Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
التربية العدوانية للطفولة العراقية
الاثنين, شباط 23, 2015
ثامر عباس

لا أكتم القارئ سرا"حين أعلن له حقيقة ؛ انه وأنا أكتب هذا الموضوع تملكني شعور بأن هناك من يرمقني بعين الاستخفاف والاستهجان ، وكأن لسان حالة يقول : وكيف تتوقع أن يكون نمط التربية التي يحصل عليها الأطفال في بيئات مدججة بكل عوامل العنف ومعبئة بكل مقومات الكراهية ؟! . وعليه فليس من الحكة ولا المنطق تتوقعك أن تتم تربية الطفل العراقي بغير هذا الأسلوب العنيف وبغير تلك الطريفة العدوانية ، وإلاّ فالويل لهم في مجتمع يأكل فيه القوي الضعيف كما في عالم وحوش الغابة . والواقع إني لا ألوم من يتبنى موقفا"كهذا ويؤيد وجهة نظر كتلك ، طالما إن القيم والأعراف السائدة في المجتمع العراقي لا تشجع فقط على شيوع مثل هذه المظاهر والسلوكيات فحسب ، بل وتلزم كذلك الأهل والأقارب على تربية أطفالهم وتنشئة شبيبتهم على مراعاة جوانب الحيطة والحذر مع أقرانهم المحيطين بهم ، فضلا"عن إظهار علائم السيطرة والخشونة في التعامل مع الآخر ، وإلاّ فانه لا مكان للمترددين وذوي النفوس الضيفة في بيئة اجتماعية أدمنت جماعاتها على العنف الوحشي ، وأصاب أفرادها داء عضال العدوانية الشرسة . بيد إني حين أبرر للمسؤولين عن تربية أطفالهم التشدد في مضمار التأكيد على روح المنافسة اللاانسانية ، وإظهار قيم الرجولة المتبربرة ، ولا بأس من التحلي ببعض القسوة في التعاطي مع رفاق المحلة وزملاء الدراسة أو شركاء اللعبة ، لا يعني هذا بمثابة الاعتراف بواقعية تصوراتهم والموافقة على سلامة إجراءاتهم ، وإلاّ سأضطر لشاطرهم تلك النظرة البدائية الخاطئة إلى أسس التربية الحضارية الصحيحة ، فضلا"عن إن طرحي لهذه المسألة على مستوى الرأي العام سيغدو لا معنى له ولا مسوغ بالمرة . كل ما في الأمر هو إني انظر للحالة من منظور طبيعة القيم ونمط المعايير السائدة في المجتمع العراقي ، مع الأخذ بنظر الاعتبار ماهية الأصول الاجتماعية والخلفيات الثقافية والمنظومات الدينية ، التي تتحكم بنواظم السلوك ونوابض الوعي سواء بالنسبة للأفراد أو الجماعات . والحال كيف نريد لأطفالنا وشبيبتنا أن تنبذ مظاهر العنف وتتخلى عن نوازع العدوانية ، في الوقت الذي تعيش فيه ضمن إطار مجتمع رفع فيه الكبار قبل الصغار تلك المظاهر والنوازع إلى مصاف القيم الكبرى المعتبرة ؟! . 
