ليس هنالك من شك بأن رئيس الوزراء العراقي ماض قدما في تطبيق سياساته الخاصة التي تمهد لعودته لولاية ثالثة، ويبدو واضحا انه يلتزم نهجا خاصا يتميز بالتعامل و التعاطي مع کل طيف او تيار بالاسلوب و النهج الخاص به، لکن مايميز هذا النهج الخاص للمالکي، انه يستخدم طريقة توجيه الضربات الى خصومه بطرق غير مباشرة، وهو يريد من خلال هذه الضربات إجبار خصومه على الانصياع لإرادته و مطالبه و الرضوخ لها.
الهجوم على الانبار بزعم الحرب على الارهاب، في حين أن العالم کله صار يدري أنها أشبه ماتکون بحرب ضد مکون من الشعب العراقي من خلال تشديد الضغط على قياداته السياسية و الدينية و الاجتماعية من خلال الاتهام بالارهاب او عدم السماع بالترشيح للإنتخابات النيابية او إتهامه بالفساد، أما الهجوم على الاکراد، فإنه يمسك بالعصا الاقتصادية و يحاول من خلاله إلهاء القيادة الکردية و جعلها في مواجهة الضغط الجماهيري المتصاعد ضدها بسبب قطع الرواتب لأکثر من ثلاثة أشهر، في الوقت الذي يعلن فيه المالکي في تصريحات صحفية ملفتة للنظر و غير مقنعة بالمرة بأنه لم يقم بقطع الرواتب، وکأنه يريد أن يقوم بإحراج موقف القيادة الکردية أکثر أمام الاکراد، أما مع التيارات الشيعية فإنه يقوم بتشديد الضغط و إستخدام نفوذه و صلاحياته بإستخدام القضاء و السلطات الاخرى المخولة له لکي يجبرهم على إتخاذ مواقف تتفق مع مصالحه و أهدافه. أما حربه الخاصة المعلنة منذ اول ولاية له ضد المعارضين الايرانيين في العراق، فيمکن إعتبارها حجر الزاوية و کلمة السر الخاصة التي أبقته لحد الان في منصبه، وهو يخوض حربه القذرة هذه تحت أغطية و مسميات متباينة يحاول تبريرها بمختلف السبل ولکن الحقيقة أنها حربا بالوکالة عن النظام الايراني يخوضها ضد هٶلاء المعارضين.
المالکي الذي بنى حساباته في کل هذه القضايا، على أساس معادلات و سياقات تتعلق و تعود کلها للنظام الايراني، يعتقد بأن الامور ستستمر به کما إستمرت طوال ولايتيه السابقتين، لکنه لايعرف بأن الاوضاع و الامور و المعادلات السياسية المصاغة في ضوئها لن تبقى على حالها وانما تتغير و تتطور تبعا لذلك، وان تطورات الاوضاع و تقلباتها و الاوضاع الحرجة و غير المستقرة للنظام الايراني و السوري، و التراجع الملحوظ الذي يمر به حزب الله اللبناني، بالاضافة الى الاوضاع السياسية الصعبة و المعقدة للمالکي نفسه، ستثبت و عن قريب بأن حساباته التي بناها في القضايا التي أشرنا إليها، ليست فقط خاطئة وانما أکثر من خاطئة و سيدفع فاتورتها عن قريب.
مقالات اخرى للكاتب