العراق تايمز ــ كتب محمد عبد الله: قرية العوجة هي مسقط راس صدام حسين وهي قرية سنية تابعة لمحافظة صلاح الدين السنية وقرية طويريج هي مسقط راس نوري المالكي وهي قرية شيعية تابعة لمحافظة كربلاء .
هاتان القريتان انجبتا شخصين تسلطا على حكم العراقيين والمضحك ان احدهما سني و الاخر شيعي ولكن الاثنين اعتبرا ان العراق ملك صرف لهما ولعائليتهما وبالتالي اسقطا العراق في الهاوية والمضحك في الامر ان كلاهما كانا خصمين في وقت واحد ولكنهما تصرفا بنفس الشكل عندما سنحت لهما الفرصة واليك ايها القارئ العزيز المشتركات التي جمعت صدام حسين السني و نوري المالكي المتشيع ذو الميول السنية
( باعتبار ان المالكي وحزبه حزب الدعوة متاثرين بفكر الاخوان المسلمين السنية ) .
المشتركات بين ابن العوجة وابن طويريج :
كلاهما ابناء قرية وليس ابناء مدينة ( وهذه ليست سبة ولكن تشابه )
كلاهما من عائلة فقيرة ماديا ( والفقر ليس بعيب ولكنه يترك اثر في نفسيتهما حيث يظهر ذلك جليا عندما يحصلون على مناصب عليا واموال طائلة وبالتالي تتحقق مقولة خوفك من بطن جاعت ثم شبعت )
كلاهما انتميا الى حزب سياسي يعارض السلطة الحاكمة وعملا بالعمل السري
كلاهما لجأءا الى خارج العراق حيث عاش صدام فترة في القاهرة والمالكي في سوريا
كلاهما كانا عضويت صغيرين في الحزب الذي انتميا اليه ولم يكت لهما شأن بين القياديين
كلاهما اصبحا نوابا لرئيس الحزب بظروف غير طبيعية
كلاهما استغلا اول انعقاد لمؤتمر الحزب واستوليا على منصب امين عام الحزب بمؤامرة داخلية قاداها من خلال اغراء حزبيين جدد بالمناصب و الاموال فصوتوا لهم
كلاهما غدرا بمن جاء بهما الى المنصب فصدام غدر بالبكر والمالكي غدر بالجعفري .
كلاهما اقسما بانهما لن يتركا المنصب ابدا فصدام قال جئنا لنبقى والمالكي قال ما انطيها .
كلاهما ابعدا قادة الحزب التاريخيين وقربا الانتهازيين و المرتزقة
كلاهما احاطا انفسهما بالمهرجين وطلاب المناصب وحديثي الانتماء للحزب واصبحت هي الدائرة المغلقة
كلاهما الغيا دور الحزب الذي انتميا اليه واوصلهما الى السلطة وجعلاه نسيا منسيا
كلاهما جعلا ابناءهم الامرون الناهون في كل امور الدولة فصدام اطلق يد عدي وقصي والمالكي اطلق يد احمد فاصبحوا يتصرفون بكل امور الدولة
كلاهما لم يقبلا اي شكوى من اي شخص بخصوص تصرفات ابناءهم اللامشروعة .
كلاهما سمحا لانسباءهم ( ازواج بناتهم ) لان ينتقلوا من رجال حماية الى مسؤولين كبار في الدولة فصدام قرب حسين كامل وصدام كامل زوجا ابنتيه فاصبحا ثالث اكبر شخصية في العراق والمالكي قرب حسين المالكي وياسر المالكي زوجا ابنتيه ليصبحا ثالث اكبر شخصية في العراق .
كلاهما كان ازواج بناتهم اميين سياسيا ومجهولين اجتماعيا ونكرة على مستوى الوطن .
كلاهما احاطا نفسيهما بحماية خاصة من ابناء قريتهما فابناء العوجة احاطوا بصدام وابناء طويريج احاطوا بالمالكي .
كلاهما وفي زمن حكمهما ازداد عدد الناس الذين يتلقبون بلقبهما ففي زمن صدام زاد عدد الناس الذين لقبهم تكريتي وفي زمن المالكي ازداد عدد الناس الذين لقبهم المالكي .
صدام و المالكي كلاهما منحا انفسهما منصب القائد العام للقوات المسلحة وهما لم يخدما يوما في الجيش ولم يدرسا الف باء العلوم العسكرية .
كلاهما نسبا اي انتصار او نجاح الى نفسيهما وقيادتهما وشخصهما وطريقة اداءهما دون الاخرين .
كلاهما رفضا تحمل مسؤولية اي فشل نتيجة قراراتهما وسياسياتهما وحملاها للاخرين وتبرءا منها .
