أن الفشل و عدم المهنية ، عندما يأخذان مداهما وطابعهما الكاملين والمطلقين ــ مثلما يحدث في العراق حالياــ فأنهما سينسحبان على باقي نواحي الحياة الأخرى للمرء الفاشل بحيث أنه سيفشل حتى بتصفيط الكذب المرتب والقابل للتصديق حتى ولو قليلا ..
و هذا الحقيقة المريرة لاحظناها حتى الآن في سلوكيات ساستنا ومسئولينا المتنفذين الفاشلين ، وقادتنا الأمنيين الفاشلين ونوابنا الفاشلين والكسولين اللاهثين والمشغولين بتنمية وزيادة امتيازاتهم وعقودهم ومقاولاتهم المشبوهة ، وهم ــ أغلبهم على الأقل ــ يكذبون كذبا " مخربطا " ومفضوحا بائسا ومضحكا ، بغية تبرير فشلهم الفادح والكامل هذا ..
فيقعون ــ طبعا عن بلادة وغباوة ــ في ورطة أعمق ومأزق أكبر ربما دون أن يلاحظوا ذلك مسبقا ..
فيما يلي غيض من فيض أكاذيبهم المخربطة والمضحكة فعلا :
( قال مصدر في مديرية شرطة الديوانية، في حديث إلى (المدى برس)، إن "الأجهزة الأمنية ألقت، اليوم، القبض على مدبر ومخطط تفجيرات الجمعة، (الأول من آذار 2013 الحالي)، في خلال عملية أمنية نوعية استندت الى معلومات استخبارية مؤكدة كشفت عن مكان وجود العقل المدبر لتلك التفجيرات
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ومنصبه، أنه "استنادا إلى اعترافات أدلى بها تقوم المديرية حاليا بوضع خطة أمنية واسعة لإلقاء القبض على باقي المنفذين"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل ) ..
فلاحظوا الفقرات التالية من النص المقتبس ( استنادا إلى اعترافات أدلى بها ) و (تقوم المديرية حاليا بوضع خطة أمنية واسعة لإلقاء القبض على باقي المنفذين ) ..
فها هنا الكذبة الصارخة والمهزلة الفادحة :
إذ كأنما " باقي المنفذين " سينتظرون بعد هذا التصريح ــ الذي ستذيعه عشرات فضائيات وإذاعات وتنشره عشرات جرائد ومواقع ــ كأنما سيبقون قابعين في بيوتهم بجلسة استرخاء وبنعاس لذيذ وأحلام وردية وزاهية ، انتظارا لإكمال "الخطة الأمنية الواسعة " لتأتي قوات " الأخ " القائد الأمني المخضرم بعد ذاك لتلقي القبض عليهم !!..
فأليس من أبسط ملتزمات ومتطلبات المهنية والاحترافية في المجالات الأمنية ( إذا صح الخبر الأنف الذكر ) هو السرية المطلقة ، و الانتظار لحين إلقاء القبض على " باقي المنفذين " بغية إغفالهم و مباغتهم في البداية ، ومن ثم التأكد تماما من عملية اعتقالهم كلهم ، وبعد ذلك يمكن التصريح للإعلام والصحافة إذا اقتضت الحاجة أو الضرورة ؟! ..
طبعا ........
هذا في حالة : إذا كان خبر عملية " اعتقال العقل المدبر للتفجيرات " في الديوانية صحيحا أو يحتوي على ذرة من المصداقية !!..
ففي النهاية لا يوجد هناك غير احتمالين فقط :
أولهما قد يكون هذا الخبر صحيحا غير أن مندسين في الجهاز الأمني يريدون إرسال تبليغ ل" باقي " المنفذين عبر الإعلام والصحافة ، لكي يهربوا قبل تنفيذ عملية الاعتقال بحقهم ، فهذا احتمال ضعيف جدا لأنه يوجد هناك جهاز النقال فهو الأسرع للقيام بالمهمة المطلوبة..
أما الاحتمال الثاني فهو الأرجح ويتعلق بمحاولة كذب ومفضوحة للتغطية على الفشل الأمني المزمن ، وهو الاحتمال الأقوى و أكثر واقعية من الأولى ..
مقالات اخرى للكاتب