Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أبناء فيكتوريا
الأحد, نيسان 5, 2015
انعام كجه جي

في ليلة من خريف 1936، وصل إلى كلية فيكتوريا في الإسكندرية معلم بريطاني يدعى المستر غريفيث لكي يعمل مدرسا للرياضيات فيها. ولم يكن مديرها متفرغا لاستقباله فبات ليلته الأولى في غرفة احتياطية تابعة للمدير. ولسبب ما، استيقظ ليلا وأصابه الفزع حين خيل له، على ضوء القمر، أن الستارة تتحرك وكأن شخصا يتخفى وراءها وقد برز طرف حذائه من أسفلها. وقام غريفيث وأزاح الستارة فلم يجد لصا بل رأى ساقا من الخشب ترتدي جوربا وحذاء لامعا. إنه الطرف الصناعي للمدير رالف ريد، أشهر الذين تعاقبوا على إدارة ذلك الصرح التعليمي الفريد. وكان التلاميذ يعرفون بقدومه من طرقات ساقه الخشبية على الأرض.
تروي الحكاية زميلتنا داليا عاصم، مؤلفة كتاب جديد صدر عن منشورات «جداول»، يستعيد تاريخ كلية فيكتوريا التي تأسست في الإسكندرية أوائل القرن الماضي واشتهرت بـ«صناعة» الملوك والأمراء والمشاهير. وبالإضافة إلى الأمراء العرب الذين تولوا، فيما بعد، الحكم في الأردن والعراق والسعودية، درس فيها ملك اليونان قسطنطين وصوفيا ملكة إسبانيا وسلطان زنجبار وأولياء عهود إيطاليا وألبانيا وبلغاريا. كما كان من بين طلاب فيكتوريا شخصيات لعبت، فيما بعد، أدوارا سياسية واقتصادية وثقافية بارزة، مثل الكويتي علي الخليفة الصباح والعراقي عدنان الباجه جي والأردني زيد الرفاعي والمصري منصور حسن والسعوديين كمال أدهم وعدنان خاشقجي والسوداني الصادق المهدي والكويتي ناصر الخرافي واللبناني إدوارد عطية والفلسطيني إدوارد سعيد واليوناني جورج أنطونيوس صاحب كتاب «نهضة العرب». كما درس في فيكتوريا فنانون كبار أمثال الرسام محمود سعيد، صاحب المتحف الذي يحمل اسمه، والمخرجين يوسف شاهين وتوفيق صالح وشادي عبد السلام والممثلين أحمد رمزي وميشيل شلهوب الذي اشتهر باسم عمر الشريف. وقد كان سمينا في صغره فعاقبته والدته بتسجيله في كلية فيكتوريا لكي تنتظم وجباته ويمارس الرياضة. فالكلية لم تكن مؤسسة جامعية كما قد يوحي اسمها، بل مدرسة يتعلم تلاميذها وطلابها المواد المقررة وبجانبها فنون التمثيل والكشافة والرماية والسباحة والكريكيت وركوب الخيل وألعاب القوى وكرة المضرب. ويتلقى مهارات الزراعة والنجارة وتربية النحل.
جاءت الإدارة بأفضل خريجي الأزهر لتدريس اللغة العربية للتلاميذ. لكن كان ممنوعا عليهم التحدث بها خارج الفصل. إن الإنجليزية هي لغة فيكتوريا. ومن يُضبط يتكلم بالعربية يدفع غرامة تخصم من مصروفه الأسبوعي الذي لم يكن يزيد، في منتصف القرن الماضي، على 25 قرشا. وبحسب الكتاب فإن المسز كوك، المسؤولة عن توزيع المصروف، خصمت من التلميذ الأمير فيصل بن عبد العزيز آل سعود جنيها كاملا لأنه كان أكثر الطلاب تحدثا بالعربية.
ثم تغيرت الأمور وحدثت ثورة صغيرة في فيكتوريا، أواسط الأربعينات، حين تجرأ التلميذ منصور حسن، رئيس المجلس الاستشاري المصري بعد ثورة 25 يناير، على دعوة زملائه المسلمين للصلاة، وكان عمره يومذاك 11 عاما. وهو روى للمؤلفة أنهم كانوا يصلون في ركن من ملعب كرة القدم. ولم تعترض الإدارة، أول الأمر، لأن عدد المصلين كان قليلاً. فلما زاد العدد كان لا بد من التصرف لمواجهة الموقف، خصوصا أن منصور ورفاقه كسروا دوام الجمعة وغادروا المدرسة سيرا على الأقدام للصلاة في جامع قريب. وقد ذُهل أهالي الإسكندرية وهم يرون طلاب فيكتوريا بلباسهم المميز يتوجهون إلى الجامع. أما الناظر مستر باريت فكان حكيما رضخ للأمر الواقع وقرر أن تتوقف الدراسة يوم الجمعة وخصص حافلة لنقل التلاميذ إلى الصلاة باعتباره المسؤول عن سلامتهم.
يقول لنا الكتاب إن فيكتوريا جمعت طلابا من 44 جنسية، صهرتهم في مرجل تعليمي لا يتوقف عند الفوارق العرقية أو الدينية أو السياسية. وكانت هناك طائرة من نيجيريا تحط في مطار النزهة، أول كل سنة دراسية، تنقل أبناء العائلات الكبيرة أو أصحاب مناجم الذهب. إن الجميع «فيكتوريون». وبينهم اليوم شيوخ تلتمع أعينهم ببريق الشباب حالما يذكرون اسم مدرستهم وأيامهم في الإسكندرية.
تتساءل المؤلفة: «هل هؤلاء قلة أُتيحت لها فرصة نادرة للحصول على تعليم لا مثيل له في الشرق الأوسط؟ هل قامت كلية فيكتوريا بعمل غسيل مخ لهم لكي يصبحوا تابعين لكل ما هو بريطاني أم أنهم كانوا أكثر وطنية وحاربوا بريطانيا العظمى بأسلوبها؟ الجواب مبثوث في 360 صفحة من الكتاب وملحق الصور النادرة في نهايته.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48577
Total : 101