المثير للاستغراب أن تطلب الأمم المتحدة و كذلك دول أخرى من الحكومة العراقية حماية اللاجئين من مجاهدي الخلق ، الذين يتعرضون بين حين و أخر لمذابح و مجازر جماعية تقدم عليها مليشيات مرتزقة و موالية للنظام الإيراني ، و التي تهاجم لاجئين عُزل بكل بطولة و عنترية !! ، بينما أنها تتفرج على عناصر القاعدة الإجرامية وهم يفتكون بعشرات العراقيين يوميا ..
بينما من المفروض أن تُحمى و تُصان سلامة حياة هؤلاء اللاجئين لسببين فقط ـــ أن لم تكن لأسباب أخرى أيضا ـــ أولهما لكونهم لاجئين و ثانيهما لكونهم أسرى في معسكرات محروسة بشدة و صرامة ، و أخيرا و ليس أخر ، لأنهم عُزل و يفتقرون إلى وسائل دفاع عن أنفسهم في حالة تعرضهم لأي اعتداء و عدوان غادرين ..
طبعا .. ناهيك عن حزمة التزامات و قوانين دولية ، ومن ضمنها قوانين و بنود الأمم المتحدة المعمولة بهذا الشأن من أجل حماية اللاجئين أينما كانوا ومهما كانوا ..
ولكن من يبالي بحقوق الإنسان ، بقيمة الإنسان في العراق تحت ظل سياسة وحكم أناس لديهم قيمة الإنسان العراقي لا تتعدى قيمة حياة أية بعوضة أو ذبابة ؟! ..
و أما مبعث استغرابنا و سببه فأنه لا يكمن في عجز الحكومة العراقية فقط عن حماية مواطنيها من أعمال العنف و الإرهاب ، وإنما لا مبالاتها الدائمة إزاء المذابح و المجازر المتواصلة التي يتعرضون لها يوميا على أيدي عصابات القتل و الإجرام المعربدة في معظم أرجاء العراق بكل حرية و علنية !!..
حسنا : فكيف يمكن أن يُنتظر أو يُرجى من حكومة مهلهلة و متزعزعة لحد لرثاثة كحكومة المالكي والعاجزة أصلا عن حماية مواطنيها أن تحمي اللاجئين المتواجدين على أراضيها ؟!..
علما بأنه مساء الأمس الأول " فقط " سقط أكثر من 250 ضحية جديدة بين قتيل و جريح في بغداد في أعقاب تفجير أكثر من 16 سيارة مفخخة في أرجاء عدة من بغداد .
و كأنما كتأكيد من قوى الإرهاب على أنهم بإمكانهم أن يستهدفوا أي موقع أو موضع ، الذي يرمون تفجيره و تدميره ، و في أي وقت يختارونه هم سواء صباحا أم مساء ، و بغض النظر عن استبدال و تغيير دائمين ل" خطط أمنية " فاشلة مسبقا و التي تتشدق بها الحكومة استعراضا دونكوشتيا للقوة الفاضفاضة ، و المثيرة لأعصاب المواطنين عن نقاط التفتيش و السيطرات العديمة الجدوى قطعا ..
فمن هنا استغرابنا و دهشتنا من الأمم المتحدة و التي تتصرف و كأنها لا تعرف الحقيقة البائسة لهذه الحكومة الفاشلة و العاجزة حتى عن حماية أفرادها من قوات الجيش و الشرطة !!..
هامش ذات صلة :
(الأمم المتحدة تحصي 52 جثة في معسكر معارضين إيرانيين في العراق
مقالات اخرى للكاتب