كل تلك القباب الشامخه التي كرمها الله لتعلو في ضمائر الناس وقلوبهم على مر التاريخ وكل تلك المقامات التي حملت ذكرى ابيياء ومرسلين حملوا ارواق اعتمادهم بتوقيع صاحب العرش لعباده ومعها بقايا لمسات ملائكته يحملون الواح لانبياء من ادريس الى ابراهيم ومن يونس الى محمد وذريته المقتوله المسبيه على طريق الجلجله وسياط الدوله الغاشمه واخرها في سنجار .
وكل تلك الكنائس والمعابد التي سكنتها روح الله ورحمته وقلبه المفتوح لعباده من كل الاديان التي نسفوها ونبشوها وخربوها في الموصل لانهم يخافون ان يتطلعوا بعيون الله او يصغوا لصوت نبي او وصي او امام او قديس يحمل اوجاع يعقوب او زبور داود او انجيل موسى او صليب يسوع شمعه في ظلام قلوب لاتعرف غير الوثنيه والغل والنحر وتتوضا للشياطين السوداء بدم الضحايا وعويلهم ولا تعرف غير ثقافه الكهوف واخلاقيه الطلقه الغادره وسوط السلطان والخليفه المعمد في طشت من دم يقطر حتى يوم الدين ويلعن القتله .
غذا سنعيد بناءها بايدينا لانها ليست مجرد قرميد وماذن وقباب تبعثرت وتناثرت على الارض بل هي ذاكره امه وتاريخ البشريه ورمز سلام ومحبه بين كل ابناء بلد عمره بنفس تاريخ هويه الاحوال المدنيه لادم وحواء ولانها هنا في قلوبنا وضمائرنا وذكرياتنا معا وهو ما لايمكن لكل اطنان متفجراتكم وغيلانكم ان يمحوها من خارطه العراق لان جذورها هنا مثل سباح النخيل عميقه تغور في تراب الوطن الطاهر وترتوي من ماءه العذب الفرات
سلاما على كل مساجدنا وكنائسنا ومندياتنا ومعابدنا واضرحه اوليائنا ومتصوفينا الذين تكرمت بهم ارض الرافدين وكانت عنوانا للاخاء الذي لايعرفه غيلان الصحراء الخارجين من سراديب السحر والنحر والخراب
غدا سنجعلها اعلى واجمل وابهى تسبح بالضوء وتنام عليها الحمامات والنوارس امنه مطمئنه في الفجر...ونرتل معا لمجد الله ... والسلام ... والحب على كل ربوع العراق وطن الانبياء والمرسلين والشهداء..
د. عزيز الدفاعي