Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
وأخيرا سمعت نباحا
الجمعة, أيلول 5, 2014
جعفر المظفر

كنت تحدثت عن ذاكرة الطيور وعن مسألة خزنها المعلومات حفاظا على غريزة حفظ البقاء, ولكن ماذا عن ذاكرة الكلاب.. ؟ أرى أن الأمر هنا يبدو في بعض وجوهه معكوسا, فالكلاب في الغرب تجابه "مؤامرة" لتعطيل الذاكرة لا لتنشيطها, وبينما يكون بإمكان الطير ان يبقى طيرا لكونه في الغالب خارجا عن مديات السيطرة البشرية, فإن الكلاب, حتى تلك المنحدرة من سلالة الذئاب, بدأت تفقد ذاكرتها الكلبية مما يخلق إحتمال أن لا يعود الكلب كلبا في المستقبل غير البعيد.
في المنطقة التي اعيش يكاد لا يخلو بيت من كلب يقيم فيه عزيزا كريما ومدللا من جميع ساكنيه, ورغم ذلك فإني كدت أنسى أن الكلاب تنبح لولا أن سمعت هذا النباح أخيرا من كلب ربما إستعاد لوهلة ذاكرته الكلبية قبل ان تردعه صاحبته بقوة ثم تغرق في إعتذار لم يتوقف إلا بعد أن أقنعتها أن مشاعري لم يخدشها النباح ابدا.
في بلاد الغرب غير مسموح لك إقتناء كلب في أحياء المدينة ما لم ترسله إلى مدرسة لتعطيل الذاكرة حيث يتم في هذه المدرسة تعليم الكلب أنه لم يعد كلبا, وإن عليه أن يتخلى عن كل تلقائيته السلوكية الجينية ما عدا تلك الخاصة بهز الذيل. أما صاحبه فعليه ان يتحمل مسؤوليات يومية تتطلب صبرا وكلفة, فبالإضافة إلى إطعامه وغسله وتطبيبه, فإن المسؤولية القانونية لكل ما قد يحدثه الكلب من اضرار تقع على صاحب الكلب لا على الكلب نفسه مما يدفعه إلى التأكد دائما من صلاحيته الحضارية.
أول ما على الكلب أن ينساه هو النِباح ! وما حاجته إلى النباح أصلا إذا كانت كل طلباته مستجابة ؟ فهو يأكل بإنتظام أنواعا متعددة من الأطعمة الشهية ثم يلوك بعدها عظمة صناعية أعدت خصيصا لتنظيف أسنانه وتدليك لثته قبل استغراقه في قيلولته السعيدة.
ودون أن يشكو من عِلَّة قد تدعوه إلى النباح فإنه يجد صاحبه ملزما بعرضه على الأطباء دوريا, أما حاجته إلى الجنس الناعم فهو لن يسدها عن طريق القفز إلى حديقة الجيران بل من خلال تفاهم يقوم به صاحبه مع صاحبة كلبة مجاورة غالبا ما ينتهي بزواج كلبي سعيد يستمر لدقائق معدودة قبل أن يمضي كل منهما إلى حال سبيله, وربما يؤدي التفاهم أيضا إلى لقاء عاطفي من الدرجة الأولى بين صاحب الكلب وصاحبة الكلبة كجزء من نفس الصفقة. أما أقصر الطرق لقلب المرأة هنا فهو التودد لكلبها. 
وفي مدرسة تعطيل الذاكرة يتعلم الكلب كيف ينسى إلى الأبد تلك القصص المهينة التي يتحدث بها بني البشر حول وفائه, فهو لن يعود ملزما بتصريف عدوانية صاحبه على طريقة البيعة أو أخلاقية الولاء المطلق, كما أن الجار لن يخاف جاره لمجرد أن يرى أنياب كلبه, وهكذا تنسى الكلاب وظائفها الكلبية السابقة بعد أن تتعطل ذاكرتها العدوانية. ومن 
الطبيعي أن ذلك لن يحدث ما لم يتخلى الإنسان أولا عن تلك الذاكرة.
في العراق الكلاب السائبة والمتوحشة ليس مكانها الشارع فقط, بل يبدو أن الغلبة قد باتت لها على بني البشر, ولن يكون مقدرا للعراقيين النجاة من شر عضة الكلاب وداء الكلب بدون مدرسة هدفها أن تعطل ذاكرة الكلاب المتوحشة وتنهي ميولها الغريزية للعض والنهش.





مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42017
Total : 101