الكثير من مسؤولينا في العراق الجديد يخلطون الاوراق بعشوائية واضحة للعيان .. فمنهم من يصف احدى دول الخليج المتقدمة بعمرانها الحضري بانها زرق ورق بالرغم من جمال ما قدم مسؤولوهم التابعين للغرب المستعمر لبلادهم تلك من مشاريع رصينة وبنية تحتية متطورة .. ونجد مسؤولا” عراقيا” آخر يتبجح بكونه قام بتخصيص مالي بالمليارات لمشاريع عملاقة في وطننا المبتلى اجتزأها من خزانة الدولة ولكن تلك المشاريع العملاقة لم تكن الا سرابا” .. وترى آخراً يتكأ على شماعة الحرب الطائفية والتكفيرية ليبرر فشله في ادارة الحكم واقامة دولة ناهضة على قدمها … اما مشكلتنا المتزامنة مع مشاكل اخرى كالكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها فهي مشكلة المجاري الناضحة في كل موسم امطار والتي يتضرر منها جميع ابناء وادي الرافدين لا سيما الفقراء منهم حيث تتوقف الحياة بانقطاع حركة الطريق وتنهدم الدور البسيطة وتتلف الاثاث البيتية امام سمع ونظر اصحاب الامر بيننا ودون استجابة تصحيحية منهم برغم ضحايا الصعق الكهربائي للاسلاك المنقطعة والمتدلية داخل برك تلك المجاري الناضحة والنازفة مياها” ثقيلة واخرى خفيفة وبالرغم من الاوبئة التي تخلفها تلك الحالة المزرية على صحة الافراد والجماعات .. لدينا شبكة متهالكة ومنافذ صرف ضيقة ومحدودة لم يكلف نفسه اي من مديري البلديات وامناء الامانة في العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى بتقديم الحلول الناجحة لتخليص الناس مما هم عليه من عناء كل موسم امطار ولم يسترشد احد بتجارب الجيران ودولة كاليابان في تصميم وبناء منظومة صرف صحي ومياه امطار ستراتيجية لمئات السنين ذات مواصفات تقنية وتصريفية عالية تتجاوز حتى الظروف البيئية وآثار الزلازل التي تتعرض بلادهم لضرباتها الموجعة والفيضانات اللاحقة .. فكانت تجارب لا يهتم لها المعنيون في بلادنا وكأنهم جاءوا لمحاربة العراق والانتقام من شعبه المجاهد الشريف … اما الحقيقة الثانية فتكمن في ذواتنا المتكاسلة والمهملة والمسيئة في احيان كثيرة .. فلا يشفع لنا اننا من سلالة عريقة علمت الانسانية القانون وانارت القلوب بالحكمة والمعرفة وتعلم الآخرين منا رسم الحروف وحقوق الانسان وكنا ولا زلنا مركز اشعاع ومصادر تمويل العالم بالبترول والموارد البشرية المتفتحة الافكار والدماء الحارة نخوة وشجاعة .. فالبعض هو المساهم في ادامة مشاكلنا حينما طبل وزمر وما زال يطبل للترويج لاحزاب وكتل كبيرة نهبت اموال العراق وذهبت بها صحبة اسرها الى مصارف الغرب واميركا وهؤلاء المطبلون وغيرهم هم من يسهم في بقاء اذى المجاري النازفة بسبب تعمد البعض رمي الازبال والنفايات وبقايا مواد البناء لتأخذ طريقها الى فتحات المجاري ” المنهولات ” فتسبب انسدادها المؤذي … اننا نحتاج الى نخبة واعية وشجاعة تتصدى اولا” للرؤوس الفاسدة والمفسدة القائمين على امانة بغداد والمحافظات ودوائر ووزارة الكهرباء ومن هم مسؤولون على توفير الماء الصالح للشرب … ونحتاج ايضا” الى سياسة خارجية شجاعة تسلط الضوء على انتهاك الجيران لحقنا في الحصص المائية المارة بالعراق عن طريق تركيا السنية وايران الشيعية اللذين قطعاها ظلما” وعدوانا” عن ارضنا الطاهرة .. وعلينا ان نضع حدا” للكويت الشقيق الذي يرمي فضلاته السمية في شط العرب فيزيد الكدرة والملوحة والامراض الناتجة عنها .. لم يعد اللطم يجدي نفعا” ما دام مصاحبا” لحالة الخنوع والقبول بالامر الواقع فتجربة قتال الحسين ” عليه السلام ” واهل بيته واصحابه النجباء في واقعة الطف الخالدة لها معان تصحيحية واصلاحية بعناوين كبيرة علينا جميعا” تمحيصها ومعرفة دلالاتها فتكون لنا منهاج عمل مثابر وشجاع تغييري بمعنى الكلمة وعلى احرار العراق ان لا تمر عليهم مناسبة الاستشهاد لسبط النبي مرور الكرام ولا ياخذوا منها العبرة فليخرجوا بنتيجة ترضي الله ورسوله وتشفي قلوب المؤمنين الصابرين …
مقالات اخرى للكاتب