الطلاق ابغض الحلال الى الله لكنه احد اهم الحلول التي تنهي صراع مرير وصداع مزمن يتسبب في انشاء اسرة متوترة قائمة على علاقات ندية بين الزوج والزوجة او علاقة بين متسلط ومظلوم وهي علاقة انبطاحية لعجز المظلوم عن مواجهة الظالم لذلك كان الطلاق حلا ناجحا ونافعا لإتاحة الفرصة امام كلا الشخصين الرجل والمرأة من بدء حياة جديدة تأخذ طريق مختلف ومغاير للحياة التي اعتادوها سابقا , هذه التجربة على المستوى الفردي الشخصي الذي رآها كل شخص في حياته لأنه المطلق او المطلقة قد يكون اخ او اب او صديق او جار فلماذا لا يمكن تعميم هذه التجربة على المستوى الاجتماعي والسياسي وان كانت ((ابغض الحلال الى الله)) فلماذا لا ننشئ اقاليم شيعية وأخرى سنية لعلنا نخلق لنا بيئة جديدة متوافقة على لون واحد لكي نريح ونستريح لان فكرة الوطن الكبير الواحد الذي يجمع ابناء العراق باتت فكرة لا قيمة لها ويستحيل تطبيقها لان الدماء بلغت السيل وكل حي يزف له يوميا شهيد او قتيل حسب المسميات لكلا الطرفين , الاعتراض الاول على فكرة الاقاليم هو تخوف الشيعة من اقامة اقاليم سنية قرب كربلاء قد تساهم بضرب كربلاء والمناطق الشيعية بعد ان تستقوي هذه الاقاليم بالدول المجاورة وتتسلح بأحدث الاسلحة وتنشأ لديها ميليشيات متطرفة تقوم بقصف الشيعة بالصورايخ , هذا التخوف مشروع جدا بسبب صعود المد الطائفي وارتفاع نسبة العنف وسيادة لغته في الجيل الجديد على المستوى الشعبي وحتى على مستوى المؤسسة السنية المتطرفة الوهابية اضافة الى الدعم الصهيوني للصراع الطائفي , لكن الذي يحصل الان ومنذ 2003 ان الشيعة عاجزون عن حماية انفسهم وان القتلى والضحايا والشهداء الذين يسقطون يوميا اعدادا هائلة ربما لا يمكن خسارتها بالمواجهة المباشرة كما حصل الان في القتال مع داعش وغيرها فلماذا لا يختار الشيعة اهون الشرين ! وابغض الحلال الى الله والقبول بفكرة الاقاليم وحديثنا عن الشيعة فقط لان السنة الان هم من يريدون ويناشدون ويصارعون من اجل اقاليم اما الاكراد فأمرهم وإقليمهم لا حاجة للحديث عنه ,ان التوحيد الذي جاء به النبي محمد (قولوا لا اله الا الله تفلحوا) لم ينفع في توحيد الامة الاسلامية والتوحيد مبدأ اكبر من الوطن واثمن منه ولكنه عجز عن توحيد المسلمين فكيف يوحدهم وطن كبير او صغير اسمه العراق , من يتحدث عن وحدة العراق قبل 2003 فهو واهم لم تكن وحدة بل كانت انتصار طرف وتربعه واستئثاره بكل خيرات العراق على حساب طرف اخر مذلول منبطح مظلوم اُودع ابناءه في الزنزانات ودفن اخرون احياء , لذلك الشيعة اليوم امام خيار واحد لا شريك له اما حفظ ابنائهم او انشاء وحدة وطنية شيعية سنية متماسكة تكون اكبر من المؤامرات الدولية وتجفف منابع الارهاب والتطرف المتمثل بمشايخ الفتنة والقنوات الفضائية للطرفين وهذا الحل يحتاج الى معجزة لان الدول الغربية لا تريد ذلك بل هي تصنع المعجزات من اجل ادامة هذا الصراع من خلال دعم و خلق رجال وفضائيات تقوم بجر التاريخ ورجالاته وتحاكمهم بأدوات اليوم وبعد ان تطلق الحكم تقوم بإعدام اتباع رجال التاريخ بالقتل والتفخيخ والتهجير بينما اكتفى الطرف الاخر (الشيعة) بالشتم والسباب بعد ان حاكموا التاريخ بأدواتهم الخاصة وعلموا ان الخلفاء وعائشة سبب في ازاحة الخلافة من التشيع , ها هي الخلافة الان بأيدكم في العراق ولديكم 180 عضو برلمان يشهدون ان علي ولي الله ! ولكن ايا من هؤلاء لا يرف لهو جفن ولا تدمع له عين ولا يحرك ساكنا ولا يضع حلا او يقترح شكلا او وصف لوضع حد لواقعكم المرير فشهدائكم قوافل وفقرائكم يفترشون الارض ويلتحفون السماء بينما أحزاب السلطة منعمة و يعتاشون على الصراعات وانتم وحدكم من يدفع الثمن باسم وحدة الوطن.
مقالات اخرى للكاتب