حينما تتعرض بلداننا الى هجمة همجية تتبين معادن الرجال والنساء أيضاً لما يقومون به من أدوار وطنية تقدح فيها شرارة النضال و التحمل والتقدم نحو النصر , وقد تجلت في خاطري الكثير من الأسماء التي كان لها أدوار في قدح الروح الوطنية وبثها بين أبناء الشعب وقت المحن والشدائد , وقد ظهـرت أسماء ساهمت في نضالات شعوبنا العربية بأغانيها الوطنية , ففي عراقنا ظهرت أصوات طالما تغنت بالشعب وأمانيه , ومنهم على سبيل الذكر الفنان الكبير جعفر حسن ومن أغانيه التي أحببتها وأنا شاب يرنو الى وطن حر وشعب سعيد " يا أطفال كل العالم يا حلوين" و " لا تسألني عن عنواني في كل العالم عنواني " وكذلك الفنان الكبير الملحن كوكب حمـزة بألحانه الشجية المملوءة بالروح الثورية و لا أنسى صديقي وإبن مدينتي فنان الشعب الراحل فؤاد سالم الذي غنى لشعبنا منذ أن شب عن الطوق وأبتدأ طريقه نحو الفن بصوته الجميل فلطالما أبكتني أغانيه الوطنية " دكيت بابك يا وطن " وأنا في بلاد الغربة وكذلك أغانيه الملتزمة الأخرى "يا الرايح لبلادي أخذ عيوني تشوف بلادي" , وإذا خرجت بعيداً أذكر أغاني الفنان اللبناني الكبير ميشال خليفة وأغانيه الثورية الرصينة من مثل " مرفوع القامة أمشي" وغيرها وأذهب الى أرض الكنانة لأسمع أغاني الفنان الملتزم عدلي فخري و لا أنسى أغاني الشيخ أمام مع صديقه الراحل الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم ومن قبلهما كانت بعض أغاني العمالقة محمد عبد الوهاب والسيدة أم كلثوم و عبد الحليم حافظ كانت تؤجج المشاعر وتبث روح الثورة أثناء الحرب مع العدو الصهيوني وحينما أذهب الى بلد آخر أرنو بنظري الى تونس بشاعرها الكبير الراحل " أبو القاسم الشابي" بشعره الثوري الذي يردده الجميع في بلداننا العربية وبيت شعره المعروف " إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر " وأبقى في تونس الخضراء لأستمع الى بعض أغاني الفنان الرائع لطفي بوشناق وما دمت أذكر الشعراء لا يفوتني أن أذكر الشاعر الراحل محمود درويش وسميح القاسم وتميم البرغوثي والراحل معين بسيسو والراحل عبد الرحيم محمود قبلهم ببيت شعره الرائع "سأحمل روحي على راحتي وإلقي بها في مهاوي الردى.. أما حياة تسر الصديق أو ممات يغيظ العدى" , أعود الى لبنان لأقف طويلاً خاصة في هذه الأيام العصيبة حيث تتعرض بلداننا الى هجمات إرهابية سواء في سوريا أو لبنان أو العراق أو تونس واليمن وليبيا من قبل الإرهاب التكفيري المجرم أو الى غـزة حيث تتعرض الى هجمة بربرية صهيونية تحت أنظار كل العالم وتشجيع ودعم أمريكا وأوروبا وصمت العالم العربي والإسلامي وجبن الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون يُقتل فيها المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ حيث يُدمِّر العدو البيوت على ساكنيها والمستشفيات على رؤوس مرضاها والمدارس – الأنروا التابعة للأمم المتحدة- على رؤوس اللائذين بسقفها , وهنا يبرز صوت ثوري يبعث روح الحماس ويعطي الأمل بالنصر الأكيد والثبات على الحق وهو صوت الفنانة جــولـيـا بطـرس , بصوتها المجلجل والذي سمعته منذ سنوات وهي تغني عن جنوب لبنان بعد إحتلال العدو الصهيوني له وتدنيسه فكانت أغانيها " يا جنوب" و " غابت شمس الحق" تجعل الأرض تحت أقدام المقاومة ثابتة وشجاعتهم رائعة و هاهي اليوم وأنا أسمعها وهي تشدو " الحق سلاحي " بصوت ثوري وطني , تجعلني أتمنى أن أكون مقاتلاً ضد العدوان وحامياً للأطفال والنساء والأرض والعرض , نعم هذه الفنانة الرائعة وصوتها الجميل وأغانيها الوطنية الثورية يجعلها أيقونة في عالم الفن الثوري الملتزم , كلما أطلت هذه الأيام وغزة تحترق على أيدي التتار الصهاينة بأغنيتها " الحق سلاحي" أتوقف عن كل شئ لأسمعها بروح الإنسان الثوري و لا أمـلُّ سماعها و كم أسعدني كلماتها القليلة والمعبرة وهي تذكر ما يتعرض له العراق وسوريا و غـزة على قناة " الميادين" الرائعة وهي لم تُسهم فنياً فقط في دعم المقاومة بل مادياً من خلال إقامة مشاريع تسهم في تعمير الجنوب ومساعدة الناس , جوليا كانت و ما زالت في مقدمة الفنانين الذين يبعثون الأمل وروح الثبات و الإنتصار بأغانيها الوطنية وهي تستحق ليس وسام الإرز اللبناني فقط بل كل الأوسمة العربية بعد أن أمتلكت قلوب الناس المسحوقين في كل مكان والمظلومين في كل البلدان العربية , لك تحية من القلب جولـيا .
مقالات اخرى للكاتب