Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
فصل من جرائم البعث الصدامي الشوفيني .
الأحد, نيسان 5, 2015
جعفر المهاجر



يستذكر العراقيون الشرفاء هذه الأيام تلك الحملات الهستيرية الهمجية التي قام بها أزلام النظام الصدامي الفاشي ضد شريحة طيبة أصيلة مسالمة من الشعب العراقي هي شريحة الكورد الفيليين. هذه الشريحة الطيبة المسالمة التي عرفت على مر تأريخها الناصع المشرف بولائها المطلق للعراق ، وحبها وتفانيها وتضحياتها الجسام في الدفاع عن تربته الطاهرة رغم كل عمليات القهر والإستبداد والتعسف التي تعرضت لها منذ الإحتلال البريطاني للعراق عام 1921م وليومنا هذا. ويشهد الطابق الثالث من مديرية الجنسية العامة أبشع أنواع الإبتزاز والتمييز العنصري البغيض من أشخاص لايقيمون وزنا للكرامة الإنسانية . حيث يجد المواطن العراقي لوحة كتب عليها:
(قسم الأجانب ) ولا أدري بأي عرف وبأية شريعة يصبح الإنسان أجنبيا ولم يعرف أجداده لمئات السنين غير العراق وطنا .؟
لقد قام ذلك النظام الفاشي المقبور وأزلامه المجرمين القتلة بتهجير مئات العوائل العراقية بأطفالها وشيوخها وجردوهم من كل متاع حصلوا عليه بعرق جباههم طيلة أعوام طويلة، وصودرت منهم مستمسكاتهم العراقية وتم رميها على الحدود بين التلال وفي الوهاد لتصل منهكة جائعة وهي بين الحياة والموت بعد مسيرة ساعات طويلة على الأقدام لتصل بعدها إلى مخيمات مهترئة أعدتها لهم إيران. وقد مات العشرات من الشيوخ والأطفال في الطريق. لقد تم ذلك في ظروف الحرب وفي حالة غياب المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة هيومن رايس ووتش التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لآختفاء جندي صهيوني أوإعدام مجرم داعشي ذبح عشرات الضحايا .
لم ترتكب تلك العوائل ذنبا يذكر.وكان ذنبها الوحيد إنها كردية الأصل اولا وتعتنق المذهب الشيعي ثانيا. وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الصدامي الذي كان أبشع من شريعة الغاب . فتم تسفيرها إلى إيران في أشد الظروف الطبيعية قسوة بعد أن هجمت عصابات الأمن الصدامي على بيوتها وروعتها بعد منتصف الليل كما تهجم الضباع المتوحشة. ولم تمهلها سوى دقائق ولم يرحموا طفلا ولا امرأة حامل ولا شيخا طاعنا في السن وانتزعوهم من ديارهم عنوة، وزجوا بهم في شاحنات مكشوفة أعدت لهذا الغرض، وفي درجات حرارة متدنية، وبإشراف جلاوزة عتاة قساة تجاوزوا في قسوتهم على جنود الكيان الصهيوني . كل ذلك حدث بأمر مباشر من الطاغية صدام.
لقد بدأت تلك الحملات التهجيرية الظالمة ابتداء من أوائل نيسان عام 1970م واستمرت حتى عام 1979م حيث بلغت ذروتها في ذلك نهاية ذلك العام وبداية عام 1980م وتسببت بقلع أكثر من نصف مليون كوردي فيلي من جذورهم العراقية العريقة منذ الاف السنين . وكان تفجير الجامعة المستنصرية وإتهام الشهيد الضحية (سمير غلام ) بمحاولة إغتيال طارق عزيز. وهي الحجة التي فبركها النظام للقيام بتلك الحملة الهمجية. حيث خرج بعدها الطاغية صدام عبر شاشات التلفزيون ليهدد ويتوعد ويقول: (والله والله والله...وبحق كل ذرة في تراب الرافدين إن الدماء التي سالت في المستنصرية لن تذهب سدى.) 
وخلال ساعات قامت عصابات الأمن الصدامي بمحاصرة دار الحاج نورعلي والد الشهيد ،واعتقلت جميع افراد عائلته ، وصادرت اموالهم المنقولة وغير المنقولة ثم تم إعدام جميع أفراد العائله وعددهم 15 فردا ومن ضمنهم الطفلان الشهيدان وسام وامير حيث كان الاول بعمر ثمانية أعوام والاخر بعمرعشرة أعوام . 
