Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أنا أقتل .. أنا موجود
الأربعاء, شباط 6, 2013
رباح ال جعفر

الحرية .. كلمة

هناك أسطورة تقول : إن الأسكندر الأكبر كان في بواكير شبابه تلميذاً يتعلم الفلسفة من أرسطو ، لكنه لم يلبث أن ترك الفلسفة ليصبح قائداً يحلم بتوسيع مملكته مقدونيا ، وليغزو أول مرة بلاد ما بين النهرين ، حتى سقط مغشيّاً عليه أمام جلال نور أنوار هذا العالم الأبيض ، فعاد إلى بابل مصاباً بحمّى غامضة ، جعلته يهذي حتى مات .
وعندما حمل المهاجرون الأوائل أسماءهم وأمتعتهم وقبور أحبائهم نحو العالم الجديد ، كان بإمكان هذا السماد الميتافيزيقي أن يجعل من أميركا ، الجمهورية الفاضلة في التاريخ ، لكن العجل الذهبي أفسد هذا الحلم الجميل .
وفي كتابها ( الربيع الصامت ) تروي لنا الكاتبة الأميركية راشيل كارسون أعجب رحلة للموت في أقسى معركة عرفتها الإنسانية ، بينما كان الكاتب الانكليزي جورج مكش يتمنى أن يموت بعيداً عن الولايات المتحدة ، لأنه كان يكره الموت على الطريقة الأميركية !.
ولعل فلسفة الوجود كما تفهمها الولايات المتحدة تختصرها النظرية القائلة : ( أنا أقتل .. إذن أنا موجود ) . لذلك كان جنود الاحتلال من المارينز يبحثون كل ليلة عن حفلة قتل ، وعشاء للمأتم ، وعن طفلة نائمة يطفئون في عيونها أعقاب سجائرهم ، عندما كانت بلادنا مستأجرة لمتعددة الجنسيات !.
وأذكر أننا في أيام الاحتلال الأميركي كنّا سجناء داخل بيوتنا ، وكنّا محكومين بالموت البطيء ، والموت يتمادى في بطئه . يدخل علينا مع كل شهيق وزفير . لم يكن لنا من مكان صالح للنوم ، فالموت في كل مكان .
أشخاص بلا رؤوس . موتى دونما أكفان . أشلاء تتناثر لا مكان لها في الدفن ، ولا محلّ لها من الإعراب . الحياة في العدم ، العدم في الوجود . ملايين من الكريات الحمر والبيض التي تولد وتنتحر في اللحظة .
ما أطول الليل حين يقترب الانتظار من الانفجار ، وحين تكون المسافة بين الحياة والموت ، لحظة انتظار !. وما أقصر المسافة بينك وبين الموت ؟!. إنها كالمسافة بين يدك وخاصرتك . كنّا نقيس المسافة بين حياتنا وفنائنا بالأمتار ، نحن الذين غادرنا الموت سهواً .
الزمان تتلاشى حدوده الواقعية المتعارف عليها ، والساعة يتلاشى وجودها ، وتصبح مجرد حلية تزيّن المعصم ، كالعملة الملغاة ، تتمدّد كالديدان الانشطارية ، فلا ساعة الزمن كانت ساعة ، ولا يوم الناس ذاك يوم .
الليل كابوس ، رياح تعوي ، وقمر مدفون . ليل لا يعقبه نهار . تفوح منه رائحة بول المارينز بين دبابتين ، والجرذان ، والمسالخ ، ودخان بارود . يتبعه رهط من الكلاب المسعورة . ذئب يوغل في سفح دمه ، يشربه فيختنق ، ما أن يرخي علينا سدوله حتى تنفتح أبواب الجحيم . يُشرع المحتل بنبش القبور ، وتمزيق الجثث .. نعوش من عهد نوح هنا دُفنت فتحوها . في عصر أعمى وأصمّ ، لا آذان له ولا عيون .
تتداخل الصور والأحداث مع الذكريات في ليالي الوجع الطويلة .. يعلم الله إننا كنّا نموت بأبشع ما يموت الميتون ، لكي يصير وجه الوطن كوجه الحبيبة ، ويصير العالم أكثر إنسانية ، ويميّز بين الإنسانية والهمجيّة . بين القاتل والضحية .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.47575
Total : 101