Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قحطان
الاثنين, نيسان 6, 2015
سمير عطا الله

تزوّج أستاذ لغة عربية بفتاة لبنانية الأصل مولودة في الريو دي جانيرو. جرت العادة في الماضي أن يأتي شاب مهاجر إلى البلد الأم بحثًا «عن نصيبه»، فيأخذ «بنت الحلال» ويسافر بها إلى قارة من القارات. أستاذ اللغة حالة نادرة. سافر لكي يزور أبناء عمومته في الريو، فعاد متزوجًا ابنة عمّه التي سميت روزيتا على اسم جدتها وردة، وتُلفَظ «وردِه». ولم تكن وردِه، الجدّة، تشبه اسمها، على ما يروون، لكن روزيتا تشبه حديقة ورد من البرازيل.

أين المشكلة؟ ليست مشكلة تمامًا. فالجمال إذا كان ورديًّا لا يعود في حاجة حقيقية إلى قواعد الإعراب. وصاحبنا، الذي كان يتكلم الفصحى حتى مع البقّال والنجّار والحلاّق، رأى نفسه مضطرًّا إلى تقليد الزوجة وما تعلمته عند أهلها من كلمات محدودة، تلفظ جميعها بالأحرف البرتغالية، منزوعًا منها الحاء والخاء والباء وطبعًا، عزيزته الأولى وأُمّ صنعته، الضاد.

قال: غدا تتعلم من الأهل والصديقات والقريبات. ولم ينتبه إلى مسألة أساسية وهي أن اللبنانيين يهوون تقليد اللغات واللهجات. وكانوا في مجالسهم يتحدثون الفرنسية والإنجليزية. ومن لم يُسعفها الحظ بلغة لاتينية، لجأت إلى اللكنة المصرية المسموعة في الأفلام.

وهكذا، صارت جميع القريبات يتحدثن مثل روزيتا التي من الريو. لقد اعتقدن أنهنّ ربما في ذلك عدوى من لون روزيتا. وصار يلاحظ أنه كلما زارتهما شقيقاته، يتحول البيت إلى مجمع مكسرات لغوية وكلام غير مفهوم. وبعض بنات شقيقاته طلبن تغيير أسمائهن إلى اسم «خالتي روزيتا». ولم يتوقف تأثير الضيفة البرازيلية عند اللغة، بل امتد إلى الطعام الذي اعتاد عليه. اختفت صحون الحمّص والتبولة وغاب الباذنجان. أما العاملة الآسيوية التي كانت تتحدث ثلاث جُمل في كل منها كلمة إنجليزية وكلمة عربية وهزَّتا رأس، أصبحت الآن تتحدث لغة واحدة هي الروزيتية. ولم تعد تهز رأسها، لا في النفي، ولا في الإيجاب، ولا بين بين.

من ناحية، شعر الأستاذ بالفرح؛ لقد وُلدت في بيته وبسببه لغة جديدة، ربما غير مفهومة، لكنْ لها إيقاع جميل. لكنه شعر بالخطر على عمله وصنعته. صار كلما وقف أمام التلامذة شارحًا الأصمعي في نبرة خطابية، تذكّر أن روزيتا تسمي البطاطا «بتاتا»، إذ سمعته مرة يحكي على الهاتف نافيا لمُحاوره «قطعًا بتاتًا». وفهمت روزيتا أنه يتحدث عن «قطع بطاطا». وعندما يطلبه أحدهم ويسألها: «الأستاذ موجود؟»، تجيب: «ايه. هوي مش هون بس موجود».

ولم يلبث للحدث السعيد أن أطل: طفل بلون روزيتا. أرادت أن تسميه مانويللو، على اسم شقيقها الأكبر. «ليس على ضرب عنقي» قالها الأستاذ بلغة فصحى، «والدي قحطان، وأنا أبو قحطان»



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35361
Total : 101