هذا مادونه الكاتب (عبدالاميرحسين ملكي) في كتابه ( الأيام العصيبة.) وأكده المجرم المقبور فاضل البراك مدير الأمن العام زمن التهجيرات ورئيس جهاز المخابرات العامة فيما بعد والذي أعدمه النظام بكتابه الموسوم :
{المدارس اليهودية والإيرانية في العراق}. 
وقد نقل سعد البزاز في كتابه (الجنرالات أخر من يعلم) قول صدام في السبعينات عندما كان نائباً :
(أنه لايعرف العيش بدون صراعات وعندما لايبدو أن امامنا معارك معلنة اليوم فأن هناك معارك محتمة ستقع غداً. فمنذ أن علمنا الأستاذ ميشيل عفلق السير على هذا الطريق في العمل السياسي لم نعد نعرف العيش بدون صراع .. واذا كنت لاترى من جانبك معركة قادمة .. فأني أراها من المكان الذي أتطلع منه الى أنفسنا والعالم.. لكنني لا أستطيع أن احدد من أي اتجاه ستكون هذه الحرب الأتية .. أو ضد من ستقع. فعدم القدرة على العيش بدون صراعات قد تكون هي الدافع للتفتيش عن عدو أو حتى لصناعة العدو..وحادث المستنصرية يمكن أن يكون مثالاً من أمثلة صناعة العدو .
ففي ١-;- نيسان من عام ١-;-٩-;-٨-;-٠-;- أعلنت السلطة نجاة طارق عزيز نائب رئيس الوزراء من محاولة لاغتياله أدت الى أصابته بجروح وأدت كذلك الى جرح عدد من الطلاب والطالبات سرد الحادث فؤاد مطر نقلاً عن مصادر حكومية في كتابه :
Saddam The Man The cause and the Future 
إن أقسى أمر يتعرض له إنسان في هذه الدنيا أن يُنتزع من أرضه وداره قسرا بغير حق وتحت تهديد السلاح دون أي ذنب اقترفه سوى أنه ينتمي لقومية ومذهب معينين. وهذا العمل البربري الهمجي يعتبر بحق تطهيرعرقي بآمتياز و يتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية حيث أقرت الفقرة الثانية من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مايلي:
( لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان دون تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر دون تفرقة بين الرجال والنساء . ) علما إن العراق قد وقع على هذا الإعلان وداسه صدام وجلاوزته بأحذيتهم.
إن الجرائم التي ارتكبها حزب البعث الصدامي بحق الشعب العراقي عامة والكورد الفيليين خاصة تتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة قبل أن تتعارض مع الشريعة الإسلامية السمحاء التي ساوت بين جميع المسلمين من خلال قول رسول الله ص أن ( لافضل لعربي على أعجمي ألا بالتقوى ) و( المسلمون سواسية كأسنان المشط).
لقد كان الشباب يعزلون ويساقون ألى أماكن مجهولة إيغالا في التنكيل العنصري ولا يعرف مصيرهم حتى هذه الساعة . وقد بلغ عددهم أكثر من 20 ألف شاب غيبهم ذلك النظام الفاشي في زنزانات الموت ثم آختفت آثارهم إلى هذا اليوم. 
لقد كان الشخص الفيلي محروما طوال حياته من كل حقوق المواطنة تحت نير الحكم الصدامي . وما أن يكمل مرحلة الدراسة الإبتدائية حتى تبدأ المضايقات والمتابعات الأمنية له . فهو (مجرم ) في نظر النظام بدون أن يرتكب أي ذنب. وإذا حصل على ماتسمى (شهادة الجنسية العراقية ) بشق الأنفس وبعد مراجعات طويلة شاقة تُذيل بكلمتي: 
(التبعية الإيرانية ) ومعنى ذلك إنه يحرم من كافة حقوقه كعراقي. حتى شهادة سياقة السيارة فإنها ممنوعة عليه. وتبقى ذريته من بعده تحمل صفة ( التبعية الإيرانية ) إلى يوم يبعثون. وهذا مالم يقم به حتى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا آنذاك. 
