الى السيد صفاء الدين الصافي لقد حرمت المظلومين وأتعبتهم وكافأت الظالمين وأرحتهم(لاجئي رفحاء مثالا).. انها لقسمة ضيزى والله..تسلمتم امور المظلومين ولم تنصفوهم بل ازدادوا هما وقهرا فوق همومهم وجعلتموهم يتسكعون امام ابواب اللئام..وهم يعانون الذل والهوان بعد ان ذاقوه على ايدي الطغاة..شُرّدوا من ديارهم رغما عنهم ..وسكنوا الصحاري الحارقة.. بشمسها اللاهبة.. التي لاتحتمل.. واسكنوهم على ارض خربة جرداء لاتصلح سكنا لا لأنس ولاجان..هذه هي صحراء رفحاء السعودية التي جعلوها سجنا فيه يمارس كل انواع التمييز والقهر والذلة..ولاننسى ماذا فعل جنود الوهابية بابناء الانتفاضة الشعبانية من محاولات اذلالهم ووصلت الى حد القتل والتسفير وبعدها التسليم لاجهزة الامن البعثي..وبعد معاناة واضطهاد..منعوا عنهم حتى الماء الذي لم يكن يصلح حتى لشرب الحيوانات..هاجروا مُكرهين الى بلاد العالم..وفارقوا احبتهم واهليهم سنينا طوال..اغتربوا بين البلدان بعد ان تبرأ منهم كل العربان.. وهاانتم تتنكرون لحقوقهم..وترمون بهم خلف ظهوركم..وتنسون انتفاضتهم الحرة.. وكانكم تنتقمون منهم بدل ان تكونواعونا لهم..ذاقوا ويلات الافتراق عن وطنهم واحبتهم..خرجوا حفاةَ بدينهم وتركوا الديار ومافيها لتستولي عليها اللئام.الكثير منهم فقد اهله واحبته بين سجين وشهيد..وما ضحايا المقابر الجماعية الا جزأ منهم..وبعد المعانات والاذلال في صحراء رفحاء هاجروا مُكرهين الى بلدان شتى وتفرقوا..وهناك الكثير من العوائل التي تشتّته افرادها وهاجرت الى عدة دول.. وهاهي كرّةُ الظلم تعاد عليهم ..لكنها هذه المرة من اناس محسوبين على اهل الدين والتقى..بعد ان ظننا منهم خيرا يُرتجى..تستكثرون على المظلوم اعادة حقه من اموال هو احق بها منكم ومن كل الذين جائوا في قاطرة السلطان المعطوبة بالفساد.. وبقي المظلومين على حالهم من تسويف طويل الى تسويف اطول واكثر تعقيدا وابتلاء وجعلتموهم في امتحانات عسيرة لاتنتهي..اما من اغترب وابتعد عن وطنه وهو مُكرها فبسبب اجرائاتكم وقوانينكم صار يدور بين وطنه الام وبلاد الغربة وحقيبته معلقة في عنقه وهو يواجه خطر الاسفار ومتاعبها لايدري ماذا يفعل وماذا يقدم ليثبت مظلوميته لدوائركم التي حلت بها اجيال بلا ثقافة وطنية لاتعرف قيمة من انتفض بوجه ازلام البعث وطغاته ومنهم من بذل كل مايملك لاثبات حقه ولكن دون جدوى.. وانتم تعلمون ايها السيد العزيز ان اعادة الحقوق الى اصحابها هي ليست منة ولافضل من احد بل هي حقوق سُلبت منهم وعليكم اعادتها الى اهلها واصحابها ان كنتم تؤمنون بالله وعدالته..والاّ ما ذنب من سُلب شبابه ومستقبله بعد ان اشتعل رأسه شيبا ووهنت قوته وليس له في وطنه مايعتاش به.. لكن في المقابل نراكم تستعجلون في اكرام الظلمة والقتلة من آلصداميين ودون حدود وكل قوانينكم التي تخص تعويض المجرمين من البعثيين تُختم بكلمة (سري وعاجل) وها انتم تقدمون الان اموال الشيعة لحواضن الارهاب والقتلة وتفتحوا كل ابواب الميزانية وتمنحوهم مالايستحقون من تعويضات..اما تشعروا بالخجل من الله.. لماذا الضحايا والمظلومين من الشيعة في زمن البعث الكافر يحتاجون الى كل المستمسكات والشهود والقسم الغليظ ويُقابلون في دوائركم بالجفاء والتكبر ويطالبون باشياء تعجيزية لايمكن لاحدهم ان يحصل عليها ولو عمل على اثباتها كل سنين عمره؟.. اما اعادة البعثي لاتحتاج الى شهود ولا اثباتات..ماعليه الاّ ان يذهب لدوائركم ليعلن بعثيته وولائه السابق لسيده صدام عندها الكل يقوم وقوفا بالتحية والاستعداد وتقديم الضيافة وبعدها كل شيء ياتيه مثل مايريد ويتمنى..وقد اعدتم التقاعد والرواتب باثر رجعي الى كل بعثي وهم يعدون بمئات الالاف..وكم تريثتم بمنح لاجئي رفحاء حقوقهم ولازلتم تماطلون في انصافهم فرغم ترويج معاملاتهم لكنهم لحد الان لايعلمون متى وكيف سيحصلون على حقوقهم؟وكل ذلك لم ولن يحصل لولا جهود جبارة من بعض الخيرين في البرلمان وانتفاض المجاهدين في المحافظات العراقية وفي بلاد المهجر.. ومثال آخر على تقصيركم بحق فقراء الشيعة خصوصا..في جنوب العراق ووسطه لازال هناك مئات الالاف من المساكين والفقراء الذين لاظل لهم سوى ظل ربهم وسماواته ولاسكن لهم الا مايسترون به عوراتهم من صفائح معدنية (تنك وكارتون وحجارة بالية ومن جذع النخيل) ولا احد يسأل عنهم ولا من يتفقدهم ولكن عندما فزعت حواضن الارهاب الى غير مدنهم فزع معهم السيد الصافي وكل الحكومة ومسؤوليها وحتى بعض رجال الدين يتسابقون في منحهم كل مايحتاجون من ملبس ومسكن ودواء ومليارات الدنانير..فهل علِمتم وميّزتم من هو الارهابي المتخفي بين الملهوفين حقا مثل ماتدققون في هويات ومستمسكات الشيعة المظلومين عندما يطالبوا بحقوقهم؟..فهل هذه هي العدالة التي ستحكمون بها العراق واهله؟ نحن مع اغاثة الملهوف من اي مكان كان ومن اي ملة ودين لكن دون تمييز وعلى الحكومة اولا اغاثة الملهوفين في جنوب ووسط العراق الذين تُسلب الثروات من تحت اقدامهم عقود من الزمن وهم يعانون الفقر والتهميش سابقا ولاحقا والعمل على اغاثتهم وانتشالهم من قاع الفقر القاتل وتسوية امورهم واعانتهم دون تسويف وتأخير..لكم الله ياشيعة العراق على صبركم وتحملكم كل هذه المعاناة..
مقالات اخرى للكاتب