Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الثقافة والتاريخ ، الانسانية الاولى
الجمعة, أيار 6, 2016
د. رضا العطار



في كتاب (التاريخ العام لافريقيا) وهو من نشريات اليونسكو، نأتي على حقائق مثيرة عن ثقافة الشعوب البدائية.
فمن المعروف مثلا انه في الدول الافريقية كان جميع الاجانب يتمتعون بكرم الضيافة وبحقوق المواطنين المحليين نفسها، في حين كان الاجنبي في روما القديمة او في بلاد اليونان القديمة يتحول الى عبد عندهم. لعل هذه الحقائق وامثالها هي التي جعلت عالما المانيا خبيرا في الدراسات الافريقية هو (ليو فروبنيوس) ان يقول :
(ان الافارقة متحضرون حتى النخاع، وان فكرة انهم برابرة ليست سوى خيال اوربي)

ولنا هنا ان نتسائل عن طبيعة القيم المماثلة التي وجدت بين الامريكيين الهنود او القبائل من سكان افريقيا وتاهيتي او الفلاحين الروس البسطاء وحتى بين ادنى الطبقات الاجتماعية في الهند - - - ما اصل هذه القيم ؟ ولمَ تظهر في بدايات التاريخ الاولى، ولم تتناقض كميًا مع التطور التاريخي ؟ من اين جاءت فكرة قبائل (اروكويز) عن رعاية المسنين والمعوقين ؟ هل جاءت من اصل حيواني ؟ بينما جميع الاشكال المختلفة (للرعايا) التي نلاحظها عند بعض الحيوانات قائمة على اساس من المنفعة، فلا انسانية فيها.
لقد انهى (مورجان) كتابه الشهير بهذه الكلمات : ان ديمقراطية الحكم والاخوة في المجتمع والمساواة والتعليم العام، سوف يوصلنا الى مستوى اعلى من المجتمع الذي طالما استهدفته الخبرة والعقل والعلم، وفي هذا تجديد للحرية والاخاء والمساواة التي سادت حياة العشائر القديمة، ولكن على مستوى اعلى - - وهكذا نرى (مورجان) ان الحرية والمساواة والاخاء في المجتمعات المتحضرة تاتي بواسطة ثلاث قوى هي : الخبرة والعقل والعلم. الا اننا نستطيع الان ان نؤكد على الاقل امرين، اولهما ان الحرية والمساواة والاخاء في المجتمعات البدائية لم تات بواسطة الخبرة والعقل والعلم. وثانيا ان الفترة التي مرت منذ ُ نشر كتاب (مورجان) حتى الان لم تبرهن باي حال من الاحوال صدق تنبؤات (مورجان) المتفائلة .

ان الذي كتب التاريخ أناس متحضرون، ولم يكتبه (البرابرة) ولا بد ان تعزو الى هذه الحقيقة ما ساد من تعصبات في هذا التاريخ. فهو لا يكتفي بان يحصر النمو الاجتماعي والتقني في الحضارة دون (البربرية) بل يمد الاستقطاب الى الاحكام الخلقية المتمثلة في التضاد بين الخير والشر.
فإذا قامت دولة ما بذبح ابناء شعب آمن وتدمير ثقافته، توصف بانها قامت باعمال (بربرية). ومن ناحية اخرى، اذا طلبنا من الاخر ان يبدي شيئا من التسامح والانسانية، فأننا نقول له (اسلك سلوكا حضاريا). ومن الغريب ان تستمر هذه التعصبات بعناد رغم تآزر حقائق لا حصر لها تنكرها انكارا كاملا.
ان تاريخ القارة الامريكية وحده يسمح لنا ان نستنتج نتيجة مضادة تماما. ألم يكن الاسبان الغزاة المتحضرون هم الذين دمًروا – باحط الوسائل التي لم يشهدها التاريخ من قبل – لا الثقافة (الماياوية) والثقافة (الأزتية) فحسب بل دمًروا الشعوب نفسها التي كانت تعيش في هذه المناطق ؟ - - أليس المستوطنون البيض الذين جاؤا من بلاد متحضرة هم الذين دمًروا قبائل الهنود الحمر، السكان المحليين ؟

لقد كانت الحكومة الامريكية – حتى منتصف القرن التاسع عشر – تدفع مبلغا من المال لمن يأتي بفروة رأس هندي احمر. وخلال ثلاثة قرون من الزمن استمرت التجارة الشائنة في العبيد السود عبر المحيط الاطلسي جنبا الى جنب مع نمو الحضارة الاوربية – الامريكية. ولم تنتهي هذه التجارة إلا سنة 1865 .وكان عدد الذين وقعوا في الاسر فريسة للصيد البشري خلال هذه الحقبة 15 مليون انسان حر، كما يُعتقد. قذف منهم حوالي 3 ملايين في البحر، نتيجة الأصابة بالمرض. كان الافارقة يُختطفون من مزارعهم امام اعين نسائهم واطفالهم في جنح الليل، يقيدون بالسلاسل الحديدية، ثم يُقتادون الى السفن لتنقلهم الى الغرب (المتحضر) كي يعملوا في مزارع القطن عندهم كالحيوانات، محرمين من الحقوق المتعلقة بالبشر، فإذا تمرضوا، تُركوا ليموتوا - - - هذه الاعمال الوحشية كانت موجهة من مجتمع متحضر ضد احرار مسالمين من الشعوب البدائية (البربرية). ولعلنا نستطيع ان نأتي على ذكر الامبريالية الحديثة، بمعنى آخر كانت المواجهة بين الحضارة الاوربية وبين ما يسمى بالشعوب المتخلفة - - هذه الامبريالية تُفصح في نفسها في كل مكان بعنفها وخداعها ونفاقها واستعبادها، كما تبدو في تدمير جميع القيم المادية والثقافية والاخلاقية للشعوب الضعيفة.
الى الحلقة التالية !
* مقتبس من كتاب (الاسلام بين الشرق والغرب) لعلي عزت بيجوفيتش

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45663
Total : 101