لقد عاث أوغاد البعث في الأرض فسادا في تجربتين للحكم في العراق أولها في ذلك الانقلاب الدموي الأسود يوم الثامن من شباط عام 1963م حيث تم القضاء على قادة ثورة 14 تموز العظيمة التي أخرجت العراق من النفوذ الأجنبي وقتل الحزب الفاشي آلاف المواطنين وزج آلافا أخرى في سجونه الرهيبة وقتل الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم وضباط ثورة الرابع عشر من تموز وأخفيت جثامينهم الطاهرة، وترك الزعيم الدنيا ولم يملك أو يترك من حطام الدنيا شيئا. 
ثم عادوا للمرة الثانية في 17 تموزام 1968م بعد تخطيط غادر مع عبد الرزاق النايف وإبراهيم الداود .
ويسرد الصحفي حمدي لطفي في مجلة المصور في تحقيقه الصحفي خلال زيارته بغداد قصة الانقلاب فيقول : (ان الانقلاب كان أسهل من شربة ماء حيث تولى ابراهيم الداود قائد الحرس الجمهوري والذي أصبح وزيرا للدفاع بعد الانقلاب السيطرة على القصر الجمهوري كل ما فعله كان شيئا بسيطا فقد جعل مدفعية الدبابات تستدير نحو القصر وكان عبد الرزاق النايف يقوم بالقيادة. والسيطرة.) وقد قابل الشعب العراقي انقلاب 17 تموز بالقلق البالغ وعدم الارتياح، بسبب التاريخ الدموي للبعثيين عندما جاءوا إلى الحكم إثر انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963، واغرقوا البلاد بالدماء، واستباحوا حرمات المنازل، وزجوا بمئات الألوف من الوطنيين في غياهب السجون، ومارسوا أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي ضدهم، وفصلوا عشرات الألوف من أعمالهم، ووظائفهم، ومدارسهم، وكلياتهم، وصفوا كل مكاسب ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة. 
وفي الوقت نفسه شعر البعثيون بالضعف، بسبب ابتعاد جماهير الشعب عنهم، ودفعهم خوفهم من فقدان السلطة إلى اللجوء إلى الأساليب الوحشية والعنيفة لإخافة القوى العسكرية والسياسية، ومنعها من القيام بأي تحرك ضد سلطتهم، وقد توجوا عملهم ذلك بحملة إعدامات وحشية لعدد من المواطنين، بتهمة التجسس للأجنبي وتعليقهم بصورة وحشية في ساحة التحرير، فقد أعدم البعثيون 29 ضابطاً وضابط صف رمياً بالرصاص، بالإضافة إلى 12 مدنياً أُعدموا شنقاً. 
كما أقدم البعثيون على إعدام 77 ضابطاً، في 7 شباط 1969، بتهمة الاشتراك في محاولة انقلابية مزعومة بقيادة الزعيم الركن عبد الغني الراوي، شريكهم في جريمة انقلاب 8 شباط 1963، والذي تمكن من الأفلات والهرب إلى إيران. 
لقد جرت حملة الإعدامات تلك، بعد محاكمات صورية سريعة، من قبل طه ياسين رمضان الملقب بالجزراوي، ولقبه الشعب العراقي بالجزار، وبمعيته عدد من أعضاء القيادة القطرية للحزب، وجميعهم لا يحملون أية صفة قانونية، وخلال دقائق معدودة كانت المحاكمات تجري وتصدر أحكامها، وتنفذ الإعدامات بالضباط المتهمين بالمحاولة الانقلابية المزعومة، وقد ظهر بعد ذلك أن العديد من أولئك المعدومين ثبت عدم تورطهم بأية محاولة انقلابية، وتم إرسال رسائل اعتذار إلى ذويهم.!!! 
