Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
العودة من قونية
السبت, آذار 5, 2016
حسين أبو سعود

قونية مدينة تركية فيها مرقد مولانا جلال الدين الرومي

تعودت كثيرا ان أقف طويلا امام بوابات المدن المقدسة ،قبل دخولها وبعد مغادرتها ، ووجدت روحي بعد اضطرابها المزمن تشتاق للانعتاق من صخب هذه المدينة والتوجه نحو ضريح مولانا جلال الدين الرومي المحاط بزهور قونية اليانعة وورودها الملونة، اشتهت روحي ان تطيل البكاء هذه المرة امام بوابة مدينة قونية حيث تجليات الأنقياء وصفاء دواخلهم ورقصهم الدائري حول نقطة الحقيقة كما الرقص العبثي للفراشات حول النار المعشوقة.
وصلت المدينة بين الظهر والعصر فصليت هذه المرة رقصا جمعا وقصرا، دورتان بذراعين مفتوحتين في كل مرة
انتشت روحي ونسيت بعض تعبها ووضعت هناك بعض أوزارها التي كانت قد أثقلتها .
اغتسلت سريعا في الجدول القريب وارتديت ملابس بيضاء بلا جيوب ولا أزرار .
ظننت انه من السهل ان اقتحم على مولانا خلوته ولم أدر بوجود أصول وأعراف يجب مراعاتها عند الورود على الصالحين منها الاستئذان ، فلمحت على باب حجرته امرأة حسناء فارعة بارعة ترتدي ملابس شفافة بلون السماء الصافية تكاد تظهر كل مفاتنها، عيناها بحران يلتقيان تحت حاجبين أسودين ساحرين وعلى أنف أقنى مرسوم بمهارة بين خدين كتفاحة شُقتْ الى نصفين ، والشفاه كرزٌ قُطفَ للتو في أوج الموسم والعنق يتسامى كأبريق فضة ، والشعر الكستنائي ينساب على الاكتاف كأنه شلال صغير، والجسد المكتنز يبهر حتى القديسين ويشغلهم عن التسبيح والصلوات.
نظرتْ إليَّ بغنج ودلال وهمست :ما الذي جاء بك؟
قلت اريد التشرف بتراب اقدام المولوي ، فسألتني عن ديني ومذهبي فقلت لها :انا مسلم سني العقيدة ،فدخلت هنيئة ثم خرجت ولم تأذن لي بالدخول فقلت بل انا شيعي المذهب ، فدخلت ثم خرجت دون ان تأذن لي بالدخول وفعلت ذلك عشرات المرات وانا أعدد لها المذاهب واحدا واحداً لعل احدها يروق للشيخ ويحظى بالقبول الحسن فيأذن لي بالدخول ولكن ذلك لم يحدث فعددت لها: اشعري ظاهري زيدي معتزلي سلفي حتى اكملت لها ثلاث وسبعين فرقة وزدت لها عشرا من المذاهب الجديدة، وفي المرة الاخيرة وكان اليأس قد تملكني تماما قلت لها : اخبري مولانا بأني مسلم ومذهبي الحب، وهنا قام الشيخ من رقدته فتهللت أساريره واحتضنني وقال بلهجة المعاتب: لماذا أجهدت نفسك بالمجيء إلينا؟
قلت: جئت لأتعلم العطاء من الزهور التي تحيط بقبرك واتعلم الغناء من البلابل والطيور التي حلت بفنائك جئت تلميذا يريد ان يتعلم مبادئ العشق الاخر.
فأشاح بوجهه عني قليلا ثم عاد وقال :اخرجْ الان الى الحسناء فهي لك فأقضي منها وطرك حتى تشبع ثم عدْ لي.
ملأ السرور قلبي وخرجتُ مسرعا وكانت الفتاة تنظر في البحيرة المقابلة تراقب منظر الغروب وتتأمل أسراب البط العائدة ، وضعتُ يدي على كتفها برفق بالغ فاستدارت وإذا بها شيخ كبير عليه سمات الدراويش يلبس الصوف الخشن تملأ التجاعيد وجهه الوقور، فتح ذراعيه مبتسما يريد ان يضمني الى صدره فدخلني في حينه خوف كبير وفزع عظيم ، فعدت الى المولوي مستنجدا من هول المطلع وسوء المنقلب وقلت له متوسلا: سامحني أيها القديس النقي التقي فأنا بشر قد غره الشيطان، فنظر إليَّ ملياً وقال : هيامك بالفتاة الحسناء حال الوصول كان سقوطا أولاً ، وخروجك مسرعا من عندي طمعا في وصلها كان سقوطا ثانيا، ولا مجال عندنا للسقوط الثالث، ثم كان حريا بك أيها الرجل ان تبحث عني في مدينتك دون الحاجة للمجيء وتجشم عناء السفر وطي المسافات الطويلة، وانت ان لم تجدني هناك فلن تجدني هنا وان وجدتني هناك ستجدني في كل مكان،
ابحث عني يا ولدي في قلبك.
تحول نظري عنه هنيئة ثم التفتُ فلم أجده كما كان ماثلا أمامي
بحثتُ عنه في قلبي فلم أجده أيضاً .
********
حتى وان تناءت اجسادنا، ستبقى نافذة بقلبي تطل عليك
ومنها أمدك بالرسائل الصامتة
تماما كما يفعل القمر(الرومي)
العشرين من يناير 2016

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46514
Total : 101