كيف لنا أن نتوقع حصول تغيير نوعي في مزاج الأطفال والشبيبة لصالح قيم المسالمة وأعراف المسامحة ، في الوقت الذي يشاهدون آبائهم يتبجحون بخيلاء رجولتهم القبلية ، عبر فوهات البنادق الرشاشة أو غيرها من الأسلحة النارية ، لاسيما أثناء المناسبات سواء أكانت محزنة أم مفرحة ؟! . كيف يكون بمقدورنا حمل هؤلاء الأطفال وأولئك الشبيبة على هجر ثقافة التفاخر بالقوة الغاشمة والتنابز بالشجاعة المغالبة ، في الوقت الذي لا يحسن آبائهم التعبير عن مشاعر الرضى والامتنان ، حيال تفوق أبنائهم في شتى مجالات العمل أو الدراسة ، سوى تقديم لعب وهدايا تحمل طابع العنف وتحضّ على العدوانية ؛ من قبيل أشكال الأسلحة نارية والسيوف والقبضات الفولاذية ، بدلا"من تلك التي تسهم في تطوير مهاراتهم الإبداعية ، وتساعد على شحذ ملكاتهم المعرفية ، وتؤكد على تنمية مشاعرهم الإنسانية ؟! . ونتيجة لذلك فقد اختفت من حياة الأطفال العراقيين مظاهر الفرح والبهجة ، التي كانت مصحوبة بممارسة الألعاب البريئة والفعاليات النافعة ، والتي كانوا يتمتعون بها في الأعياد والمناسبات (الدينية والوطنية) ، فضلا"عن السفرات المدرسية التي كانت تشكل رافدا"من روافد تعزيز الأواصر بين التلاميذ وتنمي لديهم حب الاطلاع وزيادة المعارف . لتحل محلها أشكال أخرى غريبة على بيئتنا ودخيلة على ثقافتنا وطارئة على أخلاقنا ؛ من مثل مشاهد العنف الدموي على أجهزة التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي ، ومقاهي الانترنيت التي تبث شاشاتها العاب العنف والجنس والجريمة .. الخ ، ناهيك عن تجار الموت الذين باتوا يستغلون أي مناسبة لتأمين شتى أنواع المفرقعات النارية ، التي أصبحت الوسيلة المفضلة للأطفال في التعبير عن أفراحهم في المناسبات . والانكى من ذلك كله لجوء البعض من الآباء إلى وسائل التواصل الاجتماعي ، لا لأجل جعل أبنائهم يستثمرون هذه الوسيلة الحضارية لتعزيز روح التآخي وتكريس ثقافة السلام بين مكونات هذه الشريحة الخطيرة ، ومن ثم توجيه اهتماماتهم نحو آفاق العلم ودروب المعرفة وميادين الثقافة ، وإنما لعرض حالات وبث مشاهد تزرع روح العسكرة والافتتان بالقوة في نفوس أطفالهم ، عبر مظاهر ألباسهم الزى العسكري والسماح لهم بحمل بعض أنواع الأسلحة ؛ إما للتباهي الساذج والتفاخر القبلي ، وإما للتنفيس عن مكبوت شخصية أخصيت رجولتها وأهدرت كرامتها . وهكذا فبقدر ما بات الواقع الاجتماعي المتأزم يعكس خلافاته وصراعاته على قيم المجتمع وأعرافه المتخلفة ، بقدر ما أضحت هذه الأخيرة تغذي مكونات ذلك الواقع وتمنحها أسباب البقاء ومبررات الاستمرار . ولهذا فان الأمر يتطلب – إذا ما توخينا التغلب على هذه الإشكالية المدمرة - إحداث تغييرات جذرية وتحولات عميقة ، لا في طبيعة تلك القيم ونمط تلك المعايير فحسب ، بل وفي طبيعة النظرة إلى الأولى والتعاطي مع الثانية بالتزامن والتعاقب على حدّ سواء . بحيث نضع باعتبارنا إن مسؤولية انتشال أطفالنا من فخاخ الموت ومهاوي الضياع ، وبالتالي خراب المجتمع الكلي أكثر مما هو عليه الآن ، لا تقع فقط على عاتق أجهزة الحكومة ومؤسسات الدولة – مثلما يكثر الحديث عن ذلك – وإنما هي بالدرجة الأساس من مسؤولية الآباء والأمهات ، فضلا"عن الدور المساعد للأقرباء والأصدقاء من الذين
يجمعهم الهم الوطني الواحد . ذلك لأن من سمات الشعوب المتحضرة والمجتمعات المتمدنة ، التركيز على رعاية الطفولة والاهتمام بالفئات العمرية اليافعة ، ليس من قبيل اعتبارها دريئة الحاضر وخميرة المستقبل فحسب ، وإنما من منطلق كونها حافظة لوجودها وصائنة لمصالحها وحاضنة لقيمها والباعثة لأمجادها 



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53106
Total : 101