وبصرف النظر عن صحة أو كذب وقوع تلك المحاولة، فقد كان هدف البعثيين إفهام القوى السياسية والعسكرية أن حزب البعث سوف يضرب بيدٍ من حديد كل من يفكر بالتصدي لحكمه، أو معارضته. وتمت محاولتا إغتيال لقتل عبد الرزاق النايف فشلت في الأولى حيث جرحت زوجته ونجحت في الثانية في لندن وإبراهيم الداود يعيش منفيا في الأردن ثم السعودية ويكتب مذكراته عن الغدر البعثي الصدامي حيث يقول في مقطع من هذه المذكرات الطويلة:
(كان ذلك في 30 تموز يوليو 1968. نفذت قيادة البعث قراراً كانت اتخذته قبل يومين من استيلائها على السلطة في 17 من الشهر نفسه حيث دخل صدام حسين وصلاح عمر العلي بالرشاشات الى مكتب الرئيس احمد حسن البكر. وشهرا السلاح في وجه رئيس الوزراء عبدالرزاق النايف ودفعاه الى المنفى. وفي اليوم نفسه ابلغ عضو مجلس قيادة الثورة وزير الدفاع الفريق الركن ابراهيم الداود خلال وجوده في عمان، بتجريده من كل مناصبه. حاول العودة عنوة فهددوا بإسقاط طائرته ودفعوه الى المنفى. )
ويقول طارق الأيهمي في مذكراته : 
(إذا كنت قد قرأت تأريخ العراق، لا تستغرب بما يحدث اليوم على الساحة العراقية من أحداث دامية، ذهب ضحيتها آلاف إن لم نقل ملايين من الشعب، بسبب رعونة وغباء البعض من هم تصدروا لقيادته، والمأساة الذي يعيشها العراق اليوم، لا تقل بكثيرٍ عما كان يعيشها بالأمس، هذا ما سوف أستشهد به من خلال ما سأنتقيه من مذكرات شخوص كانت لهم قيادات رئيسية في البلد، ومهمة هذا البحث، هي الوقوف على حقيقة من بذروا بذور الطائفية في جسد المجتمع العراقي.
كان موسم زرع تلك البذور نهاية عقد الستينات وبداية عقد السبعينات،عندما بزغ فجر اليوم الأسود من تموزعام 1968، وخرج زبانية البعث من جحورهم، فقادوا انقلابهم الأسود فجر السابع عشر من تموز، وتسلطوا على رقاب الشعب، وسأذكر مقولة لوالدي رحمه الله صبيحة ذلك اليوم المشؤوم حال سماعه نبأ تغيير سلطة عبد الرحمن عارف رئيس العراق عن طريق اتصالاته المباشرة مع أحد قادة ألانقلاب وكان صديقه الحميم وجاره الودود إبراهيم آل داود، وكانت نص مقولته يرد بها على صديقه الحميم أثناء المحادثة وهي الآتي:
(لقد وضعتم أنفسكم وإيانا بموضع الحرج مع شعب لا يستحق ما سيفعلونه به من هلاك لا يعلمه إلا الله، لماذا هذا التحالف مع صبية معلوم تأريخهم لدينا والمقصود بالصبية حزب البعث وعلى رأسهم أحمد حسن البكر وصدام حسين وبطانته ، فكان رد إبراهيم الداود على ما قاله والدي فيه شيء من الانفعال والعصبية (لا سبيل لنا لإنقاذ العراق لما يعاني من إضطرابات سياسية إلا في هذا التحالف .) فأجابه الوالد:
(أبارك لكم والعراق لما سيناله من دمار، لكن أوصيك بأن تأخذ وصحبك الحيطة والحذر، مِنْ غدر مَنْ حالفتموهم .) ولم يمض على مقولة هذه الوصية سوى ثلاثة عشر يوما، حتى تمت تصفية إبراهيم آل داود ونخبة الأشراف بإبعادهم عن العراق، وعاشوا مهجرين إلى يومنا هذا.)
في وقد بعثت زوجة عبد الرزاق النايف برسالة إلى صدام تقول في جزء منها:
( لابد لهذا الليل من آخر وان هذه الغمة التي خيمت على العراق ستنقشع إن عاجلاً أو آجلاً وسيؤخذ الظالمون بالنواصي والإقدام حيث لا ينفع الندم، ولات ساعة مندم ولقد عرف الشعب العراقي ألوان الطغيان وشهد عدداً من الطغـــاة، ولكن مصيرهم كان جميعاً المهاوي السحيقة تلاحقهم اللعنة إلى أبد الآبدين وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وختاماً لا بد لي من القول ان توجيه الرصاص على امرأة بريئة لغرض قتلها لا يتفق مطلقاً مع شهامة ونخوة شعبنا العربي، ولكن ما العمل وكل ما استطيع أن أعبر عنه الآن اقتدي بقول الشاعر:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وان أنت أكرمت اللئيم تمردا
لمياء النايف.
