Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سيكولوجية الفرهود ونزعة الانتقام
الاثنين, نيسان 6, 2015
ثامر عباس

لقد دهشت كثيرا"حيال ردة الفعل الغاضبة التي صدرت عن قطاعات واسعة من المجتمع العراقي ، إزاء عمليات السلب والنهب والتخريب التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة في محافظة تكريت وقبلها في محافظة ديالى ، بعد أن زعم (تحريرها) من براثن احتلال الجماعات المسلحة ، التي طالما وضعت عناصرها دريئة للتشنيع والتقريع باعتبارها المتهم الأول والوحيد لممارسة هذا السلوك من القرصنة والزعرنة . ولعل هناك من سيستهجن موقفي هذا ويستخف بطريقة نظرتي للأمور إزاء تداعيات هذه الحالة المأساوية ، من منطلق كوني لم أشاطر جموع الغاضبين مشاعرهم المنددة ، ولم أبادر لإعلان ردة فعل مشابهة أو موازية لردة فعلهم الطبيعية ، لا بل ذهبت باتجاه إبداء دهشتي واستغرابي لمواقفهم المشروعة ! .

والحقيقة إني لم أدهش واستغرب لأن الناس تحتج على هذه الشاكلة من العنف والغضب ، إزاء من يسرق ثرواتها ويحرق ممتلكاتها ويمحق تاريخها ، فذلك من أبسط حقوقها الإنسانية وأدنى مستويات تعابيرها العاطفية ، إنما أتصرف على هذا النحو لكوني اعتقد بان هذا الضرب من الممارسات اللاخلاقية والتصرفات الاانسانية ، ما هي إلاّ تعبير/ تجسيد لظاهرة (الفرهود) التي استوطنت سيكولوجية الإنسان العراقي ، فضلا"عن تجليات / تمظهرات نزعة (الانتقام) التي استحكمت في وعيه واستشرت في علاقاته . ولا يظنن المرء إن هذه اللوثة مقصورة على المجتمع العراقي دون سواه ، إنما هي حالة نكوصية عامة يصاب بها كل مجتمع استشعر أفراده غياب رادع السلطة / القانون وذهاب وازع الضمير / الأخلاق . والشيء الذي يسوغ لي التركيز على الشخصية العراقية - في هذه الحالة – أكثر من غيرها ، هو إن الظاهرة المعنية سرعان ما تقترن بنزعة الانتقام من كل ما له علاقة بالآخر ، كما لو أن مظاهر فوضى الأولى تحرر كوامن الثانية من قيودها وتطلق لها العنان دون عواقب ، وهو الأمر الذي يجعلها تأخذ هنا أبعادا"غير مألوفة واتجاهات غير منطقية ، لا تتلائم مع ما يشاع عن طبيعة هذا المجتمع من خلفيات حضارية وسرديات تاريخية ورمزيات دينية .

وإذا كنت أتحاشى إزعاجكم بمفارقات هذا المجتمع الغريب في طباعه والعجيب في تصرفاته ، ليس فقط لكونه أول من اجترح أنماط (الحضارة) وابتدع أول صيغ (القانون) وابتكر أول مظاهر (التدين) فحسب ، بل وكذلك كان أول من شرع لأشكال (نحر) الرقاب و(سمل) العيون و(جدع) الأنوف) و(حرق) المدن و(سبي) النساء ، بالإضافة طبعا"إلى إباحة (الفرهود) للممتلكات وإجازة (التنكيل) بالأسرى . فاني بالمقابل ملزم بتذكيركم بما جرى للطائفة اليهودية عند منتصف الاربيعنيات من القرن الماضي ، حيث استبيحت أموالهم وممتلكاتهم وحتى أرواحهم من قبل العامة والخاصة ، دون أن تشفع لهم مواطنيتهم العراقية التي امتدت لمئات – إن لم يكن – لآلاف السنين . لا بل والأنكى من ذلك إن (الرمزية الوطنية) التي كانت تحملها العائلة المالكة في العهد الملكي ، لم تحول دون استباحة ممتلكاتها واسترخاص أرواحها ومن

ثم التنكيل ببعض أفرادها . وان كنتم قد نسيتم هذا ، فكيف لكم نسيان مشاهد الدراما الإنسانية التي عصفت بالعراق ، بعد كوارث الغزو الأمريكي عام 2003 وإسقاط نظامه السياسي ، حيث مظاهر السلب والنهب والتخريب والحرق طالت الأخضر واليابس ، دون أن تنفع أو تردع مناشدات المرجعيات الدينية والسياسية للعدول عن تلك الأفعال المشينة والممارسات المخجلة ، والتي ستبقى تداعياتها عالقة في ذاكرة الأجيال القادمة ، لتكون لها بمثابة مادة للتندر والتهكم على ما فعله الآباء والأجداد من ضروب ؛ دناءة النفس وقلة المرؤة وضعف الإيمان وانعدام الوطنية ! .

ولهذا عليكم أن تتوقعوا دائما"أن لا شيء يعيق انطلاق هذا المارد المخيف من قمقمه ، كلما أصبحت قرية أو محلة أو مدينة أو محافظة مسرحا"للصراعات المسلحة بين الجماعات والمليشيات ، على خلفية الكراهيات الطائفية والتباغضات العرقية والحساسيات القبلية والاستقطابات المناطقية . لاسيما وان هناك العديد من القوى الداخلية والخارجية الضالعة في مخططات التقسيم للجغرافيا والتفكيك للتاريخ والتفتيت للاجتماع ، تدفع باتجاه / وتشجع على ممارسة مثل تلك الأعمال اللصوصية والتخريبية ، لاعتبارات تتعلق بمصالحها السياسية وأهدافها الإستراتيجية في المنطقة .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44859
Total : 101