عنوان مقالي اليوم عبارة عن (هاشتاغ) مقتبس من (كليب) أغنية كلنا العراق للفنان العربي الأصيل (حسين الجسمي). أغنية رائعة بكل ما في الكلمة من معنى فهي تلامس شغاف القلب وترفع الهمم لتصل بنا إلى ذروة النشوة الوطنية والحنين لذاك الوطن الذي لم تبق منه غير الاطلال. فعند سماعي لها وأكاد أجزم أنّ مثلي ملايين ممن يشعرون الشعور نفسه في أخذنا بها بالحماسة وتقشعر بها الأبدان وتزداد بها ضربات القلب وتلتمع بها العيون متغررة بدمع الحنين إلى وطن مسلوب. هذا الإحساس الذي يعتريني وغيري من أبناء الشعب العراقي إن دل على شيء فإنما يدل على روح المواطنة وحب هذا البلد (العراق) هذا الحب الذي يسري مع الدم في العروق. الإنسان يعيش حياة واحدة وعمرا واحدا تتخلل ذلك لحظات سعيدة وأخرى تعيسة غير إن هذه اللحظات التعيسة هي التي طغت على حياة أغلب العراقيين البسطاء من عامة الشعب انا وغيري كثيرون فتحنا عيوننا كما يقال منذ نعومة أظفارنا إلى يومنا هذا على حروب ودمار وحصار جائر ثم حروب ودمار ثم انفجارات وقتل على الهوية ثم سرقة البلاد ونزوح العباد والحروب مستمرة إلى الآن فمتى الخلاص؟؟ فهل كتب على العراقيين أن يقضوا أعمارهم هكذا دواليك؟؟
ورغم ذلك كله فعند سماعنا لأي اغنية وطنية يتفجر فينا بركان من المشاعر والاحاسيس الوطنية الجياشة بحب هذا الوطن بمشاكله وأزماته وأنا متأكد أن هذا الشعور لا يختلف بين فرد من الشعب يعيش اليوم داخل العراق أو مع فرد من الشعب يعيش اليوم مرغماً ومغترباً خارج العراق وإن كان سعيداً بحياته االجديدة إلا إن الحنين والشوق يعود به إلى وطنه الأم إلى الطفولة والبيت والمحلة والمدرسة ذكريات لا يمكن محوها بأدق تفاصيلها بمجموعها تشكل ذاكرة (وطن).
وطن بات اليوم بيد (السراق) لا يصح فيه إلا الخطأ فالمجرم يُكرّم ويُقرَّب! والبريء يُجرَّم ويُقصَى! والشعب ضائع ما بين هذا وذاك. فهو الخاسر الأكبر لكن يبقى حب الوطن سلاح الشعب الذي به يجابه أعداءه. فكم من شعوب أثبتت حبها لأوطانها فخرجت عن بكرة أبيها باحتجاجات صاخبة فغيّرت وهزّت عروش دكتاتوريات مستبدة كانت تحكمها بالحديد والنار فأزالتها بينما لم يخطر على بال أحد أن ياتي يوم زوالها. قد يقول بعضهم: هذه مثالية مفرطة لكن حقيقة الأمر أن اقول لهم: إنّ من لم يشعر بما نشعر به – نحن الوطنيين – عند سماع الحناجر تصدح (كلنا العراق) فهو مشكوك في أنتمائه ولو لذرة من تراب هذا البلد.
مقالات اخرى للكاتب