Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
النية والعمل، ح 45 ! (اقتباس)
الجمعة, آب 28, 2015
د. رضا العطار



في عالم الطبيعة توجد الاشياء وجودا موضوعيا، فالأرض تدور حول الشمس سواء عرفنا ذلك او لم نعرف، وسواء رغبنا في ذلك او لم نرغب، قد نكره هذه الحقيقة ولكننا لا نستطيع تجاهلها او تغييرها. أما في عالم الاخلاق، فإن هذه الحقائق لا معنى لها، فهي ليست خيرا ولا شرا، بل لا وجود لها، ففي عالمنا الجوًاني ليس للاشياء وجود موضوعي، لاننا نحن الذين نساهم مباشرة في وجودها، نحن الذين نشكل هذا العالم الجًواني، وهذا هو ميدان الحرية الانسانية.

في العالم البرًاني نفعل ما يجب علينا ان نفعله، في هذا العالم يوجد الغني والفقير، الذكي والغبي، المتعلم والجاهل، القوي والضعيف (وجميع هذه الاشياء لا تتوقف على ارادتنا ولا تعبًر عن ذواتناالاصيلة). في مقابل هذا العالم يوجد عالمنا الجوًاني، وهو عالم قوامه الحرية والاختبارات المتساوية، وهي حرية كاملة حيث لا تحدًها حدود مادية او طبيعية.

وتعبًر الحرية عن نفسها في النية والارادة. فكل انسان يتوقً الى ان يحيا في اتساق مع ضميره وفقا لقوانين اخلاقية معينة. وقد لا يكون هذا سهلا عند البعض، إلا ان كل انسان يقدًر قيمة الاستقامة. كثير من الناس لا يعرف سبيلا لدفع الظلم، ولكن جميع الناس قادرون على كراهية الظلم واستهجانه في افئدتهم، وفي هذا يكمن معنى الندم.
ليست الانسانية في الكمال او العصمة من الخطأ. فأن تخطئ وتندم هو ان تكون إنسانا.
ورغم كل ما فينا من اهواء واخطاء، نستشعر بيقين اننا اقرب الى رحمة الله وغفرانه.

كم من اشياء فعلناها وكنا لا نريد حقيقة ان نفعلها ؟ وكم من اشياء وددنا ان نفعلها ولكن لم نفعلها ابدا ؟ إذن هناك عالمنان : عالم القلب وعالم الطبيعة. فالرغبة قد لا تتحقق ولكنها حقيقة في عالم قلوبنا، حقيقة كاملة. ومن جهة اخرى يقع الفعل بالصدفة المحضة، فعل لم يكن مقصودا ولكنه حدث كاملا في العالم الطبيعي، ولم يحدث مطلقا في العالم الاخر، عالم الحياة الجوًانية.
هذه العلاقة بين الارادة والفعل تعكس التناقض المبدئي بين الانسان والعالم، وتظهر على السواء في الاخلاق والفن والدين. فالنية والرغبة والتقوى تنتمي داخلية بعضها الى بعض وعلاقتها واحدة في انعكاساتها المادية : في السلوك، وفي العمل الفني، وفي الشعائر التعبدية. فالاولى تجربة روحية، والثانية احداث في العالم الخارجي.

وهنا يثور سؤال : هل نحكم على الاعمال بالنوايا التي انطوت عليها، ام بالنتائج التي ترتبت عليها ؟ الموقف الاول هو رسالة كل دين، اما الموقف الثاني، فهو شعار كل ايديولوجيا او ثورة، فهناك منطقان متعارضان، احدهما يعكس إنكار العالم، والاخر يعكس إنكار الانسان.

وكان لا بد للعلم وللنظرية المادية ان تُدليا بدلويهما في مسألة اصالة النية والقصد في السلوك الانساني. وانتهيا الى ان النية ليست مبدأ اوليا او أصيلا، بل شيء لا يوجد له تفسير عندهما، شيء هو اقرب الى ان يكون نتيجة من ان يكون سببا. ومن ثم، فمصدر الفعل الانساني ـ عندهما ـ ليس النيًة، وانما يقع في منطقة وراء الوعي هي منطقة الجبرية العامة.

يقرر الدين عكس ذلك حيث يؤكد ان هناك مركزا جوًانيا في كل انسان يختلف عن بقية العالم، وهو اعمق ما في هذا الكائن الانساني ألا وهي النفس.
والنية خطوة الى اعماق الذات، وهناك يتبنًى الانسان العقل او يحققه ويؤكده تاكيدا جوًانيا. قد يقوم به في العالم الخارجي وقد لا يفعل، انما في العالم الجوًاني قد تحقق الفعل وانتهى. بدون الرجوع الى هذا العالم الجواني يصبح عمل الانسان عملا آليًا، مجرد صدفة في العالم البرًاني الزائل.
ويعبًر الفيلسوف (دافيد هيوم) : (إن العفل ليس في ذاته قيمة خلقية، ولكن ان نعرف القيمة الخلقية لإنسان، علينا ان ننظر في داخله، وحيث اننا لا نستطيع ذلك بطريق مباشر فإننا نصرف نظرنا الى افعاله)، ولكن هذه الافعال كانت ولا تزال مجرد رموز على الارادة الجوًانية، ومن ثم فهي ايضا رموز للتقييم الاخلاقي.

العمل الذي انعقدت عليه النيًة هو عمل قد تمً أدائه في عالم الابدية، اما اداؤه البراني، فيحمل طابعا ارضيا، فهو مشروط لا اصالة فيه، انه صدفة، بل لا معنى له، النيًة حرًة اما الاداء فيخضع للقيود والقوانين والشروط، النيًة جميعها ملك لنا، اما الاداء فينطوي على امور غريبة عنا، عرضية في ذاتها.

والانسان خيًر ما اراد ان يكون خيًرا، وفي حدود فهمه للخير حتى ولو اعتبر هذا الخير شرًا في نظر شخص آخر، والانسان شرير، ما اراد ان يفعل الشر، حتى ولو بدا فيه خير من وجهة نظر الاخرين. فمدار القضية في عالم الانسان الجوًاني الخاص، في اطار هذه العلاقة ـ وهي علاقة جوانية روحية ـ يقف الانسان وحده تماما، وهو حر شأنه كشأن الاخرين. وهذا هو معنى عبارة الفيلسوف الفرنسي (سارتر) التي تقول بان كل انسان مسؤول مسؤولية مطلقة، وانه ( ليس في الجحيم ضحايا ابرياء ولا مذنبين ابرياء ).
الى الحلقة التالية !
* من كتاب (الاسلام بين الشرق والغرب) لعلي عزت بيجوفيتش.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.40694
Total : 101