كلاهما سخرا وسائل الاعلام لخدمتهما شخصيا وجاءا بالانتهازيين وسموهم اعلاميين وسلموهم اجهزة الاعلام ليتحول الاعلام الى مطبل ومزمر لصدام و المالكي .
كلاهما يخطبان في السياسيين و الاقتصاديين وعلماء الاجتماع والبيئة اي ان كليهما اعتبرا انفسهما الكل
كلاهما يعيران من حولهم من الانتهازيين بانهما هم اصحاب الفضل عليهم بمناصبهم الحالية فصدام كان يقول لهم اني انطيتك منصب و المالكي يقول اني نجحتك باصواتي في الانتخابات .
كلاهما يحقدان ويكرهان اصحاب الشهادات و الكفاءات و المتخصصين والاكاديميين فلذلك لم تجد شخصا كفوءا في مكاتبهم او بين مستشاريهم او المقربين اليهم .
كلاهما فشلا فشلا ذريعا في قيادة العراق رغم توفر كل مقومات النجاح كالموارد البشرية و المالية و النفط
كلاهما القيا باللوم على الاخرين في فشلهم وفي كل الانتكاسات التي اصابت العراق .
كلاهما قربا العشائر و القبائل في مناظر مقززة سواء بمنحهم الهدايا و العطايا او من خلال هوسات ابناء العشائر و الدبجات .
كلاهما قاد العراق الى هزيمة عسكرية منكرة حيث انهزم صدام في حربه مع الكويت وانهزم المالكي امام داعشوقبله امام القاعدة .
كلاهما تسببا في مقتل الالاف من العراقيين مدنيين وعسكريين بسبب سياستهما الخاطئة .
كلاهما خلقا هالة من الهلع و الخوف في نفوس من حولهما بحيث كانوا يخافون ان يقولوا لهم حقيقة الوضع العسكري او الاقتصادي او الاجتماعي المزري و المتهالك .
كلاهما اعتبرا نفسيهما بانهما هما العراق و العراق هما
كلاهما ضحيا بمصالح الشعب العراقي من اجل مصالحهما الشخصية ومصالح عائلتيهما .
كلاهما لم يستوعبا المنصب الذي استوليا عليه ففقدا التوازن واعتبرا ان الحكم هو فرصة لعائلتيهما ليصادروا العراق لحسابهم الشخصي فخربا البلد واضروا بالشعب وهدروا امواله وحقوقه .
كلاهما خلقا طبقة من الحرامية والمزورين و الفاشلين .
كلاهما تشبثا بالمنصب فصدام قال بان الشعب خرج لمبايعته والمالكي قال بان الشعب قد انتخبه .
كلاهما ميزتهما نكث العهود والغدر بالاخرين ممن لهم شخصياتهم وكراماتهم وتاريخهم المشرف .
كلاهما كان لهم دجال اعلامي يزخرف لهم خساراتهم وهزائمهم فيحولها لانتصارات ويخفي الاخفاقات .
كلاهما كانا يعتبران القوانين مجرة جرة قلم يلغيان اي قانون وقت يشاءان .
كلاهما كانا فاشلان ولكنهما اصرا على انهما منتصران وكلاهما كانوا وبالا على شعب العراق .
واخيرا فكلاهما كانا عراقيين بالولادة ولكنهما لم يكونا عراقيين بالاصالة فنكب العراق بهما .
قد يكون الفرق الوحيد بينهما ان صدام قتل رفاقه واصدقاءه عدا عن قتله لمئات الالاف من العراقيين الا ان المالكي لم يقتل رفاقه واصدقاءه ولكنهم اغتالهم معنويا ولكنه يشترك مع صدام في تسبب سياسساته في قتل الالاف من العراقيين سواء على يد الارهابيين بالتفجيرات او على يد القتلة من الطائفيين السنة و القاعدة وداعش حاليا .
اليسا هما رئيسا وزراء و قائدي عام للقوات المسلحة ؟ اذن هما مسؤلان عن كل النتائج .
وبما انهما ينسبان اي انتصار الى شخصيهما فلابد من ان يتحملا اي هزيمة ويدفعا ثمنها اليس كذلك ؟
كلاهما كانت الهزائم و الخسائر وطيحان الحظ وبروز طبقة مقرفة من الناس هي ميزة حكمهما .
وفي حكم كليهما تسيدت القرود وتوارت الاسود واختفت القيم و المبادئ وظهرت الانتهازية والنفاق .
ليس عيبا ان يحكم ابن القرية وليس عيبا ان يحكم الفقير ولكن من العيب ان يحكم السفيه وقليل الجاه .
