Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الدين والثورة ومستقبل المجتمع. ح2
السبت, تشرين الثاني 5, 2016
عباس علي العلي



في هذا الظرف الذي يشهد حالتين معاكستين عن حالة المجتمع وتعامله مع الدين كروح للثورة القادمة والتي بيناها في الفقرة الأولى والتي تتمثل بما يلي:
• نتائج أمتحان المثالية في واقع مادي وتصادم بين أشتراطات العمل والواقعي وحالمية الفكر المثالي، مما سبب ظهور تناقضات واقعية وتراكمات من الفشل أو الأحباط أو عدم الموائمة بين الطبيعة العملية للبشر كواقعية حتمية وبين مثالية الفكر الديني، هذا الأمتحان بما يمثل من برهنة حقيقة على عدم صلاحية الدين كمنظومة قيادية بالشكل الذي كان مخططا لها من قبل النخبة أو من خلال حلم الجماهير بمثالية للواقع المادي.
• غياب النموذج والمثال والقدوة الساحرة التي كانت تجمع بين حيوية الصورة الفاعلة في الوعي الجمعي وبين القدرة على الجمع بأعتبارها الرمز الموحد، وبغياب هذه الصورة يجري البحث عادة عن ظل لها أو نسخه مطابقة تماما، هنا يدخل الشيطان لاعبا ماهرا في تعدد الصور شبه الكاملة وبقياسات متعددة تتناقض فيما بينها بالرغم من أدعاء الجميع الأنتساب للشخصية الحورية الساحرة.
هذه النتيجة وما تجره من تداعيات سوف ترسم واقعا طويلا لأثر الفكرة الدينية ليس في بيئتها بل كفكرة إنسانية يجب أن تدرس وتنتقد وتقيم في كل مرة يكون هناك أحتياج ضروري للثورة أو التغيير، لذا فالتحولات التي يتركها الفعل الديني على الواقع الأجتماعي الإنساني هي تحولات حقيقية لو أنها تركت في سياقها الفكري دون أقحامها بالمنظومة العملية البشرية، بمعنى لو أننا تركنا الدين والفكرة الدينية يمارسان على العقل الإنساني ما يسمى بالفيض المحفز على البحث عن الخيرية والأحسنية بمنطق نسبي وتوافقي يعتمد الإصلاح والتغيير الذاتي وصولا إلى التغيير المنشود، لضمنا لهذا الفكر قدرة على أن يكون موجودا في كل زوايا تفكيرنا الإيجابي من خلال البحث عن غائيات مثالية والبحث عن مناهج تتسم بالترفع عن البرغماتية الأنانية للفرد الأنسان أو الفرد المجتمع.
هذا الواقع بارتداداته سوف يكون الحاضن الأساسي لتحول الدين الواحد إلى مجموعة من المفاهيم المجزئة والمتطرفة أو المتساهلة مع فكرة الدين الأساسية، من هنا تحول المجتمع الواحد الذي نجحت ثورة الدين بجمعه على قاعدة أتفاقية موحده، يتحول بفضل النتائج أعلاه إلى أشكال ناقصة أو متضخمة وكلاهما مشوه عن الفكرة الأصلية ولكنه يتمسك بالتسمية ويعتقد بصوابية الخيار الذاتي، هنا تتعدد صور الدين وتنشأ تناقضات تعمق حالة الفرز والأقصاء والتناحر، مما يظن القارئ الغير متتبع لعملية خلق السلطة بأستخدام عامل الدين أن الظاهرة غير متعلقة بالواقع بقدر ما هي فرز حقيقي لدور الدين ووجوده.
هذه النتيجة نجدها حاضرة تماما في كل الديانات التي صنعت تحولات أجتماعية مهمة، الدين اليهودي ونعرف كيف ألت إليه قضية زج الدين في المنظومة الأجتماعية كسلطة ولليوم حينما يحلم اليهودي بالدولة الدينية التي يبنى فيها فهمه الخاص والزمني للفكرة الدينية الأساسية والتي لم تصرح أو تدعو أصلا لهذا الزج، كما فشلت من بعده كل المحاولات المسيحية في جعل المنهج العيسوي المثالي منظومو سياسية فتحولت بفعل القراءات الأعتباطية والفردية إلى ديانات متناقضة كلها تدع أحقية تمثيل عيسى النموذج المثالي وهي ترزح تحت أفكار ومفاهيم غارقة في المادية الإلحادية.
وبما أننا تأريخيا الأقرب إلى التجربة الإسلامية بعنوانها المحمدي نجد هذه التخريجات أكثر وضوحا وقد دونتها كتب السيرة والتاريخ بمضمونها الفعلي، فبمجرد غياب النبي محمد ص وتعمق التجربة في الواقع المدني والمحيط الموالي لها، ظهرت عورة القراءات الفردية والبحث عن نموذج ساحر للخلافة، أنقسم المجتمع المدني وهو صاحب القرار الأول في المجتمع الإسلامي الناشئ، وبناء على رواسب مادية وفطرية طبيعية في سيكولوجية الإنسان، بين من هو يتبع المقاسات المادية (النسب والقربة) وبين من يتبع القياسات المثالية التي تتعلق بالعقيدة والإيمان.
كان الصراع يجنح للواقع المادي الطبيعي المتحكم بالعقل الجمعي والوعي الأصيل، لقد ترك البعض من أوائل المسلمين ومن طبقة ما يسمى بالنخبة الإيمانية، حتى المبادئ الأساسية التي دخل من أجلها الإسلام، ليطبق قراءة مادية وواقعية بمعنى أنها حصاد الواقع ومستولد الطبيعة والحاضنة، وبعد سنوات قليلة تحول الإسلام إلى إسلامات والدين إلى مناهج فكرية وسياسية متناقضة ومتحاربة، تسحق فيها كل القيم المثالية والخيرية ووقودها الأول هو الإنسان هدف الثورة وغاية التحول، لم يعد الإسلام ذلك الدفق الفكري الأخاذ الساحر الذي أثار مشاعر الأحرار والمستضعفين، وتحول الدين إلى سلطة والفكر إلى شريعة حاكمة ومتحكمة حتى بالتفصيلات الجزئية، وعاد المجتمع إلى سيرورته القديمة ليعود الإسلام غريبا عن واقعه وعن صورته الأبتدائية المثالية، كونه روح الثورة والمحرك الذي يدير العقول نحو التغيير والتحول.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41532
Total : 101