ثورة خالدة باقية على مر العصور يتذكرها الجميع , سجل التأريخ بطولاتها بأقلام من نور , راح ضحيتها مئات الإلف من الشهداء نساء أطفال شيوخ شباب , كانت انقلابآ ضد سياسة الدكتاتورية والإرهاب التي استخدمها صدام ضد أبناء الشعب العراقي وثوره ضد الطغيان , وانتفاضه ضد كل ما هو سلبي , انطلقت من الجنوب وبالتحديد من محافظة البصرة عند إعلان وقف إطلاق النار بعد حرب الخليج الثانية وانسحاب الجيش العراقي من الكويت منكسرآ خائبآ مات من مات من افرادة والباقي عاد سيرآ على الإقدام إلى المدن العراقية وكل ذالك بسبب مغامرات هدام الرعناء . اشتعلت شرارة الثورة الأولى عندما انهال احد الجنود المنسحبين على لوحة جداريه لصدام بالسب والشتم ورمي الأحذية في ساحة سعد بمدينة البصرة , بدئت في 2 آذار (مايس )1991 في الجنوب وفي 4 آذار في الشمال إما عمرها فكان قصيرآ ( 14 ) يومآ راح ضحيتها أكثر من 300 إلف مواطن عراقي من الأبرياء . دمرت مدن بأكملها لم تسلم من الضرب حتى أضرحة الأئمة المعصومين فقام حسين كامل بضرب ضريحي الإمام علي والإمام الحسين وأخوه العباس (ع) ولا زال الناس يتذكرون مقولته الشهيرة (أنت الحسين وانأ الحسين ) حتى أطاح الإمام الحسين به بيد من كان يقوده ويأتمر بأمره , استخدم الجيش العراقي لضرب الشعب بدلآ من حمايته لان ولائه كان للسلطة وليس للشعب وهنا نتذكر موقف الجيش المصري الذي نقف له وقفة إجلال واحترام لأنة كان حاميآ وداعمآ ومساندآ للشعب إثناء ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم حسني مبارك . ساعدت سهولة الأرض في الجنوب والوسط النظام في سرعة قمع الانتفاضة إما في الشمال فقد وجد النظام صعوبة في قمع الانتفاضة لان الأرض جبلية مع وجود البشمركة وكذالك دعم الدول المجاورة لكردستان وللشعب الكردي وتقديم المساعدة له . إما عن دور رجال الدين والمراجع في لانتفاضة ,فاغلبهم اعتكف في المنازل وانقطع عن صلات الجمعة خوفآ وهربآ من النظام إلا الشهيد الثاني السيد محمد صادق الصدر(قدس سره) الذي قدم الدعم والعون للثوار المنتفضين وكان مواضبآ على صلات الصبح والظهر والمغرب في الحرم العلوي . إن الانتفاضة كانت بداية لنهاية سقوط الدكتاتورية الصدامية في العراق حيث بدئت السلطة الحاكمة بالضعف والتردي والانهيار منذ ذالك التأريخ حتى سقوط النظام 2003 , كذالك كانت بداية للثورات العربية التي حدثت في عام 2011 في عدد من الدول العربية والتي أطاحت بالعديد من الحكام العرب . كان للانتفاضة 1991 عدة أسباب أهمها . /1 السياسة القمعية التي استخدمها نظام صدام ضد معارضيه . 2 / تسلط الحزب الواحد على أبناء الشعب . /3دخول العراق أكثر من حرب أدى إلى خسائر كبيرة في الموارد البشرية والمادية . /4 الفقر واليأس والحرمان الذي عانى منة أبناء الشعب . إما عن أسباب فشل الانتفاضة ونهايتها فتلخصا بما يلي . / 1 عدم وجود قيادة مركزية موحدة . / 2انعدام الإعلام مثل القنوات الفضائية ووسائل الاتصالات الحديثة مثل الانترنيت 3/ عدم حصول الثوار على الدعم من الخارج /4 إعطاء الضوء الأخضر لصدام من قبل الأمريكان بضرب الثوار جوآ . /5 مساندة الجيش للحكومة خوفآ أو دعمآ لها . /6 سهولة تحرك الجيش والحرس الجمهوري لضرب المدن في الوسط والجنوب كون الأرض سهلية . إما أهم نتائج الانتفاضة فهي . /1 قتل مئات الإلف من الأبرياء على الظن والشبهة أو المذهب . 2 / التمثيل بجثث الشهداء . /3 قتل الجرحى بحجة عدم كفاية المستشفيات . /4 رمي المعارضين من علو شاهق بواسطة الطائرات مما يؤدي إلى الموت عند وصولة الشخص إلى آلارض . /5 رمي بعض المعارضين في النهر وذالك بربطهم بحجارة كبيرة كما يفعل الارهابين اليوم مع الأبرياء . /6 قتل النساء والأطفال في المنازل التي يشتبه وجود معارضين فيها . /7 إحداث مقابر جماعية في عدد من محافظات العراق . /8 تجفيف الاهوار وحرق البساتين وتهجير الناس من مناطق سكناهم الأصلية . /9 اعتقال الإلف من الأبرياء لعدة سنوات في سجون تحت الأرض . كل هذه الأساليب وغيرها خالفت قوانين الديانات السماوية وقوانين حقوق الإنسان التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة حسب اتفاقية جنيف لعلم 1948 . نستخلص من كل ذالك إن القمع لم يشمل فئة واحدة من الشعب بل شمل الجميع إضافة إلى الطبيعة التي لم تسلم من هذه السياسة التي دمرت العراق أرضآ وشعبآ والتي أدت بالنهاية إلى سقوط الدكتاتورية الصدامية التي حكمت العراق أكثر 35عامآ بيد من حديد بالقتل والتدمير والتهجير لكن لم ولن تستمر دوله طغيان على مر العصور لابد من نهاية وجاءت النهاية على أيدي من صنعوا الدكتاتور ليطيحوا به والى الأبد بعد إن تمرد عليهم وأصبح عميلآ ثقيلآ لا يجلب سوى المشاكل وهذه هي سياسة أمريكا مع كل عملائها من الحكام العرب .
مقالات اخرى للكاتب