مديرة مدرسة سابقاً
زوجة عبدالرزاق النايف.
رئيس وزراء العراق السابق. 
ومن الأمور التي يجب أن نتوقف عندها إن بعض أعضاء مجلس النواب العراقي الحالي مازال يطلق أسم ( حزب البعث العربي الأشتراكي )على هذه العصابة ويطالب بعودته إلى الحياة السياسية. وما هو إلا منظمة سرية فاشية عنصرية قامت بجرائم منكرة تستهجنها حتى وحوش الغاب ولم يرتكب جرائمه أشد قطاع الطرق وحشية ودموية وهمجية. فأي بعث وأية اشتراكية هذه التي تثير قرف واستهجان واحتقار كل إنسان حر شريف في هذا العالم ؟ ولا يمكنني أن أتصور أن إنسانا يملك ضميرا حيا، وعقلا راجحا وله مصداقية مع نفسه ومجتمعه ويميز بين الحق والباطل ويتجاهل تلك الجرائم الوحشية التي ارتكبها هذا الحزب الفاشي الدموي بحق الكورد الفيليين وستبقى تلك الجرائم النكراء وصمة عار كبرى على جبين مرتكبيها على مر التأريخ.
إن تلك الجرائم النكراء سيتناقلها العراقيون جيلا بعد جيل لا يمكن أن يسدل عليها الستار من خلال مقولة (عفا الله عما سلف) التي آستغلها هذا الحزب الفاشي للعودة إلى الحكم من جديد وآستعمال نفس أساليب البطش التي آستعملها عبر تأريخه الأسود. وأخاطب الذين يدافعون اليوم عن هذا الحزب الفاشي أي نظام عنصري في العالم تجرأ واستولى على بيوت مواطنيه وممتلكاتهم وغيب شبابهم وهجرهم في أقسى الظروف إلى دولة مجاورة بحجة التبعية الإيرانية؟ وهل ترضى القيم والمثل والأخلاق العربية التي طالما تتمشدقون بها تلك الجرائم الوحشية ؟ وأين أنتم من الأخلاق العربية الأصيلة التي تكرم الضيف وتغيث الملهوف ؟ ومن الذي أعطى الحق لنظام فردي غاشم قفز إلى السلطة في ليلة ظلماء لكي يوزع شهادات الوطنية على مواطنيه ؟ 
ومن شر البلية أن ترتفع أصوات هؤلاء السياسيين الذين طالما تمرغوا على أعتاب ذلك النظام الفاشي المقبور، وآشتركوا في موائده المحرمة. يدعون إن المصالحة الوطنية لاتتم إلا بإلغاء قانون المساءلة والعدالة .وضحاياه من المحظوظين مازالوا يعيشون في مخيمات نائية لاتليق بالبشر إذا لم يغيبوا في المقابر الجماعية المنتشرة في مجمل مساحة العراق الجريح . وهناك من أزلام النظام المقبور اشتروا المصانع والشقق المفروشة في دول الجوار، ويتمتعون بأموال سرقوها من قوت الفقراء ويرفعون عقيرتهم من فضائيات فتحت لهم أبوابها على مصراعيها ليهددوا ويرعدوا ويزبدوا بأنهم سيستولون على الحكم بالقوة كما فعلوا في المرات السابقة وقد وضعوا أيديهم بأيدي عتاة المجرمين من القاعدة وداعش وغيرها وأوغلوا في الدم العراقي البريئ، وسفكوا دماء العراقيين ، وأخذوا يلقبون أنفسهم ب ( حزب العوده ) ولم يعتذروا يوما عن جرائمهم السابقة لابل زادوا على جرائمهم جرائم أخرى أشد هولا وفضاعة من جرائمهم السابقة وهناك من يطلق عقيرته بحجة إنهم ( كوادر علمية ) ألا بئس لتلك الكوادر العلمية التي تلطخت أياديها بدماء الأبرياء. وهل الذين منحت لهم الألقاب العلمية مجانا من قبل ذلك النظام لقاء عمالتهم له على حساب المسحوقين هم من الكوادر العلميه أيها المنافقون؟ والأدهى والأمر أن تطلق هذه الدعوات اليوم من أعضاء يحضرون كل ستة أشهر مرة واحدة ألى قاعة البرلمان ليحيكوا دسائسهم ويشاركوا في تعطيل كل قانون يصب في صالح الشعب العراقي، ويتقاضون عشرات الملايين من الدنانير شهريا ولهم الكثير من الإمتيازات لاتتوفر لرؤساء دول وضحايا ذلك النظام مشردون في المنافي ومنهم الأطباء والعلماء الأدباء والكتاب والشعراء. أليست هذه مصيبة كبرى يادعاة المصالحة مع القتلة والمجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وما زالوا سادرين بغيهم وسلوكهم الهمجي العدواني ؟ 
أن الجرائم التي ارتكبها سيدكم المقبور وحزبه الفاشي قد مضى عليها زمن طويل في نظركم ويجب أن تسقط .!!
