمناسبة واحدة فقط أم لا ، ولا أنا ــ والحمد لله ــ بحاجة إلى جواربه تلك ، غير إنني مع ذلك أحسده على تصرفه الحر بكل هذه المبالغ الطائلة ، من ناحية واحدة فقط إلا هو : أن تكن عندي بضع مئات من دولارات فقط لا غيرها! ، وعلى شرط أن تكون فائضة عن الحاجة على صعيد المعيشة اليومية بالنسبة لي : لكي أصدر ــ على الأقل ــ مجموعة واحدة من مجاميع قصصي القصيرة العديدة أو بعضا من مجامعي الشعرية والمتربة في جراراتي العتيقة ..
أو أن أدفع نفقات تصميم موقع خاص بي مثلما أقترح عليَّ أو طالبني العديد من القراء الكرام .
ياللا !.. أقول مواسيا نفسي وأضيف !..
هذا الموجود يا أبو صوليح ... شنسوي ؟!!!..
كل مَن ونصيبه !!..
لا عجيبة ولا غريبة يا عيني يا حسيبة !!..