من المحزن انتشرت هذه الشعارات في معظم أو بأغلب الدوائر الحكومية التى اصبحت تحمل شعار نعم للفساد وبكل انواعه فسادا ماليا واداريا وحتى فى توزيع المناصب حيث لا يعين بها الشخص صاحب الخبرة والكفاءة والنزاهة من ابناء الثقافة العالية والمتخصصة مبتعدين عن شعار(الرجل المناسب فى المكان المناسب) بل تم توزيعها على الأحزاب والكتل السياسية والدينية من ذوى الشهادات المزورة (الأقربون أولى بالمعروف) وبعد كل هذا الفشل والخراب يرفعون شعارات النزاهة والشرف والشفافية.
لو كان فعلا يراد البدء في إعادة العراق للوضع الطبيعي، ونقول البدء وليس تحقيق ذلك فعلا، فإن أول ما يجب حدوثه هو محاسبة الحكومة السابقة التي جثمت على صدور العراقيين ثمان سنوات عجاف ومن هم معها على كل ما تم في عهدها من اعمال، على الضحايا الذين سقطوا على المقابر التي امتلأت، على المعتقلات التي اكتظت بالبشر دون ذنب من نساء وشيوخ وشباب وأطفال، على الأعراض التي انتهكت ، والدور التي هدمت ونهبت ، على المليارات وليس الملايين التي سرقت من ثروات العراق طوال تلك الأعوام ،وعلى الالاف من الفضائيين الذين كانت تصرف لهم اموالا طائلة دون وجه حق، ودون مخافة من الله ،اتضح انها تذهب لجيوب السياسيين، على تمزيق العراق إلى كيانات طائفية في الشمال ،والجنوب ،والوسط، قتلت كل شيء جميل ،ومفيد في العراق العظيم، على ربط العراق بمن يعادي العراق، والولايات المتحدة التي دمرت العراق دون سبب وبلا منطق وأعادته إلى القرون الوسطى، كل ذلك جرى بيد الحكومة السابقة ومن سبقتها ،وتسهيلا منها، فكيف يريد ألا تتم محاسبتها على تلك الجرائم، الكثيرون يجب محاكمتهم من السنة والشيعة، والأكراد الذين وضعوا أيديهم مع الحكومات السابقة، وساهموا في خراب العراق وسرقته وتمزيقه ،لانهم يعرفون بكل تلك الجرائم ، دون ان يحركوا ساكنا او يوقفوا التمادي بها، يعلموا بكل هذا الكم من الفاسدين الذين يسرقون باسم القوات الامنية والمسلحة، و تبين فيما بعد انهم فضائيون...ايها الساسة عندما يأتي الحديث عن الفساد المالي والاداري وتفشي الجريمة المنظمة والتواطؤ والانحياز والمحاباة وسرقة الثروات فعليكم بالصمت والانزواء افضل لكم من الحديث الغارغ عن الشرف والغيرة والوطنية المزعومة..!!
مقالات اخرى للكاتب