أقول لكم ويقول لكم كل مواطن عراقي شريف :
أن حزب البعث الفاشي لايختلف في عنصريته ودمويته وإجرامه عن الحزب النازي في ألمانيا ولا عن الحزب الفاشستي في إيطاليا أبان الحرب العالمية الثانية ولا عن الخمير الحمر في كمبوديا ولا عن التوتسي في رواندا ولا عن عتاة الصرب في يوغسلافيا السابقة ولا عن الصهاينة وجرائمهم في فلسطين وغزه ولا عن الجنجويد والبشير وعصاباتهما في دارفور سواء آعترفتم بذلك أم لم تعترفوا. 
إنني عندما أدون هذا الكلام ليس حبا في الانتقام أبدا لكن أقول وبملء فمي ومن كل قلبي إن كل إنسان بريئ إنضم إلى حزب البعث الفاشي من أجل الحصول على لقمة العيش له ولعائلته ولم يرتكب جرما بحق أحد يجب أن يعيش حرا كريما في وطنه بعيدا عن أية إساءة له بعد أن ضيق دهاقنة ذلك الحزب وصنمه الخناق على الناس وأجبروا الآلاف المؤلفة على الانتماء له مقابل رغيف الخبز. ولكن العقاب فرضه الله على كل المجرمين ، ويجب أن يناله كل من سفك الدماء دون وجه حق ولا يمكن أبدا فتح صفحة جديدة مع أيتام العهد الصدامي المجرمين ليرتكبوا المزيد من الجرائم بحق الشعب العراقي المظلوم تحت الشعار المهلهل الباهت (عفا الله عما سلف ) والذي تحول إلى وبال وكارثة كبرى على الشعب العراقي من يوم أطلقه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم الذي كان ثمنه الباهض حياته وحياة مئات الآلاف من أرواح العراقيين وإلى هذا اليوم الذي مازالت فيه دماؤهم تنزف. لقد إستبشر الكورد الفيليون بعد سقوط الصنم في 9/ 4/2003 ولكن مازال المواطن الفيلي يعُامل كأجنبي له شعبته الخاصة في مديرية الجنسية العامة.وقانون الجنسية الجديد رقم (26) لسنة 2006 ما هو إلا إستنساخ طبق الأصل في بعض جوانبه وتطبيقاته عن سلفه.وعندما أعيد تجنس المُهجرين أطلق عليهم تسمية (حالات التبعية الإيرانية) لترسيخ مفهوم كونهم أجانب وليس عراقيين أصلاء.!!!
والذي يؤلم أكثر إن بعض مايسمون أنفسهم ( قادة ) لهذه الشريحة المظلومة إنخرطوا في عملية جني المكاسب الشخصية، ونسوا قومهم أسوة بغيرهم من السياسيين الذين أصيبوا بهذا المرض. وربما ستمر أعوام طويلة وحال الكورد الفيليين يبقى كما هو نتيجة الصراعات السياسية التي أغرقت الساحة العراقية بالكثير من الزبد. 
لقد كان الحقد الشوفيني البعثي الصدامي أسودا ورهيبا تفوق على كل الأحقاد الشوفينية العنصرية في العالم على مر التأريخ وهذه حقيقة ناصعة لاتشوبها شائبة يقر بها كل منصف وشريف شهد جانبا من تلك الحملات الظالمه بأم عينيه وكنت أحدهم.
بسم الله الرحمن الرحيم :
(وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.) - البقرة 179 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4492
Total : 101