واخيرا سقط حكم الاخوان , بعد عناد واصرار على البقاء , بالضد من الارادة الشعبية الرافضة بشكلها العارم والواسع لسلطته الطاغية ,, ومحاولا التشبث بكل الوسائل والطرق , بما فيها ان جبرائيل نزل ليتظاهر لدعم شريعة مرسي , وحثه على البقاء في الحكم بامر الله تعالى , لكن هذه المهاترات , لم تمنع هدير الشعب الغاضب في الميادين والمدن , وقوة ومتانة ارادة الشعب , اجبر على التنحي والسقوط . وبذلك عم الفرح والابتهاج , بانتصار انتفاضة الملايين , بعد ايام من الطوفان البشري , الذي احتل المدن والشوارع والساحات , وهي تسجل اول بادرة جماهيرية في تاريخ مصر , وعند لحظة اعلان السقوط عمت بشائر النصر , باطلاق الالعاب النارية في ميدان التحرير وميادين اخرى , ابتهاجا بالنصر الحاسم على حكم الاخوان , فقد تحررت مصر من قبضتهم , ومن سجنهم واسرهم . لقد تحررت مصر من خاطفيها , الذين ارادوا تعليبها وتدجينها في قوالب دينية سلفية واخوانية , وبدأت تدخل مرحلة جديدة , بطي صفحة حكم الاخوان وبدخول في انعطافة تاريخية , تبرهن وبشكل قاطع , بان الشعب اذا قرر وحسم امره باعادة كتابة التاريخ بقلمه وازاحة حكم الطغاة الفاسدين , فانه سينتصر لامحالة , مهما كانت قوة وجبروت الطغاة , مهما تمادوا وتطاولوا تجبروا بسد الابواب والنوافذ وبخنق روح الشعب , فان الانتصار دائما مع الشعوب الحية والمنتفضة على الظلم والطغيان والفساد , , انتصرت مصر وبدأت تتنفس هواء الديموقراطية والحرية , وعاد الربيع الى ريحانته الحقيقية , وانتهت حالة التمزق والانقسام والفرقة والاحتقان والتطاحن على الغنائم , انتهى عهد الاسود الشؤوم , وبدأ عهد سلمية الصراع السياسي في اطاره الديموقراطي , وبدأ عهد الرجل المناسب في المكان المناسب لرسم خارطة المستقبل .. لقد هب المارد المصري وانتصر بفرض ارادته الشعبية . . فمتى ينهض المارد العراقي , في ازاحة الظلام والعتمة والظلم , الذي يخيم على الوطن , باجهاض حقوق الشعب المشروعة , في الحرية والديموقراطية والمستقبل المشرق , الذي يحقق العدالة الاجتماعية ,والحياة الكريمة في بلد الخيرات والعطاء والخصب , , متى ينهض المارد العراقي بصرخته المدوية ليقول لا للفساد , ولا للنهب والاحتيال , لا للمتاجرة في الدين لمأرب ضيقة فئوية وحزبية , لا لمحاربة في الرزق ولقمة العيش في سبيل تهريب الاموال الى الخارج , لا لسحت الحرام , لا لتدخلات الاقليمية في الشؤون الداخلية , والتي تؤجج النزاعات وتعمق الازمة السياسية , لتسكب الحطب والزيت على النيران الطائفية , التي فرقت وقسمت ومزقت الوحدة واللحمة الوطنية , وباتت تهدد باشعال نار الفتنة في اية لحظة , , متى ينهض المارد العراقي ليضع النقاط على الحروف , ألا يكفي معاناة عشرة اعوام عجاف , ضاق بها الشعب الاهوال والمصائب والمحن , وخلق جوقة من الانتهازين والمنافقين والوصولين , الذين يبدلون جلودهم حسب المناخ السياسي , , انهض ايها المارد العراقي , انها ساعة النهوض لتنقذ الشعب من الواقع المرير والمأزوم , انهض انها ساعة عودة هوية الوطن المخطوفة في سراديب الطائفية , لتعيد وجه الوطن الحقيقي بالاخاء والمحبة والتعاضد والتعايش في صفوف طوائفه وقومياته , , انهض لقد طفح الكيل ونفذ الصبر , ولم يعد الانتظار إلا الانتحار..