مع اقتراب انطلاق العمليات الدعائية للفوز بمقاعد مجلس النواب , اشتدت وتيرة الحر والتنافس على بطانيات المقاعد النوائبية , حركة مكوكية متتابعة على اختلاف اشكال المرشحين , شعارها المشترك بطانية ام النمر وابو النمر , كأنها الغطاء الرئيسي لاخفاء فشلهم المزمن في توفير ابسط متطلبات الشعب العاري في عيش كريم , احياء عشوائية من الصفيح ( التنك ) كما يسميها قاطنيها وباعة الفكر السياسي ايضا , احلام اهاليها القابعين تحت خط الفقر بعشرين الف درجة فهرنهايتية في خطف صيف لافح يخلصهم من ليالي شتاء مؤلم شاطح , ليأتي صاحبنا المرشح النائب القديم الجديد , ليقدم لهم هدية عيد الفقر عبارة عن بطانية تصحي فيهم ذكريات الشتاء القريب , بهذه السلوكيات المليئة بالاستخفاف والمتاجرة بمشاعر البسطاء من الناس , يواجه البرلماني المستقبلي مسؤولياته لبناء الدولة , لتكون امتدادا لما اصابها من سوء اختيار وعربدة جلسات , حيث انهى مجلس النواب اعماله بشجار وصراخ وهذا الك وهذا الي مرورا بقندرة عالية ولكمات احمد وصراخ الملا وزعل محما , سوق للنقر بايقاع تشمئز له الحياة السياسية لابسط دول العالم تنظيما , بسهولة كبيرة واستخفاف عالي , تعاود هذه الشخصيات جدولها اليومي في الاستهتار برؤيا الانسان العراقي وتطلعاته , مستخدمة طرق مرور مكشوفة , في منازعة المواطن على مذهبيته وقوميته , بأحياء مبرمج لهذه الهويات الفرعية , وتغييب تام لهوية الوطن دون ادنى مراعاة للظرف القاهر الذي انهك روح هذا البلد وضيق الخناق على ابتسامته , لتكون البطانية البرلمانية والمدفئة والتواجد على عشب الملاعب وكلمة اخوكم البرلماني وخادمكم وصديقكم هي المناسك المظللة التي اختفى خلفها حضرته بعشرات المظللات عندما لم يكن للمواطن اصبع في مدواة الحبر الانتخابي , ان العراق على شفا حفرة من اختبار عسير وقد يبدو مزعج حد الكسل من النظر إلى العملية الانتخابية برمتها , حيث من غير الطبيعي ان نعاود التجربة لاكثر من مرة وبنفس الخطأ القاتل ونتطوع مرة اخرى لنكون ادوات القهر والفشل على انفسنا , عبر الانجرار طواعية خلف شعارات فاسدة وشخصيات سياسية افسد , حيث لامجال لمراجعات او جهد ذهني في تقدير المسافة الحقيقية الواجب الوقوف عندها في الاختيار هذه المرة , فبعد ثلاث دورات من الاحتماء خلف عباءة المراجع , رفعت المراجع الدينية عباءتها وبشكل معلن هذه المرة وعلى مسمع ومرأى من الجميع , وتنكر بعض منهم حتى لولاءات هذه الشخصيات على اختلاف مسمياتها الحزبية , بحديث مباشر وواضح وصل حد الوصف بالفاشلين والفاسدين , فلا خيار لمن يتعكز على فتوى المراجع , اما المواطن فلقد عانى من تجربة السنوات العشرة الماضية وقد تبرهنت له باليقين واللمس , غايات هذه القوى في نهب خيرات الشعب , وتفضيل مصالحهم الشخصية على المنفعة العامة والماكينة الرهيبة للموت التي تاجر بها اكثرهم , فما عاد مجدي السباحة في ماء مالح لمتعة الحاكم
مقالات اخرى للكاتب